قرار جديد من الرئيس عبد الفتاح السيسي منح أحد قادة ثورة يوليو حقه بعد سنوات طويلة، يوسف منصور الصديق هو الاسم الذي منحه الرئيس قلادة النيل، كما أنه يعد أحد أبرز قادة الضباط الأحرار ومن بين الأسباب الرئيسية لنجاحها، رغم ما تعرض له فيما بعد. ولد يوسف الصديق، في 3 يناير 1910، بقرية زاوية المصلوب ببنى سويف ولد، وفى 1933 تخرج في الكلية الحربية، وفى 1945 حصل على شهادة أركان حرب، وفى ليلة 23 يوليو 1952 كان صاحب الضربة الاستباقية التي أنقذت الثورة. كانت بداية معرفة يوسف الصديق بتنظيم الضباط الأحرار، عندما تعرف على النقيب وحيد جودة رمضان، خلال حرب فلسطين 1948. وبعدها بثلاث سنوات في أكتوبر 1951 عرض عليه وحيد رمضان، الانضمام لتنظيم الضباط الأحرار، وأطلعه على برامجهم، التي كانت تدعو للتخلص من الفساد وإرساء حياة ديمقراطية سليمة، فوافق على الفور دون تردد، وأصبح قائد ثاني للكتيبة الأولى مدافع ماكينة "الكتيبة 13". اجتمعت اللجنة القيادية للثورة، وقررت أن تكون ليلة 22-23 يوليو 1952 هي ليلة التحرك، وأعطيت الخطة اسمًا كوديًّا "نصر"، وتحددت ساعة الصفر في الثانية عشرة مساءً، إلا أن جمال عبد الناصر عاد وعدل هذا الموعد إلى الواحدة صباحًا، وأبلغ جميع ضباط الحركة عدا يوسف صديق؛ لكون معسكره في الهايكستب؛ لبعده عن مدى تحركه ذلك اليوم، فآثر انتظاره بالطريق العام؛ ليقوم برده إلى الثكنات، وكان لهذا الخطأ البسيط على العكس أعظم الأثر في نجاح الثورة. في كتاب «انقلاب العسكري» يروي الكاتب أحمد حمروش، دور «يوسف الصديق» يقول: «تحددت ساعة الصفر في الثانية عشرة مساءً إلا أن جمال عبد الناصر عاد وعدل هذا الموعد إلى الواحدة صباحًا، وأبلغ جميع ضباط الحركة عدا يوسف صديق لكون معسكره في الهايكستب بعيدًا جدا عن مدى تحركه ذلك اليوم فآثر انتظاره بالطريق العام ليقوم برده إلي الثكنات وكان لهذا الخطأ البسيط أعظم الأثر في نجاح الثورة». وأضاف أنه «تم إبلاغ يوسف صديق بواسطة رسول قيادة الحركة الضابط زغلول عبد الرحمن. ووفقًا لذلك تم إبلاغ يوسف صديق أن ساعة الصفر هي 2400 أي منتصف الليل وليست الواحدة صباحًا وهو الموعد الذي تم التعديل له دون إمكانية». وتابع: «عندما تسرب خبر الثورة إلي الملك أبلغ الأمر للقيادة لاتخاذ إجراء مضاد على وجه السرعة وكانت قيادة الجيش التابع للملك مجتمعة في ساعته وتاريخه تمهيدا لسحق الثورة أو الانقلاب بقيادة الفريق حسين فريد قائد الجيش قبل الثورة، وهو ما دفع يوسف صديق لحسم الجدل بينه وبين جمال، وأصر علي مواصلة طريقه لاحتلال القيادة وأغلب الظن إتفق الرجلين علي ذلك, لأن جمال عبدالناصر الذي استمر يراقب التحركات عن كثب وجه بعد ذلك بقليل بإرسال تعزيزات من أول الأجنحة التابعة للثورة التي تحركت في الموعد الأصلي اللاحق لمساندة يوسف بعد ان قام يوسف صديق مع جنوده باقتحام مبني القيادة العامة للجيش والسيطرة عليه بالفعل». عقب نجاح حركة الضباط الأحرار دعا يوسف صديق مجلس قيادة الثورة إلى عودة الحياة النيابية، وخاض مناقشات عنيفة من أجل الديمقراطية داخل مجلس قيادة الثورة. وعندما وقعت أزمة فبراير ومارس عام 1954، طالب يوسف صديق في مقالاته ورسائله لمحمد نجيب بضرورة دعوة البرلمان المنحل ليمارس حقوقه الشرعية، وتأليف وزارة ائتلافية من قِبَل التيارات السياسية المختلفة من الوفد والإخوان المسلمين والاشتراكيين والشيوعيين، وعلى أثر ذلك اعتقل هو وأسرته، وأودع في السجن الحربي في أبريل، ثم أفرج عنه في مايو 1955، وحددت إقامته بقريته بقية عمره إلى أن توفي في 31 مارس 1975. من أشهر أقول يوسف الصديق :«لئن كانت ثورة 23 يوليو 1952 تعتبر بمثابة الشرارة الأولي التي اندلعت في حركة تحرير الشعوب. بعد الحرب العالمية الثانية فإنني أسجد لله شكرا علي أن هيأ لي مع ضعف صحتي وقوتي أن أكون الشرارة الأولي التي اندلعت في هذه الثورة الخالدة».