«لن تكونوا أعضاءً في هذا المجلس بدءا من الأسبوع القادم.. سأطبق اللائحة الداخلية عليكم بإسقاط العضوية نداء بالاسم ولتقل المواقع الإلكترونية ما تريد».. فاض الكيل برئيس البرلمان علي عبدالعال وأعلنها صراحة بهذه الكلمات الحادة التي وجهها –عن قصد- إلى نواب بعينهم خلال الجلسة العامة اليوم الثلاثاء، مهددا بإقصائهم خلال الجلسة المقبلة. وأرجع عبدالعال سبب إسقاط العضوية إلى محاولة بعض النواب – الموجه إليهم الحديث - إلى اختطاف المجلس وتعطيل أعماله في مناقشة وإقرار القوانين، فضلا عن محاولات البعض إتلاف المال العام وسب مسئولين بالدولة، مشيرا إلى أن لجنة القيم انتهت من الدراسة والتحقيق في هذه الوقائع وسيتم عرضها على المجلس الأسبوع المقبل لاتخاذ الرأي النهائي. ويبقى السؤال الذي يدور في أذهان الجميع بعد قراءة السطور السابقة: من هم هؤلاء النواب المهددون بإسقاط العضوية؟ وهل سينجح رئيس البرلمان في تنفيذ وعده بإقصائهم من المجلس كما حدث من النائبين السابقين توفيق عكاشة ومحمد السادات؟ لن يحتاج الأمر كثيرا من التفكير لمعرفة هوية هؤلاء النواب، فمائدة لجنة القيم عليها 4 ملفات لأربعة نواب منذ دور الانعقاد الثاني، لم يتم أخذ الرأي النهائي بشأنهم، وكأن اللجنة تنتظر تهديد عبدالعال للإفراج عن هذه الملفات. نائبا 25_30 «ناقر ونقير» هكذا كانت –ولا زالت- العلاقة بين الدكتور علي عبدالعال رئيس البرلمان ونواب ائتلاف المعارضة 25-30 منذ انعقاد البرلمان وحتى الآن، تهدأ تارة وتحتد تارة أخرى لكنها لم تحظ بالرضا أبدا من قبل الطرفين، فغالبا ما يعترض نواب الائتلاف على قرارات البرلمان ورئيسه الأمر الذي يثير غضب وانفعال الاخير، يقابله شعور مماثل من الطرف الآخر. «هيثم الحريري وأحمد طنطاوي» يمثلان رأس حربة ائتلاف 25_30 في الهجوم على قرارات علي عبدالعال وأبرز المرشحين لإسقاط العضوية وفقا لتقرير لجنة القيم، الذي اتهم الحريري بالتطاول على رئيس المجلس خلال إحدى الجلسات العامة حيث جاءت المحادثة بينهما: عبدالعال: انت تخل بالنظام داخل الجلسة الحريري: وانت تخل باللائحة فيما تم تحويل النائب أحمد طنطاوي، نظيره بالائتلاف إلى لجنة القيم للتحقيق معه في التجاوزات والاتهامات المنسوبة إليه خلال جلسة مناقشة اتفاقية ترسيم الحدود بين مصر والسعودية، حيث اعترض النائب على حديث أحد المسئولين وقام بتكسير الميكرفون، الأمر الذي اعتبره رئيس البرلمان إتلافا للمال العام وجناية تستوجب إسقاط العضوية. نائب الإباحية بعد شكوى النواب من خروجه على النظام في الجلسة ومخالفته للائحة المجلس الداخلية، حذر الدكتور علي عبد العال النائب أسامة شرشر بإحالته إلى لجنة القيم نظرًا لمقاطعته المستمرة للمناقشات الخاصة بقوانين الصحافة والإعلام في المجلس. من جانبه تصدى النائب أسامة هيكل رئيس لجنة الثقافة والإعلام لشرشر في المناقشات واتهمه بمحاولة التشهير باللجنة، قائلا :"انت وافقت خلال اجتماع اللجنة على القانون فلماذا تستعرض الآن وتشهر باللجنة؟". لم تكن هذه السابقة الأولى للنائب، فقد سبق وتمت إحالته إلى لجنة القيم منذ عامين بعد واقعة نشره فيديو إباحيا على جروب "واتس آب" الخاص بنواب المجلس، إلا أن نتيجة ذلك التحقيق لم تعلن حتى الآن، فهل يعلنها رئيس المجلس الأسبوع القادم؟ تصريحات مثيرة في 4 أكتوبر 2016، قرر المجلس إحالة النائب إلهامي عجينة إلى لجنة القيم للتحقيق معه بسبب تصريحاته التي أشعلت أزمة بالمجتمع وقتها، بعد مطالبته بإجراء كشف العذرية على الطالبات للتأكد من بكارتهن، وغيرها من التصريحات المثيرة للجدل والتي اشتهر بها النائب منذ انعقاد البرلمان. وقرر المجلس إحالة عجينة على خلفية تصريحاته، وتم الإعلان عن عقد أكثر من اجتماع للتحقيق معه، إلا أن النائب ظل ينفى التحقيق معه أو تلقيه إخطارا بذلك، وعلى الرغم من تأكيد مصادر بأن اللجنة أوصت بإسقاط العضوية عن النائب في تلك الواقعة، إلا أن ذلك القرار لم يتم إعلانه رسميًا ولم يتم اتخاذ أي موقف آخر تجاه الواقعة أو التحقيق فيها حتى الآن. إشهار إفلاس وافقت لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس النواب، نهاية العام الماضي على إسقاط عضوية النائب سحر الهواري، بسبب صدور حكم ضدها بالسجن 5 أعوام من محكمة الجنايات في قضية إفلاس، إلا أن البرلمان لم يعلنها رسميا في الجلسة العامة بتصويت النواب حتى الآن بالرغم من حبس النائبة. جاءت موافقة اللجنة التشريعية بالتزامن مع حكم المحكمة الاقتصادية بالإسكندرية في 23 أبريل 2017، ضد الأخوين حازم وسحر الهواري عضوي مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري بالحبس 5 سنوات في قضية إشهار إفلاس نتيجة عدم سداد 238 مليون جنيه، وتم ترحيل النائبة سحر الهواري بعدها لسجن دمنهور. عكاشة والسادات إسقاط العضوية ليست بالظاهرة الجديدة على البرلمان الحالي، فقد سبق وأسقط المجلس عضوية النائبين توفيق عكاشة ومحمد السادات، حيث تم إسقاط الأول خلال دور الانعقاد الأول على خلفية اسقباله للسفير الإسرائيلي ومناقشته في أمور سيادية ليست في حدود اختصاصات البرلمان، وذلك بدون إذن مسبق من المجلس. فيما شهد دور الانعقاد الثاني، إسقاط عضوية النائب محمد السادات، بدعوى "الحط من قدر" مجلس النواب في تقارير سلبية عن أداء المجلس إلى الاتحاد البرلماني الدولي، فضلا عن اتهامه بتزوير توقيعات عدد من النواب على مشروع قانون تقدم به إلى المجلس، فهل يشهد دور الانعقاد الثالث «الحالي» المزيد من حالات إسقاط العضوية كسابقيه أم يمر مرور السلام؟ هذا ما ستكشفه الأيام القليلة المقبلة.