أقامت الهيئة العامة لدار الكتب والوثائق القومية، برئاسة الدكتور هشام عزمي، ندوة بعنوان "ثورة يونيو بين التاريخ والسياسة". تحدث في الندوة الدكتور أشرف مؤنس رئيس قسم التاريخ بجامعة عين شمس والذي أشار إلى أهمية الندوة التي تأتي بعد خمس سنوات من الثورة لدراسة وتقييم 30 يونيو التي صححت مسار 25 يناير وحافظت على هوية مصر. وأكد مؤنس أن الثورة لم تصبح تاريخا بعد ولكن ذلك لا يمنع دراستها، مشيرًا إلى أهمية دور دار الوثائق في إتاحة الوثائق المتعلقة بالأحداث المهمة بعد أن تأتي إلى الدار، وحتى تلك اللحظة مازال تقييم ثورة يونيو معتمدا على وسائل الإعلام، لأنها تدخل في إطار الأحداث الجارية . ومن جانبه قال الدكتور هشام عزمي إن أهمية 30 يونيو كلحظة فارقة في تاريخ هذا الوطن، الذي استعاد نفسه في تلك الثورة المجيدة، فلو لم تنجح هذه الثورة لضاع الوطن بأمنه وثقافته وهويته من بين أيدينا. وتابع عزمي مؤكدا أن خمس سنوات غير كافية للحكم على ما حدث في 30 يونيو أو حتى 25 يناير. ولأننا كنا جزءا من الحدث فمن الصعب أن نحكم بموضوعية ولكن سيأتى بعدنا جيل لم يتورط عاطفيا مع الأحداث فيكون أكثر منا حيادية في دراسة ثورة يونيو والحكم عليها. وقد كان الخيار في تلك الأيام ما بين الأمن واللا أمن، الوطن أو اللاوطن ولكننا ننسى مما يجعلنا نتحامل أحيانا على أحداث مهمة وفارقة في التاريخ. وأضاف أن تلك هى ثاني الندوات التى تعقدها دار الكتب للاحتفاء بثورة يونيو؛ حيث أقام مركز بحوث وتوثيق ادب الطفل ندوة للشباب والنشء عن الثورة، مناشدًا الشباب بأن يتبينوا ويتحققوا مما ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي فالتاريخ لا يكتب على الفيسبوك حيث يغيب التوثيق وتكثر الشائعات . ثم تحدث الدكتور أحمد الشربيني عميد آداب القاهرة وعضو اللجنة العلمية لمركز تاريخ مصر المعاصر، والذي أكد أنه من واقع علاقاته بزملاء عرب من عدة دول منكوبة مثل سوريا والعراق، يرى غبطتهم للمصريين على نعمة الحفاظ على الوطن، مضيفًا أن الشعب في 30 يونيو ساهم في إخفاق مخططات برنارد لويس لتفكيك أوصال الدول العربية الكبرى والتي بدأت بحرب الخليج الأولى والثانية. وأكد أن 30 يونيو ثورة بكل المقاييس والمعايير، ويمكن دراستها كتاريخ آني يساعدنا على استشراف المستقبل. وتحدث محمد الشافعي رئيس تحرير مجلة الهلال سابقا عن اتصال حلقات التاريخ حيث وقعت معركة رأس العش في 30 يونيو 1967 وكانت المعركة التي انتفضت فيها مصر بعد النكسة لتبدأ حرب الاستنزاف. أما 30 يونيو الثانية فكانت في عام 1970 حين انتهى العمل في إقامة حائط الصواريخ، مضيفًا أن الجيش المصري انحاز للشعب في 30 يونيو لأنه جيش وطني يضبط بوصلته في اتجاه الشعب المصري." وأشار نبيل الطوخي أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنيا إلى دور المرأة في ثورة 30 يونيو، بالإضافة إلى بيان الرئيس السيسى الذي كان وزيرا للدفاع في 3 يوليو. وعدد الطوخي أسباب تصدر المرأة للمشهد في 30 يونيو، قائلا :" والحقيقة أنها تصدرت المشهد في كل الأحداث الفارقة في تاريخ مصر، حيث نادى الإخوان بختان الإناث وتزويج القاصرات ومناكحة الزوج لزوجته المتوفاة قبل دفنها فشعرت المرأة المصرية بالخطر"، مضيفا "وقد حققت المرأة عدة مكتسبات بعد ثورة يونيو من بينها مادة 11 في دستور 2014 التى أكدت على المساواة بين المرأة والرجل وجاء لمصر رئيس مؤمن بحقوق المرأة ودورها فتم تخصيص 25 % من مقاعد المحليات وتغليظ عقوبة التحرش، وهناك 8 وزيرات في حكومة مصطفى مدبولي كما أصبحت المرأة محافظا لأول مرة".