"نحن أبناء مصر العاملين بالخارج، وخاصة من العاملين بجامعات مصر، لم نرتكب أي خطأ بحق وطننا لنعاقب بهذا الشكل، بل نحن من أهم مصادر الاقتصاد والدخل القومي لمصر، وهذا شيء نفتخر به، ما ذنبنا لتعريض مصالحنا ومستقبلنا لخطر شديد بانهيار مستقبل أولادنا وتشتيت أسرنا وتهديدنا بالفصل ان لم نعد لاستلام العمل؟. نحن سعينا لحياة كريمة لم تساعدنا ظروفنا لتواجدها بمصر، كل فرد منا يعول اسرته الصغيرة وأفرادا آخرين كثيرين من اسرته الكبيرة، يسعد بأنه عون لهم في ظل الاسعار وغلاء المعيشة الجنوني بمصر، عودتنا لم ولن تفيد مصر بشيء، بل سيزداد الامر سوءا، ماذا تفعل مصر بعودة 5 أو 6 ملايين مغترب يضيفون المعاناة عليها، كلنا علينا قروض والتزامات مادية لن نستطيع سدادها ونحن بمصر مما سيتسبب معه فقداننا لمدخراتنا بالخارج والداخل، وربما دخول البعض للسجن لعدم قدرته علي السداد، لا تتركونا نكفر بآخر شيء لنا بلدنا ، نحو الوطن، ونحن ابناء الوطن، مصلحتنا هي مصلحة الوطن وليس العكس، اتركونا نكمل رسالتنا بالحياة ونعين أهلنا علي صعوبتها، نريد أن نغرس بأولادنا حب مصر، كيف وهم يرون أهلهم يتعذبون بسبب قرارات غير مسؤولة من أشخاص غير مهتمين بأمن واستقرار المواطن، ارحمونا ارحمونا.. برجاء تبني مشكلة الاجازات للموظفين بجامعات مصر، وأولهم جامعة الزقازيق، لقد بدأوا بفصل الموظفين بالفعل، نحن نستغيث بكل وطني حر شريف، أعيدوا إلينا الحياة، أعيدوا إلينا الأمل بأوطاننا". كانت هذه واحدة من الرسائل العديدة الكثيرة التي انهالت علىَّ من إخوتنا موظفى جامعتى الزقازيق وقنا وغيرهم، العاملين بالدول العربية المختلفة بالخارج، أنقلها لكم سيدى الرئيس عبد الفتاح السيسى، للتدخل الفوري المباشر منكم شخصيا لإنهاء تلك المعاناة والكابوس المفزع الذى يعيشونه جراء قرارات أناس لا همَّ لهم إلا ترويع العباد والعسر عليهم في معيشتهم وأرزاقهم، سواء كانوا بالداخل أو الخارج.
للمرة الثانية أكتب لك سيدى الرئيس أن تغيثهم وتنظر بعين الرحمة والشفقة الى إخوتنا هؤلاء، الذين شقوا، عذابا بالسفر والبعد عن الأهل والوطن، سبيلا للقمة عيش وحياة كريمة يسترزقونها ببلاد وأرض الله المختلفة، بعد أن أعيتهم الحيل في نيل تلك الحياة ببلادنا، وأرى أنه لا عيب ولا ذنب لهم في ذلك. سيدى الرئيس كنت قد كتبت لكم مقالا تحت عنوان "أغثهم يا ريس" ، واضعا لكم كارثتهم ومصيبتهم في أرزاقهم أمامكم، في التاسع من مارس من العام الجارى ، تبعها بعدى زملائى الاعلاميون بقنواتهم الفضائية وإصداراتهم المختلفة، مستعرضا لكم مأساتهم، وكيف أنهم يتجرعون وأولادهم وأهلهم وذويهم، مرار ذلك القرار الظالم غير المسئول من محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد، الصادر في منتصف شهر يناير الماضى، والذى ينص على عدم تجديد الإجازات لهم في وظائفهم الحكومية، ممن تجاوزت مدة إعارتهم الأربع سنوات، والانتظام في العمل خلال 6 شهور، أو تقديم الاستقالة، أو فصلهم، ويسير عليه رئيس جامعة الزقازيق وكل مسئولي المحافظة هناك، والتي يضرب بها المحافظ اللواء خالد سعيد ورئيس جامعة الزقازيق الدكتور خالد عبدالبارى كل المساعى الوزارية الأخرى التي تطالبه بالإثناء عنها -رحمة ورأفة بهؤلاء المعارين بالخارج- عرض الحائط، والآن ما ذنب ثمانية من موظفي جامعة الزقازيق المعارين للخارج بها أن يفصلوا ويشردوا من أعمالهم ومناصبهم بالداخل، وما ذنبهم وجرمهم إلا أنهم ضربوا في الأرض سعيا على رزقهم ورزق أولادهم، وتحسينا لمعيشتهم التي لم توفر لهم في بلادهم هنا. سيدى الرئيس قرار محافظ الشرقية ورئيس جامعة الزقازيق يهدد مستقبل أكثر من عشرين ألف أسرة مصرية يعملون بجميع الدول العربية، ويخالف توجهاتكم عندما أعلنتم مرارا وتكرارا بأنه يوجد فائض كبير في العاملين بالقطاع الحكومي، كما يخالف تعليماتكم و شمولهم بعنايتكم بالمصريين العاملين بالخارج، كما أنهم مرتبطون بعقود عمل لدي تلك الدول التي يعملون بها تلزمهم بالانتظام بالعمل لنهاية العام، وإلا ستضيع حقوقهم ومستحقاتهم المالية، كما أن قرار محافظ الشرقية الجائر هذا يتناقض مع قرار رئيس مجلس الوزراء رقم 186 لسنة 2000 بشأن إطلاق مدد الإعارات والإجازات الخاصة بدون مرتب، ويحرم الدولة من مصدر مهم ونفيس من العملة الصعبة، تدخل خزانتها في صورة تحويلات وتأمينات ومعاشات وتصاريح عمل، يقدر مجموعه فى السنة الواحدة ما يعادل حوالى سبعة مليارات جنيه، للمغتربين الشراقوة فقط، فلماذا نحرم اقتصادنا القومى من تلك العوائد التنموية المهمة التى تعود بالنفع عليه؟ . كما أن المحافظة سيدى الرئيس ليس بها اَي عجز في اَي قطاع، وباعتراف المحافظ خالد سعيد بنفسه، ان هناك زيادة عن المطلوب في قطاع التعليم علي سبيل المثال تبلغ41 الف معلم، ولكنه سوء الإدارة في التوزيع، والامر كذلك بجامعة الزقازيق التي يبلغ عدد موظفيها سبعة آلاف موظف، ويتعنتون الآن مع الثلاثمائة موظف المعارين منها الان ، على أن الطامة الكبرى أن لديهم أبناء في مراحل التعليم المختلفة، كالثانوية العامة وغيرها، مما يعرض مستقبل أبنائهم وبناتهم الي مصير مجهول، جراء الانتقال الي نظام تعليم ومناهج مختلفة عما تعودوا عليه ويدرسونه هناك الآن، والكثير منهم لديه أقساط للبنوك في الدول التي يعملون بها، ممتدة لأكثر من أربعة أعوام، وملتزمون بسدادها، كما أن هذا القرار يعرض إخوتنا المغتربين هؤلاء لعدم الوفاء بسداد تلك الاقساط سجنهم ووقوعهم تحت طائلة القانون، ولديهم التزامات مادية كثيرة في مصر، شأن باقى كل العاملين بالخارج، لا يمكن المخاطرة بها، كأقساط شقق، و ديون، مسافرين ومتحملين عناء الغربة من أجل تحقيقها. سيدى الرئيس مازالت مأساة موظفي جامعة الزقازيق وقنا وغيرهم ، العاملين بالدول العربية المختلفة، وباقى أصحاب التخصصات الأخرى، ممثلة في عشرين ألف مواطن مصري شرقاوى مغترب وأسرهم، قائمة غصة في حلوقهم، تكدر عليهم عيشهم في حلِّهم وترحالهم، كارثة ومصيبة وقعت على رؤوسهم، همَّا وغمَّا يقومون وينامون به هم وأسرهم وأولادهم، أناشدك سيدى الرئيس أن تنهى مأساتهم تلك، رحمة بهم وبأولادهم ومستقبلهم، فالأمل معقود عليكم بعد الله تعالى، ولن يحلها إلا سيادتكم بتوجيهاتكم المباشرة لمحافظ الشرقية ورئيس جامعتى الزقازيق وقنا، فلا تحرمهم هذا الأمل سيدى الرئيس.