ردود فعل السلطة ممثلة في رئيس الوزراء وعدد من الوزراء في مقدمتهم وزيرا التخطيط والمالية في اعقاب رفض البرلمان قانون الخدمة المدنية المجحف بملايين الموظفين والعاملين في الحكومة والقطاع العام يكشف عن رؤية السلطة للناس ، للمواطنين ، كعبء ينبغي الخلاص منه ، وشر تعمل كل حيلة من أجل أن تنهيه ، والحقيقة أن رفض البرلمان الذي "بصم" على جميع القرارات بقوانين السابقة ، رفضه لهذا القانون تحديدا ، يعود إلى أن الأعضاء أنفسهم سيكونون مضارين منه بشكل مباشر ، في ذواتهم او اشقائهم أو أعمامهم او أبلنائهم أو حتى من الشريحة التي كانت تقف معهم في الانتخابات وساهمت في فوزهم ، ومن هذا المنطلق ، وحده ، كان رفضهم لهذا القانون . وكنت قد نشرت رسائل سابقة عن شكاوى العاملين في الخارج من تهديدات وصلتهم اداريا بالفعل من وظائفهم اذا لم يعودوا الى البلاد ويتسلموا اعمالهم ، رغم ان حال البلد كما لا يخفى على الجميع ، وان وجود هؤلاء في الخارج يعود بنفع مباشر على الوطن في ضخ العملة الصعبة أو على الاقل يوفرون رواتبهم على الخزانة العامة ، وقد فهم بعض الطيبين ان طرد هؤلاء من وظائفهم سيخليها لغيرهم ، لكن الحقيقة أنهم يريدون تفريغها أساسا ، وتقليص حجم العمالة في الحكومة والقطاع العام ، المهم أن أحد هؤلاء صدقهم ، وقرر العودة لاستلام عمله ، فكان ينتظره هذا "الفخ" ، الذي أترك تفاصيله لرسالته : استاذ/ جمال سلطان المحترم السلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة اذكرك بمقالك المنشور فى شهر نوفمبر بخصوص مشاكل المصريين بالخارج وبالاخص عدم موافقة بعض اجهزة الدولة بتجديد الاجازة بدون راتب ورسالتى لك فى هذا الشأن والتى قمت مشكورا بنشرها مع رسائل اخرين حيث ذكرت لك انى تقدمت بتجديد اجازة المرافق ولكن قوبلت بالرفض مع ان القانون يعطينى الحق فى التجديد وسبق لى التجديد قبل ذلك وذكرنا فى حينة السلبيلت من هذا القرا فى ظل تراجع فرص العمل فى الداخل والخارج ومشكلة الدولار ومع ذلك عدت لاستلام العمل ومعى اولادى الدارسين فى السعودية المنج السعودى والذين لم يدرسوا المنهج المصرى من قبل ليجدو امامهم مشكلتين الاولى واهمها ان شركة المقاولون العرب والتى اعمل بها رفضت تسليمى العمل وانهت خدمتى وشردت اسرة كاملة وكأن الغرض من البداية ليس العودة لاستلام العمل وانما حتى لو عدنا قرار الفصل فى انتظارنا وكأن المسؤلين مصممون على التعسف مع المهندسين اولا فى رفض تجديد الاجازة وثانيا فى الفصل حتى ولو عاد الموظف ولة من رصيد الاجازات ما يكفية لو تأخر بعض الايام بسبب استخراح وتوثيق شهادات اولادة وانهاء متعلقاتة واستخراج تأشيرة السفر التى يتحكم بها الكفيل فى السعودية حسب نظامها والمشكلة الثانية هى امتحانات الترم لمنهج لم يدرسة ابنائي منذ التحاقهم بالدراسة وخصوصا ابنتى الكبري فى الشهادة الاعدادية وبعد ذلك لا يتورع مسؤلى المقاولون العرب عن اتخاذ مثل هذا القرار الجائر وكأنهم لايرون ما يحدث داخل مصر من تعاطف مجلس النواب مع الموظفين ورفضهم قانون الخدمة المدنية وما يتحملة المواطن من متاعب ومأسي حتى تزداد ماساة اسرة كاملة لاهم تركوهم يتحصلون رزقهم من خارج البلاد وحرموهم من عملهم داخل مصر بقرار تعسفى جائر لايراعى فيها مصلحة المهندس وعائلتة اتمنى من سيادتكم اثارة قضيتى هذة لعلى اجد لها حل من اجل مصلحة اولادى ومن اجل اخرين ممكن ان يتعرضوا لمثل قضيتى وكفى المسؤلين استهتار بارزاق الناس واختم بقولة تعالى ولينصرن اللة من ينصرة ان اللة قوى عزيز صدق اللة العظيم قوى على الظالم ويعز المظلوم المهندس/ مظهر محمد فراج لا اعرف كيف اعقب على تلك الرسالة ، ولكن السؤال هو : لماذا تكره الحكومة مواطنيها إلى هذا الحد ؟!