لى المدعو "رفيق حبيب".. إيماء لما نشرته الصُحف اليوم من تصريحات لسيادتكم، مفادُها أن هناك مخطط يجري تنفيذه ميدانيا للانقلاب على العملية الديمقراطية وعلى مسار الثورة، وزعمك بأن الأقباط يُشاركون في التغطية على هذا العمل بغير قصد. نَود أن نُحيط علم سيادتكم بالأتى: أولاً: القطاعات العريضة التى تتشكل منها الجبهات المُعارضة لحُكم الإخوان ومن بينها شباب الأقباط الذين لم ينفصلوا يوماُ عن نضال أشقائهم المسلمون فى الميدان تُمارس دروها الوطنى فى مواجهة الاستبداد والطُغيان وقمع الحريات، ولا تُساهم فى تنفيذ مُخططات للانقضاض على العملية الديمقراطية أو مسار الثورة كما تَدعى، ببساطة لأن مسار الثورة يُحدده الثوار، ونعلم علم اليقين أن سيادتكم لم تكن يوماً ضمن مُعسكر هؤلاء الثوار، بل كنت دوما فى مُعسكر الجماعة تابعاً أميناً لها، تسير على الدرب الذى يرسمونه لك بكل خنوع وإذعان، مُبرراً لجرائمهم فى حق الوطن ومُؤرخاُ بالزيف لانجازاتهم الوهمية ونهضتهم المزعومة.. وكيف لا وهُم آرباب نعمتك؟! ثانياً: إدعاء سيادتكم بأن مُخططاً يُجرى تنفيذه ميدانياً للانقلاب على العملية الديمقراطية وعلى مسار الثورة، نعتبره صحيحاً ولكن التصريح به جاء مُتأخراً وفى غير محله، فكلنا يعلم من خطط للانقلاب على العملية الديمقراطية بصفقاتٍ مشبوهة مع العسكر، كلنا يعلم من هدد وتوعد بحرق الوطن حال اخفاقه بالقفز على كرسي الحُكم، وكلنا يعلم من استغل احتياج الفقراء والمُعدمين واشترى أصواتهم بموادٍ تموينية لا تُثمِن ولا تُغنى عن جوع! تتحدث عن مسار الثورة!... وما شأنك أنت وأمثالك بالثورة ومسارها؟!.. فهل كان لك دوراً فيها؟؟ هل نزلت إلى الميدان فى ليلة مُمطرة من ليالى شتاء الثورة لتُنادى بإسقاط النظام؟! هل ساهمت مع الشُرفاء فى نِضالهم ضد العسكر، فنالك منهم ما نال الثوار الحقيقيون من بطش وتنكيل؟! هل وقفت مثل ما وقفنا أمام جهات قضائية عسكرية ومدنية تَدعى ضد رؤوس الحُكم بأنهم قتلوا إخوتك سحلاً ودهساً، ظُلماً وغدراً؟! ولماذا يتحدث من هم مثلك عن الثورة ومسارها؟! آلم تَختر لنفسك مساراً آخر بصُحبة من يقتلون اليوم الثوار بدمٍ بارد، بعد أن سرقوا مُكتسبات ثورتهم؟! آلم ترضى لنفسك بلعب دور "الكومبارس" وأن تتولى المناصب الوهمية، التى رفسها الشُرفاء بأحذيتهم فى وجه أصحابها؟! ثالثاً: زعمت سيادتكم بأن الأقباط يُشاركون ميدانياً فى هذا الانقلاب على العملية الديمقراطية.. خسئت.. فالأقباط أحراراً وليسوا عبيداً مثل من تُحركهم الأوامر التى لا تقبل الجَدل أو النقاش.. الأقباط يدينون بالانتماء والولاء للوطن لا لحزب أو جماعة.. الأقباط لديهم الوعى الكافِ ليمكنهم التمييز بين من هو المُتأمر على الوطن ومصالحه ومن الذى يُناضل بشرفٍ من أجل الحق و الحرية.. الأقباط اختاروا الانحياز لمُعسكر الشُرفاء.. مُعسكر فيه قُضاة مصر حُماة العدالة، وفيه رموز النِضال الوطنى، وفيه الأحرار أبناء الأحرار الذين رصيدهم فى النضال يزيد عن رصيدك فى التخازُل والتبعية للجماعة ومكتب إرشادها، فهل لك أن تُخبرنا فى أى مُعسكرٍ أنت؟! ولماذا يتحدث من هُم مثلك عن الأقباط؟! هل نحسبك واحداً مِنا؟! بل هل تحسب أنت نفسك واحداً مِنا؟! لم نراك يوماً مُسانداً لقضايانا، ولا مؤازرا لنا فى مِحنة وما أكثر المِحن!. لم نعهدك يوماً نصيراً لحق مظلوم، كما عهدناك نصيراً للجماعة وحزبها ونهجها فى التفكير والتبرير!. لم نسمع منك ما يعطيك الحق لانتقادنا أو تخويننا، وتجاهلناك ما استطعنا لقناعتنا أن النقد والتخوين ليس بالاسلوب الأمثل لإصلاح من هُم مثلك. فلماذا تتجرأ علينا اليوم بمثل هكذا ادعاءات؟! هل سكوتنا عليك وتجاهلنا لك، أوحى لك بأننا عاجزون عن ردعك؟.. هيهات.. أنت تهزى إن ظننت ذلك، فإنا لك من اليوم بالمرصاد.