طالبت مجلة "واشنطن إكزامينر"، البيت الأبيض بدعوة الزعيم الشيعي العراقي المناهض لإيران مقتدى الصدر والتنسيق معه، من أجل التصدي لتدخل قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في تشكيل الحكومة العراقية. وأوضحت المجلة أن سليماني يتواجد حاليًا في بغداد لمنع الصدر من استغلال فوز كتلته بالأغلبية البرلمانية في تشكيل حكومة العراق القادمة. وأضافت المجلة أن الأغلبية البرلمانية للتيار الصدري تتيح له تحديد الأحزاب التي ستشارك في تشكيل الحكومة العراقية لكن إيران تخشى من تنامي نفوذ الصدر، فبالرغم من أنه كان حليفها في الماضي فإنه يتزعم حاليًا تحالفًا وطنيًا من الأحزاب العلمانية والشيعية مناهض للتدخل الأجنبي خاصة الإيراني في شئون العراق. وبحسب المجلة، فإن الصدر مكروه في إيران لأنه يتمسك باستقلالية الحوزة الدينية الشيعية في مدينة النجف العراقية، والمنافسة تاريخيًا للحوزة الإيرانية في مدينة قم ومن ثم فهو يشكل عقبة في سبيل طموح الهيمنة الإيرانية. ومن أجل الحيلولة دون إقصاء الصدر للعناصر الموالية لإيران، يحاول قاسم سليماني إقناع رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بتشكيل حكومة ائتلافية مع رفيقه السابق في حزب الدعوة ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، الذي وصفته المجلة بأنه تابع مخلص لإيران يتلقى الأوامر منها. وتابعت المجلة أن البديل الأفضل هو أن يبني الصدر تحالفًا يفضي إلى تشكيل حكومة ائتلافية تضم أحزابًا صغيرة سنية وكردية. ونبهت المجلة إلى مفارقة تكمن في أن الصدر، وهو أحد خصوم الولاياتالمتحدة السابقين، أصبح أمل العراق في حكم تعددي، ولذا يجب أن يدعوه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. ورجحت المجلة أن يرفض الصدر دعوة ترامب، لكنه سيشيد بها في الغرف المغلقة، وستشجع هذه الدعوة على تغذية اتجاه عراقي للتمييز بين الإيرانيين الذين يحاولون سرقة الديمقراطية العراقية والحكومة الأمريكية التي تريد المساعدة في إنقاذها.