قال الشيخ علي بن عبدالرحمن الحذيفي، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن القلب الحيّ هو الذي تسره حسنته، وتسوؤه سيئته، والقلب الميت هو الذي لا يتألم بالمعصية، ولا يحسّ بها، ولا يفرح بحسنة ولا طاعة، ولا يشعر بالعقوبات على الذنوب، فتغرّه الصحة وإقبال الدنيا عليه، وقد يظن النعم كرامة له. واستشهد الحذيفي خلال إلقائه خطبة الجمعة بالمسجد النبوي، بما قال الله تعالى: «أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لَا يَشْعُرُونَ»، وفي الحديث: «تعرض الفتن على القلوب كما يعرض الحصير عودًا عودًا فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين، قلب أبيض كالصفا لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، وقلب أسود مرباد كالكوز مجخيًا - أي منكوسًا - لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا إلا ما أِرب من هواه».