قال الرائد سمير نوح، أحد أبطال المجموعة 39 قتال ، إن ذكرى الشهيد عبد المنعم رياض يوم لا يمكن أن ينسى من التاريخ ومثال لن يتكرر، وأثره بداخل كل جندي مصري ، لافتًا إلى أنه لقب ب "الجنرال الذهبي". وروي "نوح"، فى تصريحات خاصة ل"صدى البلد"، تاريخ الأسطورة قائلا: " في 9 مارس عام 1969 كان الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، يزور الجبهة، ويمر بجنوده في الخطوط الأمامية، وفي آخر المرور دخل إلى نادي الشاطئ الخاص بهيئة قناة السويسبالإسماعيلية، وكان في مواجهة ذلك النادي في الضفة الشرقية موقع للعدو يسمى "لسان التمساح"، وكان هذا الموقع دائما ما يوجه قذائف صاروخية وقذائف هاون على مدينة الإسماعيلية، دمرت عددا كبيرا من منازل المدينة بخلاف الضحايا من المدنيين. وأضاف نوح : وقتها شعر العدو من مظهر دخول الفريق إلى نادي الشاطئ ومن السيارات المصاحبة له بأن هناك شخصية مهمة، وبكل الغدر أطلقوا قذائف الهاون والصواريخ، وأصيب الفريق عبد المنعم رياض واستشهد بين ضباطه وجنوده. وتذكر " نوح"، تفاصيل ما جرى عقب استشهاد الفريق عبد المنعم رياض: "صدرت التعليمات بالانتقام لمقتل رياض، وأوكل الأمر للعميد إبراهيم الرفاعي قائد المجموعة 39 قتال التي كبدت العدو خسائر فادحة خلال فترة حرب الاستنزاف". وواصل الرائد سمير نوح حديثه قائلا :على الفور اختار الرفاعي عددا من ضباطه وانطلق بهم إلى الإسماعيلية حيث مقر إرشاد هيئة القناة، في ذلك المبنى المرتفع استطلع الرفاعي الموقع الذي ضرب على الشهيد عبد المنعم رياض ورسم تخطيط له، وكان الموقع مكونا من أربع دشم، اثنتان في الأمام واثنتان في الخلف بينها أرض لتجمع الأفراد في طابور الصباح ولإجراء الطوابير الرياضية، وخلف تلك الدشم كانت مخازن الذخيرة الخاصة بالموقع ومخازن التعيينات والوقود، ثم عاد الرفاعي وضباطه إلى القاهرة، وطلب من كل واحد فيهم أن يختار مجموعة من ضباط الصف والجنود وأمرهم بتدريبهم على تفاصيل المهمة الجديدة. وفي 19 أبريل عام 1969 - وفقا لسمير نوح - كانت ليلة الأربعين لاستشهاد البطل عبد المنعم رياض، غادر الرفاعي وقوته مرة أخرى إلى الإسماعيلية وكانت القوة مكونة من أربع ضباط، إضافة إلى ضابط استطلاع وأربعين فردا وانتظرنا في مبنى الإرشاد بالإسماعيلية، وهو مواجه لموقع لسان التمساح الذي حملت العملية اسمه. وأضاف : أنه كان جنرال يسير بين جنوده، يشد على بنادقهم، يسمعهم ويحدثهم: "مكان القادة الصحيح وسط جنودهم وفي مقدمة الصفوف الأمامية"، مشهد سجل نهاية واحد ممن خلدهم تاريخ العسكرية المصرية، لنتذكره عامًا بعد عام ليصبح يوم وفاته هو يوم الشهيد المصري.