أوضح الدكتور الدكتور محمد داود، المفكر الإسلامي والأستاذ بجامعة قناة السويس، عدة أسباب تجعل الإنسان يؤمن بوحدانية الله تعالى عز وجل. وقال «داود» ل«صدى البلد»، في إجابته عن سؤال «لماذا أنت مؤمن؟»: "سبب إيمانى أولًا: هو إجلالى للخالق العظيم فأنا أرى فى عظمة كل مخلوق دليلًا على عظمة الخالق، ثانيًا: حبي لصفات الإله فهو رحمن رحيم، وهو ودود وهذه الصفة تأسرنى جدًّا جدًّا؛ إن الإله العظيم يتودد إلى عباده الضعفاء، ويتودد إليهم بالعفو، بالمغفرة، بالرحمة، بمضاعفة الثواب". وأضاف: "ثالثًا سبب إيمانى ما أراه من طلاقة قدرة الخالق فى كل يوم يكتشف العلم جديدًا من المخلوقات، وهم أمم أمثالنا، والذى لا نعرفه كثير، سبحانه: «وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ» (سورة النحل: 8)، رابعًا: وسبب إيمانى أن الإله العظيم كرمنى فأنا الخليفة المكرم، الخليفة الذى يقوم بتنفيذ منهج الله فى الأرض قال تعالى: «إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة» (البقرة: 30)، والمكرم لقوله تعالي: «لَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَ وحملناهم فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا» (الإسراء: 70)، حيث سخر لى ما فى السماوات وما فى الأرض، وأسبغ على نعمه ظاهرة وباطنة". وأكمل: "خامسًا سبب إيمانى أن حياتى بيده وموتى بيده، سادسًا وأن سعادتى فى اتباع هديه، فقال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْ مِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجزيَنَّهُمْ أَجْرهم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ» (النحل: 97)". وتابع: "سابعًا وسبب إيمانى أنه يخاطب عقلي بأسلوب مقنع، قال تعالى: «أَفَلاَ يَعْقِلُون» (سورة يس: 68) وقوله تعالى: «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ» (النساء: 82)، ثامنًا: أنه يأمرنى بالتسامح والرحمة مع الآخر قال تعالى: «خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ» (الأعراف: 199)، تاسعًا: وسبب إيمانى أنه جعل حمايتى فى الالتزام بالعمل الصالح. وأن أقابل الشر بالخير، قال تعالى: «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ» (المؤمنون: 96)، وقال تعالى: «وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا» (البقرة: 83)، عاشرًا: وسبب إيمانى أنه يأمرنى بالعدل وأن لا أتخلى عنه حتى مع الخصوم، قال تعالى: «ولاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى» (المائدة: 8)". واستطرد: "أحد عشر: وسبب إيمانى هذه اللغة الخالدة الخفية بينى وبين الخالق الإله الحق حين أقع فى مكروه أو ضيق، ألجأ إليه أستشعر العظمة من حبيبى الأعظم، قال تعالى: «أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأْرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللهَّ ِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ» (النمل: 62)، حتى صرخت فى مرة من كثرة نعيمه وتفضله مع تقصيرى، فقلت يا رب، أنا أنا وأنت أنت، أنا المقصر وأنت الكريم، أنا المذنب، وأنت الغفور، أنا العبد الضعيف، وأنت الرب القوى الحكيم، أنا أنا... وأنت أنت سبحانك... ما أعظمك!". وأردف: "أما سؤالك: كيف تؤمنين مثلى؟! فالجواب: تذكرى نعم الله عليك، فضله، رحمته، ستحبينه لعظيم انعامه ولصفات الكمال التى اتصف بها. تذكرى أنه الذى خلقك من عدم، قال تعالى: «هَلْ أَتَى عَلَى الإْ ِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا» (الإنسان: 1) تذكرى أن الدنيا فانية، وأننا سنموت، والمرجع والمآل إليه سبحانه، تذكرى رفقه بك وبالبشر جميعًا، حين نخطئ لا يعاجلنا بالعقوبة وإنما ينادينا، فى حنان عظيم: «قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهَّ ِ إِنَّ اللهَّ َ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم» (الزمر: 53) سبحانه يستر فلا يفضح، ويعفو فلا يعاقب، ويبدل السيئات حسنات، عزيزتي تدبرى ما ذكرته لكِ من أسباب إيمانى وكوني علي يقين أنه سبحانه يحبك، يريد بك الخير واليسر، والنعيم والهداية ما أكرمه".