* سياسي تركي: أردوغان يجمِّل وجهه أمام الأتراك على حساب «عفرين السورية» * وزير خارجية تركيا يتهم المعارضين لعملية عفرين بالإرهابيين * إيران تطالب بوقف العدوان.. وفرنسا تدعو لجلسة طارئة لمجلس الأمن * وزيرة الدفاع الفرنسية تطالب تركيا بوقف العملية العسكرية.. و18 قتيل بينهم طفلان في الغارات * سياسي سوري: تركيا تقصف عفرين بمباركة "أمريكية روسية" ضحايا مدنيين وإدانات دولية وإقليمية لغارات تشنها تركيا ضد منطقة عفرين شمال سوريا يوم الأحد، ويبدو أن أردوغان رئيس تركيا لا يريد التراجع عنها، وصرح مصدر مجهول في الخارجية التركية أن روسيا أعطت ضوءا أخضر لهذه العملية. مصادر كردية أكدت مقتل ثمانية مدنيين جراء غارات تركية في منطقة عفرين، وقال بروسك حسكة المتحدث الرسمي باسم وحدات حماية الشعب الكردية في عفرين - في تصريحات نقلتها قناة (سكاي نيوز) - إن الطائرات العسكرية التركية إرتكبت مجزرة بحق مدنيين في قرية جلبرة ؛ حيث قتل أكثر من ثمانية مواطنين بقصف صاروخي استهدف مسكنا لعائلة". من ناحية أخرى ، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد 3 مواطنين مدنيين ، إثنان منهم في قرية مريمين والأخير في قرية ديوا ، ليرتفع بذلك إجمالي القتلى جراء القصف التركي إلى 18 قتيلا بينهم طفلان. كان الجيش التركي قد أعلن أنه بدأ يقصف برا وجوا منطقة عفرين شمال سوريا ، وقصف حتى الآن 153 هدفا ، كما دخل الجيش السوري الحر بالتنسيق مع القوات التركية الأراضي السورية منطقة عفرين، وذلك في اليوم الثاني لعملية واسعة ترمي إلى طرد وحدات حماية الشعب الكردي التي تسيطر على المنطقة ؛ حيث تعتبرها أنقرة منظمة "إرهابية"، فيما تدعمها الولاياتالمتحدة عسكريا بصفتها رأس حربة في المعارك ضد تنظيم "داعش" الإرهابي بشمال سوريا. وبحسب بيان رسمي أعلن المرصد السوري مقتل 18 شخصا بينهم 8 مدنيين في القصف الذي تقوم به المقاتلات التركية ضمن عملية غصن الزيتون على مدينة عفرين السورية. وقال بيان صادر عن المرصد السوري إن 18 شخصا لقوا مصرعهم خلال ال24 ساعة الماضية من القصف التركي على مدينة عفرين السورية. وصرح رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم للصحفيين اليوم الأحد إن اقتصاد تركيا لن يتأثر بعملية عفرين في سوريا، مضيفا أن الاقتصاد سيواصل النمو بقوة. وقالت أنقرة إن القوات البرية التركية توغلت في منطقة عفرين السورية اليوم، بعد شن هجمات بالمدفعية والطيران على مسلحين أكراد مدعومين من الولاياتالمتحدة تسعى إلى طردهم من منطقة الحدود. وقال إسحاق إنجي، رئيس تحرير جريدة الزمان التركية، إن تركيا تواجه خطورة حقيقة على أمنها القومي من حدود سوريا؛ نظرا لامتدادات الحزب العمالي الكردستاني؛ لذا فأنقرة لديها الحق في الدفاع عن أمنها بكافة الطرق التي تراها. وأضاف «إنجي» في تصريح ل«صدى البلد»، أن هناك مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي يتضمن إقامة الدولة الكردية الكبرى التي يتوقع قيامها في شمال العرق وشمال سوريا وجنوب شرق تركيا، لافتا إلى أن تركيا عانت من الخطر الكردي على مدار ما يقارب 40-50 عامًا، راح ضحية هذه المواجهات الدامية 40 ألف ضحية بين المدنيين وصفوف الجيش. وأوضح أن الهدف الرئيس الذي يسعى لتحقيقه الرئيس التركي من قصف عفرين السورية والتدخل العسكري فيها هو تجميل وجهه أمام الأتراك مع اقتراب الانتخابات الرئاسية التركية في 2019، وبالفعل نجح في هذا الهدف، وأيضا استطاع أن يرسل رسالة للعالم الداخلي والخارجي أن الجيش التركي قوي ويستطيع تحدي أقوى جيوش العالم، وهذا على غير الحقيقة، لأن التدخل التركي في سوريا يأتي بموافقة روسيا وأمريكا والتحالف الدولي ضد داعش، كما أن الجيش التركي ليس قويا لتحقيق هذا الهدف؛ لأنه لا يملك الإمكانات التكنولوجية المتقدمة. وأكد أن أردوغان يدرك أن التدخل جيشه في عفرين السورية لن يؤتي ثماره ولن يحقق شيئا على أرض الواقع، لأن هذه المنطقة جبلية، كما أن القوة الكردية العسكرية رحلت قبل دخول القوات الجوية. وأشار إلى مجلس الأمن لن يتخذ موقفا قويا ضد تركيا، وحتى إذا تم وأصدر قرارا استنكاريا يدعو تركيا لوقف عملياتها العسكرية في عفرين سيكون أردوغان حقق هدفه واستطاع أن يزيد شعبيته في الداخل التركي. ورسميا صرح وزير خارجية تركيا مولود تشاووش أوغلو إن كل من يعارض العملية التركية في منطقة عفرين بشمال سوريا يأخذ جانب الإرهابيين ويجب أن يعامل على هذا الأساس. وأضاف تشاووش أوغلو الذي كان يتحدث للصحفيين خلال زيارة رسمية للعراق أن أنقرة تتوقع أن تساند فرنسا العملية التركية. كانت باريس طالبت تركيا بضبط النفس في سوريا وقالت إنها ستدعو لاجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي. إقليميا، أعربت إيران عن قلقها من تداعيات العملية العسكرية التي تشنها تركيا في شمال سوريا، بدعوى الإطاحة بقوات حماية الشعب الكردية في عفرين، مطالبة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بضرورة إنهاء الهجوم بشكل عاجل. وقالت الخارجية الإيرانية، في بيان لها اليوم الأحد، إنها تتابع بقلق الهجوم التركي في شمال سوريا، على أمل أن تنهي أنقرة العملية العسكرية. ودعت إيران من خلال البيان جميع الدول ولاسيما المجاورة لسوريا إلى تجنب أي عمل عسكري يمكن أن يعزز التدخل غير الشرعي للقوات الأجنبية البلاد التي تشهد أزمة بسبب الحرب بداخلها والتي تشتعل منذ ما يقرب من 7 سنوات. دوليا، طالبت وزيرة الدفاع الفرنسية، فلورنس بارلى، اليوم الأحد، تركيا بوقف الهجمات التي تشنها ضد الأكراد شمال سوريا. وقالت الوزيرة الفرنسية، اليوم، في مقابلة مع تليفزيون «فرانس 3» إن القتال يجب أن يتوقف فى هذا البلد الذى مزقته الحرب. وأضافت «بارلي» أن «الهجوم التركي يمكن أن يثني القوات الكردية التي تقاتل في جانب التحالف الدولي الذي يقاتل الجهاديين في سوريا. وتابعت «بارلي» قائلة: إن المسلحين الأكراد كانوا حلفاء حاسمين في محاربة المتطرفين من تنظيم داعش الإرهابي، مؤكدة أن الأولوية لدى فرنسا هي مكافحة الإرهاب. وشددت قائلة: «المهم هو مكافحة الإرهاب ويجب أن يتوقف كل هذا القتال، ولا سيما ما يحدث بشكل فظيع قرب ادلب وفي مناطق أخرى». وتواجه الحملة التركية مزيدا من التوترات من قبل حلفاء الناتو، بما في ذلك الولاياتالمتحدة، التي دعمت وحدات حماية الشعب في الكفاح ضد الجهاديين من تنظيم داعش. ودعت فرنسا اليوم الأحد، إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولى حول "المخاطر الإنسانية" وسط تصاعد القتال فى سوريا، وفقا لما ذكره وزير خارجيتها اليوم فى الجزائر. وقال وزير الخارجية الفرنسي، جان ايف لو دريان، وفقا لما نشرته وسائل الإعلام الفرنسية اليوم الأحد، «إن فرنسا منشغلة جدا بالحالة فى سوريا والتدهور الوحشى للوضع». وأضاف «لو دريان» على هامش اجتماع لدول غرب المتوسط : «لهذا السبب دعونا إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن لتقييم كل المخاطر الإنسانية الخطيرة جدا». سوريا، صرّح تيسير النجار، عضو الائتلاف السوري السابق، إن القصف التركي لمدينة عفرين السورية تم بموافقة أمريكية روسية، حيث قام كل منهما بوقف رداراته في هذه المنطقة والسماح للطيران العسكري التركي بالدخول إليها. وأضاف «النجار» في تصريح ل«صدى البلد» أن السوريين يدينون كل التدخلات الأجنبية في بلادهم، لافتا إلى أن تركيا منساقة خلف مخاوفها من إقامة دولة كردية على الحدود السورية التركية، رغم أن الأمر يعد مستحيلا، إذ إن أكراد سوريا أقلية، وغير موحدين في منطقة بعينها، ولا يمتلكون مقومات إقامة دولة. وأكد السياسي السوري أن مجلس الأمن لن يتخذ قرارا مؤثرًا خلال الجلسة التي دعت إليها فرنسا، لأن المجتمع الدولي يغض الطرف عما تفعله تركيا في عفرين، متوقعا انتهاء الهجمات التركية على عفرين خلال أيام، مؤكدا أن المنطقة ستبقى كردية، دون تغيير ديمجرافي للمنطقة. من جهة أخرى، كشف مصدر في وزارة الخارجية التركية أن "روسيا أعطت تركيا الضوء الأخضر لمهاجمة الجيوب التي يسيطر عليها الأكراد في شمال سوريا شرط أن يتم تسليم هذه المناطق إلى الجيش السوري بعد هزيمة الأكراد. وخلال الاجتماع الذى جرى قبل يومين من بدء عملية عفرين العسكرية، وافقت روسيا على إخلاء أفرادها العسكريين من قاعدة «ميناج» الجوية التى تعرضت لهجوم من الطائرات المقاتلة التركية يوم السبت. وأضاف المصدر، أن هذا الوحي أثار تكهنات بأن الاسم الغريب للعملية «فرع الزيتون» هو في الواقع مخصصا للنظام السوري. ولكن رئيس لجنة الدفاع في البرلمان الروسي (دوما) فلاديمير شامانوف صرح إن عملية تركيا ضد الأكراد في منطقة عفرين في سوريا، قد تتسبب في عدة تعقيدات في مؤتمر الحوار الوطني السوري المقبل. وذكرت وكالة أنباء تاس الروسية اليوم الأحد أن الأركان العامة التركية أعلنت أمس عن بدء عملية "فرع الزيتون" ضد الوحدات الكردية من قوات الدفاع الذاتي وحزب الاتحاد الديموقراطي في عفرين الذي يقطن فيها 1.5 مليون كردي سوري، وتقول أنقرة إن هاتين المجموعتين هما فرعان من حزب العمال الكردستاني المعترف به على أنه إرهابي في تركيا. وأضاف عضو البرلمان أن "هذا سيسبب تعقيدات لبدء الحوار بين السوريين في سوتشي"، وأن هذه التطورات "مسألة مؤلمة" وإن الحكومة السورية ترى أنه تدخل في الشؤون الداخلية". وتابع أن "لهذا السبب لا استبعد أن يؤثر ذلك بطريقة ما على النشاطات المقررة في 29 و30 يناير الجاري". وأوضح شامانوف "إنه من الصعب التحدث عن هذا الأمر لأنها سابقة غير مرغوب فيها على أعتاب المؤتمر المزمع عقده للمصالحة بين الاطراف في سوريا".