روسيا تسمح بعودة الطيران مع مصر عامان من المفاوضات وروسيا تؤكد: مصر بذلت جهدا جبارا لتحديث المطارات وتأمينها مصر تشتري كاميرات مراقبة وأجهزة مسح وأجهزة بيومترية لتأمين المطارات أخيرا، وقعت مصر وروسيا بروتوكولا يقضي باستئناف الرحلات الجوية بين البلدين، وذلك بعد عامين من التوقف إثر حادث الطائرة الروسية فوق السماء المصرية في نهاية أكتوبر 2015. وذكرت وكالة "سبوتنيك" الروسية اليوم، الجمعة أن وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف وقع مع وزير الطيران المدني المصري، شريف فتحي، اتفاقية التعاون بشأن أمن الطيران المدني تمهيدا لاستئناف الرحلات الجوية بين البلدين. أول رحلة بين البلدين ستكون في فبراير المقبل وقال وزير الطيران المصري، شريف فتحي:" يمكننا أن نعتبر أن الطيران بين موسكووالقاهرة سيكون متاحا في 1 فبراير المقبل. وقال فتحي عقب توقيع الاتفاقية بشأن أمن الطيران المدني: "تم الاتفاق بمنح الضوء الأخضر لشركات الطيران لاستئناف الرحلات بين دولتينا في شهر فبراير المقبل على أن تتخذ شركات الطيران ما تراه مناسبا من إجراءات تجارية لعملها، نعتبر أن الطيران بين موسكووالقاهرة اعتبارا من 1 فبراير سيكون مفتوحا". وتابع الوزير: "اتفقنا أيضا على أن يتم مواصلة الاتصالات في فترة الربيع حوالي شهر أبريل للاتفاق على الخطوات الأخرى في مجال الطيران"، موضحا أن موسكووالقاهرة تبحثان في شهر أبريل المقبل مسألة استئناف الرحلات التجارية بين البلدين. عامان من المفاوضات في 31 أكتوبر 2015، استيقظت مصر وروسيا والعالم أجمع على فاجعة كبيرة، وهو سقوط طائرة مدنية كانت قد صعدت من مطار شرم الشيخ وعلى متنها 224 شخصا، الأغلبية الساحقة منهم روس. وفتحت السلطات المصرية والروسية تحقيقات، ورغم عدم الإعلان بشكل قاطع أن الحادث إرهابي، إلا أن روسيا أعلنت وقف الرحلات الجوية من وإلى مصر، مما شكل ضربة قوية للسياحة المصرية، لاسيما وأن الروس يأتون على قمة السياح الذين يأتون إلى مصر. وخلال الشهور الأولى من عام 2016، بدات مصر وروسيا سلسلة من المفاوضات طلبت فيها موسكو ضرورة أن تشدد القاهرة من طرق الرقابة والتفتيش في المطارات. وفي نفس الفترة، اشترت مصر كاميرات مراقبة وأجهزة مسح بأشعة أكس بقيمة 26 مليون جنيه استرليني من أجل تأمين المطارات والمنتجعات السياحية، بحسب ما ذكرت حينها صحيفة "تليجراف" البريطانية. وفي 5 سبتمبر من نفس العام، التقى الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين على هامش مجموعة قمة العشرين في يالصين، واتفق الاثنان على إيفاد وفد روسي رفيع المستوى خلال أيام إلى القاهرة لمناقشة الجوانب الفنية والأمنية في المطارات. وفي نهاية نفس الشهر، خرج وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف ليعلن توقيع اتفاق حكومي دولي بشأن أمن الطيران بين روسيا ومصر قبل نهاية العام. وفي 4 أكتوبر، طالب وزير النقل الروسي، سوكولوف، من مصر وضع نظام آلي بيومتري يسجل دخول الموظفين للمطارات. وفي 30 أكتوبر من العام الماضي، أوضح السفير الروسي لدى القاهرة، سيرجي كيربتشنكو، أن العمل جار مع الحكومة المصرية بشأن تحقيقات حادث الطائرة الروسية وفق آلية محددة سلفا لتحديد المسئولين. وفي اليوم التالي، أعلن وزير الطيران المصري أن الأجهزة البيومترية لمطارات مصر سوف تصل في منتصف شهر نوفمبر. وقبل نهاية العام، بدأت المفاوضات تؤتي ببعض ثمارها، ففي 17 ديسمبر، قال سوكولوف، أن الرحلات الجوية المنتظمة إلى القاهرة يمكن أن تستأنف بداية من يناير 2017، مشددا على أن هذا القرار يعود في النهاية للقيادة الروسية، عشرة أيام تمر، وتلعن وزارة الطيران المصرية أن وفدا روسيا رفيع المستوى سيصل إلى القاهرة لتفقد الإجراءات الامنية بمطار القاهرة الدولي. وبالفعل جاء الخبراء الروس إلى القاهرة، وبعد عملية التفتيش في مطاري الغردقةوشرم الشيخ، عادوا إلى روسيا مؤكدين أنه سيجرى إعداد تقرير للحكومة الروسية حول نتائج التفتيش. وفي منتصف فبراير من العام الجاري، أعلنت الحكومة في موسكو مصادقتها على بروتوكول التعاون في مجال أمن الطيران المدني مع مصر، مشددة على أن موعد استئناف الحركة الجوية بين البلدين يعتمد على تنفيذ القاهرة للتوصيات التي قدمتها موسكو في هذا الشأن. وفي 13 مايو، نقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن مصدر بوزارة الطيران المصرية أن القاهرة تخطط لدعوة الخبراء الروس لزيارة مصر والإطلاع على الإجراءات الأمنية الأخيرة التي تمت في المطار. وقال المصدر، إن روسيا اقترحت وجود وفد أمني بصفة مستمرة في المطارات المصرية التي تستقبل الطيران الروسي لكن الاقتراح لم يلق قبول الطرف المصري. وفي 24 يوليو، استقبلت وزارة الطيران المدني المصرية، برقية من السلطات الروسية تفيد بأنها سترسل وفدا أمنيا من وزارة النقل متخصصا في امن المطارات إلى القاهرة. وبحسب البرقية فإن الوفد الأمني سيطلع على أخر المستجدات في ملف تأمين المطارات المصرية، خاصة مبنى الركاب رقم 2 بمطار القاهرة الدولي ومطاري الغردقةوشرم الشيخ. زيارة بوتين للقاهرة تغير من مسار التفاوضات وفي 11 ديسمبر الجاري، أعلن وزير النقل الروسي أن أول رحلة جوية مباشرة بين موسكووالقاهرة ستنطلق بداية فبراير المقبل. وتأتي هذه التطورات في ظل زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى القاهرة، والذي ناقش مع السيسي ملف السياحة، وقال بوتين أن النظام المصري بذل مجهودا جبارا من أجل رفع مستوى الأمن بمطاراته في الفترة التي أعقبت انفجار الطائرة الروسية قبل نحو عامين. وتابع بوتين بالقول أن وكالة الأمن الفيدرالي الروسي قدمت له تقريرا بالاستعداد لفتح الطيران بين موسكووالقاهرة.