عبد الملك الحوثي، أو عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، أحد الشخصيات التي أثرت خلال السنوات الماضية على مجريات الساحة السياسية اليمنية والعربية والشرق أوسطية، فهو زعيم الحوثيين الذين قاموا بتصفية الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح. ولد الحوثي عام 1979م، في محافظة صعدة الريفية باليمن، لعائلة متدينة تنتمي إلى فرقة الزيدية من المذهب الشيعي، وكان والده واحدا من كبار المرجعيات الدينية في فرقة الزيديين، وكان عبد الملك يرافق والده في تنقلاته منذ الصغر بين قرى محافظة صعدة. انتقل عبد الملك في منتصف التسعينيات إلى محافظة صعدة، تاركا حياة القرية، للعيش مع أخيه الأكبر حسين عبد الملك الحوثي، الذي كان له الدور الرئيسي في تأسيس جماعة "الشباب المؤمن" والتي تحولت فيما بعد إلى جماعة أنصار الله الحوثية، ومع مرور الوقت أصبح عبد الملك الحارس الشخصي لأخيه، وفي عام 2004 عندما قتل أخوه أصبح عبد الملك هو الزعيم الروحي للحوثيين، بعدما كان قد تلقى توجيهات الخطط العسكرية الحوثية وتكليف بحمل راية الحوثيين من بعده. كان عبد الملك يبلغ من العمر 14 عاما عندما قتل أخوه في أحد كهوف قرية الجمعة، بعد عودته من إيران، حيث تحصن حسين بدر الدين الحوثي ومعه مجموعة من رجاله، فقام عبد الملك بالدخول في مواجهة عسكرية مع الجيش اليمني لفك الحصار عن أخيه، لكنه فشل في ذلك وانسحب من القتال برفقة من معه من المقاتلين. وتولي عبد الملك الحوثي قيادة تنظيم أنصار الله، نقطة تحول وعلامة فارقة في الوضع السياسي والأمني باليمن، فقد ساهم في تطوير الحركة من الناحية العسكرية والتنظيمية والسياسية، وبعد الربيع العربي، انتشرت الحركة وسيطرت على محافظات يمنية كثيرة عام 2011 بدلا من كونها محصورة في مدينة صعدة اليمنية. ومنذ اندلاع الثورة الشعبية في اليمن في 11 فبراير 2011 سارع عبد الملك الحوثي، القائد الجديد لحركة أنصار الله، بالإيعاز إلى جماعته المدعومة إيرانيا بالالتحاق بالثورة وأعلنوا انضمامهم للثورة ومشاركتهم فيها، وحدثت اشتباكات عنيفة بين الجانبين. بعد المبادرة الخليجية التي تضمنت الانتقال السلمي للسلطة وانتخاب عبد ربه منصور هادي مباشرة من قبل الشعب في فبراير 2012 خلفا لصالح، لم يتجرأ الأخير على إعلان التمرد على السلطة الشرعية، لمعرفته عواقب ذلك محليا ودوليا، فلجأ إلى التحالف مع جماعة الحوثي، كحركة تمردية خارجة عن إطار النظام والقانون، للانقلاب على السلطة الشرعية. أدى التقاء المصالح الخاصة بصالح مع المصالح الخاصة بالحوثيين إلى ظهور تحالف بين الطرفين ضد قوات التحالف العربي والحكومة الشرعية برئاسة عبد ربه منصور هادي، لكن ثمة خلافات بدأت تظهر بينهما وصلت قمتها في المهرجان الضخم الذي نظمه حزب صالح في ساحة ميدان السبعين في العاصمة صنعاء، الذي لم يكن مجرد مهرجان احتفالي تقليدي، لإحياء الذكرى 35 لتأسيس حزب المؤتمر، بل كان على استفتاء على شعبية صالح، ورغبة الحضور في إحداث تغيير ضد الميليشيا اليمنية المدوعة من إيران والتي تسببت في مقتل آلاف اليمنيين حتى اليوم. وتسبب موقف الرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، من دول التحالف العربي ودعوته لإجراء مصالحة "مع الخارج"، إلى إثارة غضب الحوثيين، كما قامت القوات الموالية لحزب المؤتمر بشن عملية عسكرية ضد الحوثيين تمكنت خلالها من استعادة السيطرة على العديد من الوزارات والمقرات الحكومية في صنعاء، وألقى عبد الملك الحوثي كلمة هاجم فيها موقف صالح، واعتبر أنه يبيح إهدار دمه. ونفذ الحوثيون تهديدهم لصالح بقتله وإهدار دمه، عندما اعترضوا موكب صالح في صنعاء وأطلقوا النار عليه، وسط صيحات تعبر عن شعارات الحوثيين وفرحتهم بمقتل صالح، وألقى عبد الملك كلمة هنأ فيها الشعب اليمني بمناسبة مقتل الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، ليتحول حليف الأمس إلى عدو اليوم.