القوات الحوثية تمتلك 120 طائرة و100 صاروخ و600 مدرعة 13 محافظة تحت سيطرة الحوثيين.. و«هادي» يقتسم السيطرة على المحافظات النفطية مع القوات الموالية ل«صالح» دخلت عملية «عاصفة الحزم» العسكرية باليمن يومها الخامس، بمشاركة عشر دول على رأسها السعودية، استجابة لطلب الرئيس اليمنى عبدربه منصور هادى بحماية الشعب اليمنى والشرعية الدستورية من قوات الحوثيين. العملية العسكرية جاءت بعد تمدد القوات الحوثية حتى وصلت إلى أبواب محافظة عدن العاصمة الاقتصادية لليمن، وملجأ الرئيس اليمنى، وهو ما يعنى سيطرة حوثية على مضيق باب المندب، الذي يفصل اليمن عن الدول الأفريقية كجيبوتى وإريتريا، وهو ممر بين خليج عدنوالبحر الأحمر، وكما يوفر الطريق البحرى لعبور السفن إلى أوربا عبر قناة السويس. سيطرة الحوثيين على باب المندب تهدد المصالح الاقتصادية والإستراتيجية لدول الخليج ولمصر عن طريق إعاقة الحركة بقناة السويس. العملية العسكرية تعتمد على القصف الجوى لمعاقل القوات الحوثية ومعسكراتها ومخازن أسلحتها مع وضع احتمال التدخل البرى إذا لزم الأمر، وفشلت الجراحة الجوية في معالجة الأزمة. خريطة المدن التي سيطرت عليها القوات الحوثية توضح مدى صعوبة المعركة حيث سيطر الحوثيون على أكثر من 90 % من المدن اليمنية خاصة غرب اليمن، إثر تحركات مدروسة بدأت سبتمبر الماضى باجتياحهم العاصمة اليمنية، صنعاء، ثم السيطرة على قاعدة ديلمى الجوية، قرب مطار صنعاء الدولى، والتي تضم مخازن سلاح، كما استولوا على مخازن السلاح بجبل بنقم، والتي تحتوى على أنظمة صواريخ الدفاع الجوى، وقام الحوثيون بنشر مضادات طائرات بأحياء صنعاء. سيطر أنصار عبد الملك الحوثى على المؤسسات الرسمية للدولة، مقر التليفزيون الرئيسى، ومبنى البنك المركزى، ومبنى وزارة الدفاع، ومقر القيادة العليا للقوات المسلحة، وهيئة الأركان العامة، ومقر القيادة الجوية، والاستيلاء على أسلحة الجيش اليمنى ومقر جهاز المخابرات. كما سيطر الحوثيون على محافظة عمران، واستولوا على معسكرات للجيش اليمنى ومخازن للسلاح بعد الاشتباك مع قبيلة حاشد وقوات الجيش اليمنى شمال صنعاء. واتجهت القوات الحوثية إلى محافظة الحديدة غربًا، التي تحتضن ثانى أكبر موانئ اليمن وواصلوا الانتشار نحو محافظة ذمار ومحافظة حجة، حيث باتت المحافظتان تحت إدارتهم، ويعتبر ميناء الحديدة من أهم الموانئ الرئيسية لليمن التي تستورد البلاد عبره السلاح والمواد الغذائية كم يصدر منه النفط. وتشكل محافظة الحديدة نقطة وصل بين المملكة العربية السعودية والعاصمة صنعاء، وتأتى محافظة صعدة كأحد الأهداف المهمة والمعاقل الحوثية، وهى مسقط زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثى، وتقع شمال غرب العاصمة صنعاء، وتعد أحد المنافذ البرية التي تربط بين اليمن والسعودية، وقد قامت قوات الحوثى بالسيطرة على صعدة وتعيين محافظ تابع لها. وتأتى خطورة صعدة كونها أصبحت مرتكزًا للقوات الحوثية بعد الاستيلاء على العتاد العسكري لكتيبة عسكرية تابعة لقوات الاحتياط، والسيطرة على مطار صعدة، كما تم نقل عدد من الطائرات الحربية إلى المطار، مما أتاح لها عمل جسر جوى مع باقى المحافظات، وخارجى مع دول قد تمدها بالسلاح مثل إيران. محافظة تعز ثالث أكبر المدن اليمنية التي يضع الحوثيون أيديهم عليها، تمت السيطرة عليها ب500 مسلح حوثى، تم نقلهم بطائرات حربية، وكانت عدة كتائب من الحوثيين وأنصار صالح وصلت إلى معسكر الأمن المركزى وسط تعز، في مسعى للسيطرة على المحافظة. كما سيطروا على مطار تعز، وتشهد المحافظة مناوشات من حين لآخر بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمنى في محاولة من الطرفين للسيطرة عليها. وتابع المسلحون الحوثيون توسعهم في المدن اليمنية فسيطروا على مدينة أب، جنوبى العاصمة صنعاء منتصف أكتوبر الماضى، وتعتبر المدخل الرئيسى إلى المحافظات الجنوبية، وتم الاستيلاء على قوات ومناطق عسكرية في هذه المنطقة. وسقطت محافظة ريمة في يد قوات الحوثى في أواخر ديسمبر الماضى بعد أن حشدت جماعة الحوثى عشرات المسلحين من أنصارها من محافظات صعدة وذمار. وتعد ريمة، تاسع محافظة يسيطر الحوثيون عليها في اليمن، وسيطرت قوات الحوثى على القاعدة العسكرية ريمة الحمد. كما اجتاحوا محافظة البيضاء وسط اليمن فبراير الماضى، وأحكموا سيطرتهم على قاعدة العند الجوية في لحج، التي تبعد عن مدينة عدن 60 كم، ووضعوا أيديهم على مطار القاعدة الجوية الإستراتيجية، وهى القاعدة التي كانت تضم عددًا من العناصر الخاصة الأمريكية، إلا أنه تم سحبها قبل سقوط القاعدة بعدة أيام. في المقابل فإن المحافظات التي تخضع إلى نفوذ الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادى فتبدأ بمحافظة عدن، العاصمة الاقتصادية لليمن، ويقيم بها الرئيس اليمنى، حيث تسيطر القوات الموالية له على 80 ٪ من أجزاء المحافظة، وكانت قوات الحوثى قد نجحت في السيطرة على مطار عدن قبل أن تشتبك معها قوات الجيش اليمنى، وتنجح في تحرير المطار. وتخضع محافظة أبين للسيطرة السياسية للرئيس اليمنى الشرعى ويتولى مجاميع مسلحة حمايتها، بينما تنشط ميليشيات القاعدة بين وقت وآخر في المحافظة ذاتها. أما محافظة مأرب التي تقع شمال شرق اليمن تخضع سياسيًا للرئيس اليمنى، حيث يدير شئون المحافظة سلطان العرادة الموالى له، وتخضع لحماية القبائل، وتمثل محافظة مأرب أهمية اقتصادية بالغة لكونها المصدر الأول للنفط، ومنها يمتد الأنبوب الرئيسى لضخ النفط من حقول صافر إلى ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر، كما يوجد بها أنبوب لنقل الغاز المسال إلى ميناء بلحاف بمحافظة شبوة، إضافة إلى وجود محطة مأرب الغازية التي تمد العاصمة صنعاء وعدة مدن يمنية بالطاقة الكهربائية، إضافة إلى أنها تعتبر من أهم المناطق الزراعية. بينما تنقسم محافظتا شبوة وحضرموت الغنيتان بالنفط شرق اليمن بين نفوذ هادى وقوات الجيش الرافضة لأوامره والتابعة إلى الرئيس السابق على عبد الله صالح، كما يوجد بها تواجد قوى لتنظيم القاعدة ما يجعل هناك تنازع بين القوى الثلاث للسيطرة على المحافظتين. وتبقى ميليشيات تنظيم القاعدة في اليمن أحد المكونات في عملية الصراع اليمنى الداخلى حيث تنشط ميليشيات تنظيم القاعدة في عدد من المحافظات من بينها محافظات الضالع، وشبوة، وحضر موت، ومأرب، كما يوجد تواجد لها في محافظة تعز، إلى جوار قوات الحوثى والقوات الموالية للرئيس اليمنى. كما توجد حركة «الحراك الجنوبى»، والتي تم تشكيلها من بعض العسكريين الجنوبيين القدامى التي تم الاستغناء عنهم من الخدمة، وهى حركة مناهضة للرئيس اليمنى الهادى عبد ربه إلا أن لقاءً جمع بين الطرفين مطلع مارس انتهى بتأكيد قيادات الحراك الجنوبى دعمها للشرعية الدستورية للرئيس هادى بصفته منتخبًا من قبل الشعب. وأدانت هذه القيادات ما تعرض له هادى من حصار بصنعاء، ورفضهم للانقلاب الحوثى على الشرعية الدستورية، ولكن مع تصاعد الأحداث وتمدد النفوذ الحوثى، لم تتخذ الحركة أي رد فعل مناوئ أو موالٍ للحوثيين. كما توجد مجموعة من اللجان الشعبية داعمة للرئيس الشرعى، وهى جماعات مسلحة أنشئت في اليمن في فترات مختلفة من المواطنين ورجال القبائل لغرض مساعدة الجيش اليمنى في مواجهاته وحروبه المختلفة، ففى 2010 أنشئت في محافظة شبوة وأنشئت لجان أخرى أثناء ثورة الشباب اليمنية عام 2011 في محافظة أبين لدعم الجيش في مواجهة مسلحى تنظيم القاعدة وأنصار الشريعة في محافظات الجنوب. بالنظر مليًا لخريطة المحافظات اليمينة التي تخضع لسيطرة الحوثى وما يقابلها من محافظات تخضع لنفوذ الرئيس اليمنى الشرعى، نجد أن الميزان القوى يميل بوضوح إلى الجانب الحوثى. سر التفوق الحوثى يرجع إلى التحالف بين الرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح وعبد الملك الحوثى، وهو ما جعل ولاء قوات الحرس الجمهورى، وقوات الأمن المركزى، اللتين كانتا تحت قيادة نجل صالح، ونجل أخيه، يؤمنان للحوثيين السيطرة على هذه المحافظات حيث تقوم بعض وحدات الجيش التي تدين بالولاء لصالح بالتعاون مع الحوثيين وتسهيل سيطرتهم على المحافظات الواقعة في نطاقهم العسكري. وتبدو خريطة الولاء في الجيش اليمنى شديدة التعقيد، حيث ينقسم إلى سبع مناطق عسكرية المنطقة العسكرية الأولى شمال محافظة حضر موت، ومقر قيادتها سيئون تضم 7 قوات قتالية، والمنطقة العسكرية الثانية بالمهرة والسقطرى، ويقع مقر القيادة بمحافظة كلا، وتضم 9 قوات قتالية، والمنطقة العسكرية الثالثة بمحافظة مأرب، وتشمل 12 قوة قتالية، والمنطقة العسكرية الرابعة، مقر قيادتها عدن، وتضم 24 قوة قتالية وهى المناطق العسكرية التي تقع تحت سلطة الرئيس اليمنى هادى عبد ربه، إلا أن ولاءها ليس مضمونًا بشكل كامل، حيث يدين بعضها بالولاء للرئيس اليمنى السابق على عبد الله صالح، الأمر الذي يصعب معه الثقة فيها بشكل كامل. بينما تبقى باقى المناطق العسكرية تحت سيطرة الحوثيين، وتضم المنطقة العسكرية الخامسة محافظتى الحديدة والحجة، وتضم 11 قوة قتالية، والمنطقة العسكرية السادسة بمحافظات عمران وصعدة الجوف، وتضم 15 قوة قتالية، المنطقة العسكرية السابعة، وتضم محافظات ذلمار وأب وصنعاء والبيضاء، وتشمل 9 قوات قتالية تحت سيطرة الحوثى. واستولت القوات الحوثية على أكثر من 80 ٪ من أسلحة الجيش اليمنى، الذي يأتى كسادس جيش عربى، كما يحتل المركز ال45 بين جيوش العالم، ويمتلك 106 دبابة و600 مدرعة و362 طائرة حربية و94 طائرة هليكوبتر و33 قطعة بحرية ونحو 10 عربات كاتيوشا، وما يقرب من 100 صاروخ، وأكثر من 100 مدرعة تحمل رشاشات ثقيلة ومتوسطة. وتمتلك القوات الجوية اليمنية أكثر من 120 طائرة عسكرية متنوعة، في إطار 10 أسراب، كل سرب يضم 12 طائرة، وتتركز معظمها في قاعدة الديلمى بصنعاء، فيما تتوزع البقية على القواعد العسكرية الأخرى بأنحاء اليمن، 12 طائرة من نوع ميج 29، و48 طائرة من طراز سيخوى بصنعاء والحديدة، و24 طائرة ميج، كما تمتلك 10 مروحيات في صنعاء، أصبحت جميعًا في يد القوات الحوثية. وتبقى مدى نجاح العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، هو قطع الطريق بين القوات الحوثية، وتوجيه ضربات لقواعد تمركزها والقواعد العسكرية والجوية التي استولت عليها، وحرمانهم من استخدام قدرات الدفاعات الجوية، وتدمير ترسانة الأسلحة التي استحوذوا عليها. وفيما لوحت قوات التحالف العربى بالتدخل البرى في اليمن حال عدم تحقيق الأهداف المرجوة للعملية جويًا، فإن خبراء يرون خيار التدخل البرى، خيارًا صعبًا وغير مأمون سواء للقوات السعودية أو القوات المصرية، فالتدخل البرى من ناحية الحدود السعودية اليمنية صعبًا، نظرًا للحدود الجبلية الوعرة التي سيكون الحرب فيها بمثابة حرب عصابات في مدقات ودروب أهلها أكثر دراية بها، ولا يقل خيار الإبرار الجوى لقوات برية صعوبة، حيث سيسهل حصارها، نظرًا للسيطرة الحوثية على أغلب المدن اليمنية. من النسخة الورقية