في عمق صحراء سيناء، وتحديدًا داخل جدران دير سانت كاترين التاريخي، تبرز أيقونات ورسومات نادرة للقديسين بطرس وبولس، تعود إلى القرن الثالث عشر الميلادي، وتحمل بين خطوطها وألوانها رسائل لاهوتية وفنية عميقة. يعكس هذا الإرث المسيحي كيف شكلت الشخصيتان محورًا للعقيدة والتبشير في العالم المسيحي الشرقي والغربي. القديس بطرس: الصخرة التي بُنيت عليها الكنيسة يُعرف القديس بطرس بأنه أول الحواريين وأول من اعترف بألوهية المسيح، ووُصف في الكتاب المقدس بأنه "الصخرة" التي عليها تُبنى الكنيسة. في اللوحات الموجودة في دير سانت كاترين، يظهر القديس بطرس بلحية رمادية كثيفة ومفتاح في يده، في إشارة رمزية إلى مفاتيح ملكوت السماوات التي أوكلها له المسيح.
القديس بولس: رسول الأمم إلى جانب بطرس، يقف بولس، الذي تحوّل من مضطهد للمسيحيين إلى أحد أبرز مبشري المسيحية في العالم القديم. يُصوّر بولس غالبًا في الأيقونات بملامح صارمة وكتاب مفتوح أو سيف، دلالة على رسائله العديدة ومواقفه الحاسمة في الدفاع عن العقيدة المسيحية ونشرها.
الفن البيزنطي في دير سانت كاترين تُعد الجداريات التي تمثل بطرس وبولس في دير سانت كاترين من أبرز نماذج الفن البيزنطي المتأخر في المنطقة. تمثل هذه الأعمال التقاءً بين الطابع الديني والفني، حيث يظهر القديسان وهما ينحنيان تجاه المسيح في مركز التكوين، مما يعكس الوحدة في الإيمان رغم الخلافات التي دارت بينهما تاريخيًا.
دير سانت كاترين: شاهد على العصور دير سانت كاترين، أحد أقدم الأديرة العاملة في العالم، يحتضن هذا التراث الغني في موقع معزول وسط الجبال، ويشكل نقطة التقاء للأديان السماوية الثلاث. يحتوي الدير على مكتبة مخطوطات فريدة، وأيقونات دينية تعود لقرون، مما يجعله من الكنوز الثقافية والدينية في الشرق الأوسط.