لقى شخصان مصرعهما وأصيب 8 آخرون في مشاجرة دامية بين أعراب ومواطنين بمدينة القصاصين التابعة لمحافظة الإسماعيلية إثر نشوب مشاجرة دارت بين الأعراب وعمال بأحد الأفران، بعد تطاول الأعراب على صاحبة الفرن اعتراضا منهم على تأخير تشغيل الفرن وإنتاج الخبز. وأوضح شهود عيان أن اهالي المدينة فوجئوا عقب مرور ساعة من المشاجرة بقيام 3 عربات نصف نقل يستقلها أعراب يحملون أسلحة نارية ورشاشات جاءوا للتضامن مع الأعراب الذين تشاجروا أمام الفرن وأطلقوا الأعيرة النارية عشوائيا صوب الأهالي. وأسفر إطلاق النار عن مقتل اثنين وإصابة 8 أشخاص بطلقات نارية في أماكن متفرقة من الجسم وتم نقلهم إلى المستشفى العام لتلقي العلاج. وأكد إبراهيم عبد العاطي، رئيس المجلس المحلي في دروته السابقة، كشاهد عيان، أن الواقعة بدأت أمام أحد الأفران التي تنتج خبزا غير مدعم، حيث إن سعر الرغيف الواحد يبلغ 50 قرشا، موضحا أن الفرن تأخر عن موعد تشغيله بحوالي نصف ساعة وهو ما أدى إلى ازدحام الأهالي ووقوفهم في طوابير. وأشار إلى أن المشاجرة بدأت بقيام شخصين يدعيان عوضين ومحمود من أعراب المنطقة بالتشاجر مع صاحبة الفرن العجوز لتأخر الفرن عن العمل ووصل بهم التطاول إلى السب والتشاجر بالأيدي، وهو ما جعل المواطنين وعمال الفرن يتصدون لهم لوقف تطاولهم على السيدة، إلا أن الرجلين اتصلا هاتفيا بأقاربهم لاستدعائهم للتضامن معهم. وأضاف أنه بعد مرور ما يقرب من نصف ساعة فوجئ الأهالي بوصول 3 سيارات نصف نقل يستقلها أعراب يغلقون كوبري القصاصين ويطلقون الأعيرة النارية صوب المواطنين، خاصة أن الفرن كائن أمام الكوبري مباشرة، وهو ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات وخلق حالة من الهلع والفزع لدى المواطنين، خاصة النساء والأطفال. وأكد أن المشكلة ترجع إلى الانفلات الأمني وعدم تشغيل مركز الشرطة الذي تم الانتهاء من إنشائه منذ عامين، موضحا أن المنطقة تحتاج إلي مركزي شرطي وتواجد الأمن، خاصة أن أقرب مركز شرطي يقع في مركز ومدينة التل الكبير غير أن طبيعة المنطقة الجغرافية تتطلب تواجدا أمنيا كثيفا، لأن هناك ظهيرا صحراويا للمدينة يسكنه الخارجون على القانون والذين يمتلكون أسلحة آلية ورشاشات يستخدمونها في المشاجرات التي تقع بينهم وبين المواطنين العزل. وعن الوضع الحالي عقب حدوث الواقعة، أوضح تركي علي حامد، عمدة قرية الوادي الأخضر والقصاصين، أن هناك مساعي من قبل الشيوخ ورءوس العائلات خاصة مع إصرار الأهالي علي إغلاق الطرق والكباري والسكة الحديد احتجاجا منهم على غياب التواجد الأمني وسقوط عشرات الضحايا في وقائع مماثلة. وقال إن الحادث أسفر عن مقتل كل من محمد عطية النجار، رئيس وردية بشركة القناة لتوزيع الكهرباء، وخليل عتيلة، عامل حر. ومن جانبه، يؤكد السيد حمادة، أحد المواطنين، أن حصة المدينة من الدقيق المدعم لا تكفي احتياجاتها الأساسية من الخبز، وهو ما يؤدي إلى اندلاع مشاجرات مماثلة من وقت لآخر، وأن الأمر وصل إلى التشاجر على أفران الخبز غير المدعم، موضحا أن نسبة تهريب الدقيق المدعم في القرية عالية بالمقارنة بباقي القرى. وأضاف أن القصاصين تشهد عقب حدوث الواقعة شللا تاما في المرافق والخدمات، كما أنه تم منع الطلاب من دخول المدارس وتم إغلاق الكباري وقطع الطرق وإلغاء سوق السبت الأسبوعية.