دعا كويتيون إلى الإفراج عن النائب السابق مسلم البراك أبرز رموز المعارضة في البلاد، وذلك خلال وقفة تضامنية نظموها مساء اليوم أمام قصر العدل، أثناء التحقيق مع البراك على خلفية إتهامه بالمساس بالذات الأميرية. ورفع مؤيدوا البراك والمتضامنون معه، ومن بينهم نواب سابقون ، لا فتات تطالب بإطلاق سراح البراك من قبيل "أطلقوا سراح ضمير الأمة مسلم البراك"، "الحرية لمسلم البراك"، يأتي هذا فيما قامت وزارة الداخلية بضرب طوق من السياج الحديدي والأمني لمنع المعتصمين من الدخول لساحة قصر العدل، وطلبت من المتضامنين إنهاء وقفتهم. واعتقلت قوات الأمن الكويتية البراك مساء أمس الاثنين وفق مذكرة توقيف صدرت بحقه على خلفية إتهامه بالمساس بالذات الأميرية في أحد تجمعات المعارضة، ونقلته إلى إدارة أمن الدولة حيث بات ليلته هناك ثم نقل إلى النيابة العامة عصر اليوم وسط جموع من مؤيديه الذين رددوا الشعارات المؤيدة له. ووجهت النيابة العامة للبراك 3 تهم هي المس بالذات الأميرية، والطعن في صلاحيات سمو الأمير، والتطاول على مسند الإمارة. وقال المحامي جاسر الجدعي، الذي حضر التحقيق مع موكله مسلم البراك، ان الاخير انكر جميع التهم الموجهة إليه، قائلا: "لا يمكن أن أقبل بالمساس بالذات الأميرية، وأنا أول المدافعين عن سمو الأمير والأسرة الحاكمة، ووجهت كلام محب لوالد الجميع". وأضاف الجدعي أن القصد الجنائي غير متوافر في التهم الموجهة للبراك. وقررت النيابة استمرار حجز البراك حتى الاربعاء، وقبل ساعات من تسليمه نفسه لضباط أمن الدولة الذين حضروا لاعتقاله، أكد النائب السابق وأحد أبرز وجوه المعارضة مسلم البراك للجزيرة أنه لن يتبرأ أو ينكر ما قاله في ساحة الإرادة عندما تستجوبه النيابة العامة، وأضاف أن "الشعب والدستور يستحقان من يدافع عنهما، وفي نهاية المطاف هذا قدرنا ودورنا الذي يجب أن نتحمله". كما نفى البراك في مؤتمر صحفى عقده مساء أمس بديوانه قبل وقت قصير من اعتقاله، وجود محاولة لقلب نظام الحكم ، ووجه البراك رسالة واضحة ومباشرة لكل من يروج أقاويل عن نية المعارضة الانقلاب على الحكم، بالقول "لو أن هناك حاكما يعلم أنه توجد خصومة بينه وبين شعبه لما قضى إجازته خارج البلاد"، في إشارة إلى قضاء أمير الكويت إجازة عيد الأضحى في سلطنة عمان. واعتبر أن بعض المحسوبين على النظام ومن أسماهم بقنوات "الإعلام الفاسد" يقفون وراء هذه الادعاءات. وقال البراك إنه رفض في وقت سابق تسليم نفسه وفق أوامر شفهية وصلته، مطالبا بضرورة تسلمه مذكرة اعتقال. ويعد النائب السابق البراك صاحب أكبر عدد من الأصوات في تاريخ الكويت خلال عدة دورات متتالية في الإنتخابات البرلمانية التى شهدتها البلاد وهو أحد أهم المطالبين بإجراء إصلاحات سياسية في البلاد . ويرى مراقبون أن اعتقال البراك سيزيد المشهد الكويتى تعقيدا وسيرفع منسوب التوتر في المشهد السياسي الكويتي ويرفع حالة الاحتقان في الشارع بطريقة غير مسبوقة. وكانت البلاد قد شهدت مصادمات عنيفة الأسبوع المنصرم بين محتجين على تعديل القانون الانتخابي وقوات الأمن، وأدت في النهاية إلى إصابة عدد من المشاركين بجرح واعتقال قرابة ستين متظاهرا أفرج عنهم بعد يوم من احتجازهم. وتستعد المعارضة لمسيرة "الكرامة 2" التى أعلنت تنظيمها في 4 نوفمبر المقبل لرفض مرسوم الصوت الواحد الذى تجرى على أساسه الانتخابات المقبلة. ويقضى التعديل الذى أدخلته الحكومة على قانون الإنتخابات بأن يكون لكل ناخب التصويت لمرشح واحد فقط حيث كان القانون نفسه قبل التعديل يعطي الناخب الحق في التصويت ل4 مرشحين بحد أقصى.