أي إهانة تلك التي تلحق بثورة 25 يناير المجيدة وهي تحاول أن تهيل التراب على رأس من وقفوا إلى جانب تلك الثورة ومن وضعوا رقابهم في دائرة الخطر وانحازوا صراحة للشعب ورفضوا دعم الرئيس السابق بتصفية تلك الثورة الشعبية. إن المجلس العسكري وقتها حين اجتمع منفردا وبعيدا عن سلطة مبارك ورفضوا بالإجماع إطلاق رصاصة واحدة على الشعب الثائر فهو في الوقت نفسه كان سيدفع الثمن في حال فشل تلك الثورة بأن يقدموا إلى المحاكمة بتهمة الخيانة وربما يتم إعدامهم في ميادين عامة ولكنهم رغم ذلك نزلوا الشوارع وأعطوا أوامرهم للجنود أننا لا نعمل عند مبارك ولسنا جيشه وإنما نحن جيش مصر ولكل أبناء الشعب وهم بذلك أسقطوا شرعية فرد واستبدلوها بشرعية ثورية صنعها المصريون. إن هذا الشعب يعرف معنى الوفاء لمن وقفوا بجانبه وأصلا هذا الجيش وتلك الرموز من قيادات المجلس العسكري لهم مكانة خاصة جدا في قلوب البسطاء والعامة بل وحتى النخب التي استدركت مواقفها وتراجعت عن هجومها الدائم عليهم بعد أن رأوهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه وأوفوا بوعودهم بتسليم السلطة في انتخابات كانت الأكثر نزاهة في تاريخ مصر ومن قبل أصروا على الانتخابات البرلمانية وتولوا قيادة الوطن في وقت كان المخطط الأساس أن تكون مصر نموذجا لعراق آخر ويسقطون وطنا كان ولازال هو الرائد والمحرك للشعوب والمعطل للمؤامرات. لم يبق غير الحاقدين ومحبي الكاميرات والشهرة ومن تلقوا أموالا من الخارج ومن يحاولون دوما الإساءة إلى الجيش المصري ورموزه وهؤلاء امتلكوا الشاشات والأقلام التي تدعي دوما أنها الوكيل الحصري لصكوك الوطنية ، يشوهون بها المعاني الجميلة لثورة يناير المجيدة ولا يفرقون بين الأبطال الذين قادوا أمة بحجم مصر في أصعب ظرف تاريخي يمر به الوطن حيث غياب الأمن وتدهور الاقتصاد الذي يشبه سقوط طائرة إلى الأرض وانتشار الأموال الأجنبية لزعزعة الاستقرار في أرجاء البلاد وإحداث فتن طائفية ودعوات للعصيان المدني وغياب اليقين والحيرة في المشهد الاجتماعي وكثرة الإضرابات والمطالبات الفئوية وحملات منظمة لتشويه كل ما هو ثابت ومعلوم في أعين المواطن من قبيل حملات ( عسكر كاذبون ) . واتهام عامة الشعب بأنهم فلول النظام السابق وانفلات الإعلام وعدم ثبات أي هيبة لأي مسئول حتى استخدم أحدهم لفظ الحمار على أعلى سلطة في البلاد وقتها ! إن الأخطاء في المرحلة الانتقالية واردة جدا والقضاء سيقول كلمته فيها إلا أن ما يحزننا هو أن الشعب تغافل عن جمعة الوفاء لهؤلاء الأبطال ورغم تكريمهم على المستوى الرسمي من قبل الرئيس مرسي إلا أن الشعب من الواجب عليه أن يكون أسبق من رئيسه ومقدم في الاحتفال والتكريم عليه ، وهو موقف رائع من الرئيس وينم عن تقديره لما فعله طنطاوي وعنان لكن جمعة الوفاء من الشعب ستكون أفضل تكريم للمجلس العسكري وسترسخ قيمة الامتنان ومشاعر التقدير في جمعة الوفاء في زمان لم يعد فيه للقيمة أي معنى !! يمكن القول أنهم حفظوا الوطن – بتوفيق من الله – مرتين ، الأولي عندما انحازوا للثورة وتحملوا إدارة المرحلة الانتقالية بغير شكوى والثانية عندما قبلوا قرار الرئيس في صمت وبدون اعتراض والبعض تصور أن ذلك ضعف ولم يفهم أن التقاليد العسكرية المصرية دوما تحترم من يختاره الشعب ويحمل الشرعية من الجماهير وقبولهم لقرارات 12 أغسطس كانت التزاما منهم بقرارات القائد المنتخب ولا شيء غير ذلك . إن المجلس العسكري كان قيمة وقامة في سماء الوطن وربما تكون له أخطاء سياسية لكن مجمل ما قدموه للوطن يجعلهم يستحقون جمعة وفاء نشعرهم فيها أن مصر بخير. ترى هل يفعلها الحرية والعدالة وقوى الإسلام السياسي وتيارات مدنية وحزبية مع الملايين من عامة الشعب بجعل الجمعة القادمة جمعة الوفاء للأبطال ؟