انتشرت في الآونة الأخيرة عبارة الخروج الآمن لقادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة من السلطة،وقال المرددون لهذا القول الآثم ،أن هؤلاء القادة يفاوضون قوي سياسية علي هذا الأمر،وذلك لأن أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،من وجهة نظر مرددي هذا الضلال،مارسوا خلال الفترة الانتقالية ،عمليات فساد وإفساد وارتكبوا جرائم قتل - علي حد زعمهم - . وعبارة الخروج الآمن تتردد دوما بفضائيات المار ينز،وعلي اللسنة عناصر بالفيس بوك،وغير ذلك من المحافل ،ومن يرددونها يمثلون قلة لا تذكر من أبناء شعبنا العظيم ،الشعب الذي حسم خياراته منذ الدقيقة الأولي من تفجر ثورته ،عندما راهن علي مؤسسته العسكرية النبيلة ،وكانت عند حسن ظنه ،عندما قامت بحماية ثورته ،وشاركت فيها ،وانحازت لها ،وهي تعبر بمصر الآن الي طريق الآمان .
ونحن نكتب هذا الكلام ،نري القافلة الثورية تسيير،وخارطة الطريق تنفذ علي أكمل وجه ،ويمضي بها جيشنا الي تحقيق أهدافها ،ونري الشعب يحتضن قواته المسلحة ويحميها من القلة الضآلة ،تلك القوات التي قامت عناصر تنتمي إليها بتأمين الانتخابات علي أكمل وجه ،وطاردت البلطجية وقطاع الطرق،وأحالتهم لمحاكمات عاجلة،وتركت من يعبرون عن رأيهم يفعلون ما لذ وطاب لهم من قول فاحش ،ترفضه غالبية أبناء الشعب ،تركتهم حتي وان كان ما يقومون به لا علاقة له بالتعبير عن الرأي .
وعلي الرغم من اتضاح الأمور واقتراب موعد تسليم السلطة لمن يفوز في انتخابات الرئاسة المقبلة، إلا ان القلة المشار اليها ،تصر علي إهانة المؤسسة السيادية الوحيدة التي تدير مصر الآن وتحافظ عليها ،تهينها بأحط الألفاظ التي يمكن ان تسمعها أذاننا .
أذن نحن أمام وضع باتت فيه أقلية ترفض خيار الشعب وتزعم انها وحدها تمثل ثورة 25ينايرالمجيدة ، و لا تعي ان الثورة تعني إرادة الشعب وقدرته علي التغيير،والشعب الحقيقي الذي ثار قال كلمته في الانتخابات البرلمانية،وعلي الجميع ان يحترم خيار الشعب،والذي شهد له العلم كله بالشفافية والنزاهة.
وبناء علي ما سبق عندما تخرج علينا تيارات سياسية ،وتردد مصطلح خروج آمن ،مستهدفة أصحاب الفضل علي ثورتنا ،قادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة ،والذي أداروا وطننا فور تنحي مبارك ، وأمامهم أوضاع دولية وإقليمية ومحلية معقدة للغاية ،بيد أنهم تعاملوا معها لكي يصلوا بمصر الي بر الآمان ،لكن يبدو ان القلة المشار اليها كانت لاتري الا مطالبها ،وانها يتوجب ان تقود الوطن بعد قيام الثورة ، حتي وان كان ذلك بشكل غير شرعي ،لمجرد انها شاركت كغيرها من المصريين في فعاليات الثورة .
نحن لانريد أن نكرر سرد فضل رجال القوات المسلحة علي ثورة 25يناير المجيدة ،لأننا تعرضنا له مراراً من قبل ،ولأن هذا الفضل معروف وسيذكره التاريخ ،وسيذهل الجميع عندما يعرفوا الدور البطولي الذي قام به المشير محمد حسين طنطاوي ورفاقه من اجل العبور بسفينة الوطن لبر الآمان ونجاح الثورة ،تماما كما سيصابون بخيبة امل عندما يعرفون كيف أعاقت القلة المشار إليها مسار الثورة ،وعطلتها عن تنفيذ أهدافها ،لاسيما عندما تعرف تلك القلة من ابناء الشعب الذين تم تضليلهم حجم الأموال التي تلقتها رموز بينها لتضللهم وتصل بالثورة المصرية لغير أهدافها.
ونعتقد ان حكومة الأخوان التي ستشكل في أعقاب تسليم السلطة للرئيس المقبل او غيرها من الحكومات،هي التي ستتولي تحقيق ما تبقي من مطالب الثورة وتطهير الوطن من فلول الحزب الوطني،والقصاص الكامل لكل الشهداء ومنحهم حقوقهم ،وساعتها سيحظي رجال قواتنا المسلحة وأبطال المجلس الاعلي للقوات المسلحة ،وخصوصا السيد المشير بتكريم غير مسبوق ..تكريم لرجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه،ووعدونا كثوار وشعب،وساعتها الذي سيطلب خروجا آمنا من مصر،الذين تم تمويلهم من قبل دوائر خارجية وتسببوا في كل المعاناة التي مرت بها بلادنا في أعقاب قيام الثورة ،ولن نمنح لهم هذا الخروج الآمن ،اما من تم تضليلهم فباب الصفح مفتوح.