1 طوال 40 سنة صدرت مئات الكتب عن حرب أكتوبر73 كشفت أسرار ما كان يحدث في مختلف أطراف الحرب باستثناء موسكو التي ظل ما كان يحدث فيها في مقر القيادة السوفيتية في الكرملين سرا خفيا معتما. ولذلك يبقي كتاب حرب كيبور داخل الكرملين الذي أصدره فيكتور اسرائيليانvictorisraelyan عام1997 أول شاهد يلقي الضوء علي الجانب المعتم خلال أسابيع الحرب. وإسرائيليان من أصل أرمني, وفي خلال فترة أيام حرب أكتوبر كان أحد أربعة من مجموعة عمل خاصة تم تشكيلها لمتابعة اجتماعات المكتب السياسي للحزب الشيوعي السوفيتي أثناء الحرب, وتسجيل محاضرها وإعداد الوثائق والأوراق والقرارات والتعليمات التي تنتهي إليها. وباستثناء الاجتماع الذي تم عقده بعد ساعات قليلة من بداية الحرب يوم السادس من أكتوبر ولم يحضره فيكتور وإنما عرف عنه تفصيلا, فقد حضر فيكتور جميع الاجتماعات التالية وكان يسجل ضمن مايبدو أنه متابعة للاجتماعات مذكراته اليومية وملاحظاته علي جميع الاجتماعات التي حضرها ولولا انهيار الاتحاد السوفيتي وسقوط الكثير من المقدسات التي كان يستحيل معها نشر أسرار مايجري في الكرملين لما رأي كتاب إسرائيليان النور. يقول فيكتور في مقدمة الكتاب: في الثانية بعد ظهر6 أكتوبر73 بتوقيت القاهرة شنت الجيوش المصرية والسورية هجوما ضد القوات الإسرائيلية في سيناء ومرتفعات الجولان. وخلال الأسابيع الثلاثة التالية حدث أشد قتال منذ الحرب العالمية الثانية ليس فقط لأنه كانت هناك دبابات منتشرة في سيناء من جانب المصريين والإسرائيليين أكثر مما كان موجودا في معركة كورسك الحاسمة عام1943 عندما سحق الاتحاد السوفيتي آمال ألمانيا النازية, بل لأن خسائر الجانبين الإسرائيلي والمصري العسكرية كانت بحجم هائل. ولو لم تقم الولاياتالمتحدة بإقامة الجسر الجوي لإعادة تزويد القوات الإسرائيلية بالأسلحة الحاسمة والذخيرة التي فقدتها في الحرب, وتوقيف السادات للحرب, لكانت حرب أكتوبر قد غيرت بالفعل وجه المنطقة العربية بانتهاء إسرائيل! نقلاً عن الأهرام