والعود ليس أحمد، عاد مرشد الإخوان محمد بديع لدرسه الأسبوعى فى مسجد «الخلفاء الراشدين» بمصر الجديدة، وقبل أن يتحف المصلين بمحاضرة عن «الإنترنت» ناشر الرذيلة، وقف مصل صالح يعترض على وجود فضيلته داخل المسجد، متهماً إياه وإخوانه المسلمين باستغلال المساجد، رد المرشد: «اقعد واسمع يا حبيبى»، وأكمل المحاضرة. مش قاعد، ومش سامع، وأنا مش حبيبك، وفضيلتك بتستغل المساجد، ووزير الأوقاف غلطان، الوزير يفتح المساجد للفتنة ما ظهر منها «محاضرة بديع» وما بطن «الدعاية للإخوان»، والمرشد ليس إماما ولا خطيبا ولا فقيها ولا حتى من رجالات الأزهر الشريف، دكتور بيطرى «أستاذ علم الأمراض كلية الطب البيطرى جامعة بنى سويف»، رجل سياسة وإن أنكر، ومحاضرته ليست فى فضائل المصطفى، صلى الله عليه وسلم، بل من أعمال السياسة المرفوضة شرعا وقانونا فى المساجد. «وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا»، المساجد لله، ليست لمرسى أو للإخوان، المساجد لله - فقط - يا سعادة الوزير عفيفى، هل ستسمح للبرادعى مثلا بإلقاء درس دينى أسبوعى فى مسجد «النور» بالعباسية؟ وهل من حق حمدين صباحى ارتقاء منبر الأزهر أسبوعيا؟ وهل آن الأوان لعمرو موسى أن يعقد مجلسه «مجالس الصالحين» فى مسجد السلطان حسن مكان المفتى؟ ما هو كله بيفتى. المساجد لله بنص الآية الكريمة، أما أن تفتحوها على البحرى للأحزاب السياسية فهذه كبيرة لو تعلمون، المرشد ليس رجل دين وإن أرشد، وليس رجل دعوة وإن دعا، وليس معه ترخيص بالخطابة، المرشد بيفتى فى النت، كفاية عبثا فى المساجد التى يذكر فيها اسمه، نزّهوا المساجد عن الحزبية والطائفية، ارحموا الذاكرين الساجدين الراكعين من الاحتراب السياسى، المصلون صاروا يصلون تحت الحراسات الأمنية «إذا صلى مرسى أو خطب»، وتحت الميليشيات الإخوانية «إذا صلى المرشد أو خطب».. مرسى يخطب الجمعة والمرشد الثلاثاء، صلاة النبى أحسن. وماذا لو تصلب الشاب وصعّد فى وجه المرشد، ولا قعد ولا صمت ولا سمع، بل قرر أن يقعد المرشد «قسرا»، ومنعه من إلقاء المحاضرة «عمدا»، وماذا لو تحمس للشاب نفر من المصلين، وماذا لو قرر جماعتهم منع المرشد من المحاضرة، وماذا لو قررت جماعة المرشد فى المقابل أن يلقى محاضرته «رغما» وتصدوا للرافضين «عنفا»، هل يحتمل قلب المسجد الجدال؟ الحقيقة أن الإخوان يستغلون المساجد ويشاركهم فى هذا السلفيون، وبعلم الوزير السلفى، واختاره مرسى على عينه لتأميم مساجد الأوقاف لصالح الدعوة الإخوانية، وشهلها الوزير لصالح الدعوة السلفية، الوزير بعد أن صعّد مشايخ وخطباء ودعاة الإخوان والسلفيين ومكنهم من اعتلاء المنابر لم يجد غضاضة أن يفتحها للمرشد، يا سعادة الوزير لا تدع مع الله أحدا فى مساجد الدولة التى يذكر فيها اسمه. نقلا عن المصري اليوم