أمام أسوار القاهرة الفاطمية العريقة، يجلس مجموعة من الحرفيين ينتجون بإيديهم إحدى أهم علامات إبداع الإنسان المصري وإحدى ثوابت تراثنا العريق، ذلك الكنز الذي يتوارثه الأجيال عبر التاريخ، الحرف اليدوية والتراثية بجمالياتها ودقتها وإتقانها وطابعها الخاص، وما ينتج عنها من إبداعات لا تزال تحفظ للوطن هويته. الورش الحرفية تقدمها الهيئة العامة لقصور الثقافة ضمن برنامج احتفالات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تقيمها بسور القاهرة الشمالي في الفترة من 5 إلى 14 رمضان من التاسعة مساء وحتى الثانية عشرة صباحا، وتشهد إقبالا متزايدا من الجمهور لمشاهدة وتعلم أصول هذه الحرف. وأعدت الإدارة المركزية للدراسات والبحوث برئاسة د. حنان موسى برنامجا مميزا تقام به ورش لتعلم هذه الفنون الحرفية إضافة إلى إقامة معارض لها، من خلال إداراتها العامة التابعة التي تخدم شرائح المجتمع كافة. فالإدارة العامة للقصور المتخصصة برئاسة الإعلامي سالم الشربينى تقدم مجموعة متنوعة من ورش ومعارض الحرف اليدوية والتراثية لمجموعة من الحرفيين بالقصور المتخصصة التابعة في مجالات السجاد والحصير والكليم والخزف والفخار، إضافة إلى معارض منتجات هذه القصور في مجالات النحاس والخيامية والأرابيسك والزجاج المعشق، علما بأن الإدارة تقدم هذه الورش للجمهور على مدار العام ضمن برنامج شهري لقصر ثقافة كفر الشرفا، وقصر ثقافة الإبداع الفني بالسادس من أكتوبر، وقصر ثقافة العمال بشبرا الخيمة، وتشارك الإدارة في الوقت نفسه بعدة ورش ومعارض حرفية في معرض فيصل للكتاب في دورته السادسة في الفترة من 9 إلى 18 رمضان. أما الإدارة العامة لثقافة المرأة برئاسة صبرية محمود، فتقدم ثلاث ورش للمشغولات اليدوية في مجالات فن التطعيم بالصدف تلك الحرفة التي نشأت مع الفتح الإسلامي لمصر، وكانت تتم عبر شق الصدف بالقدوم وكسره قبل استخدام المبرد الحدادي، قبل ظهور الماكينات الحديثة، وورشة الموزاييك أو فن الفسيفساء الذي بدأ أيضا في العصر الإسلامي واستخدام في تزيين المساجد بالأزهار والفروع والأشكال الهندسية، إضافة إلى ورشة أشغال لاسيه بالخرز. الإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال برئاسة مرفت إبراهيم، تقدم ورش حرفية في مجالات التشكيل بالخرز بين المسطح والمجسم، النسيح المستحدث باستخدام شرائط الساتان، الرسم بالخيوط الملونة "سيرما" ، الحلي باستخدام الخرز والأسلاك المعدنية، وعجينة السيراميك والورد المجفف، حيث يتم التعرف الخامات المستخدمة في هذه الورش وتعلم المهارات الأولية وتشكيل منتجات مثل المفارش والمعلقات والميداليات ونماذج فانوس رمضان وحلي من الخرز والتشكيل بالسلك المعدني وغيرها. منتجات القرية المصرية لها نصيب كبير من الإقبال الجماهيري، حيث تقدم الإدارة العامة لثقافة القرية برئاسة حمدي سعيد، ورشتي صناعة منتجات تعبر من الخوص عن القرية المصرية ، وورشة خيامية، إضافة إلى معارض منتجات الورش التي قدمتها الإدارة في الفروع الثقافية في مجالات الحلي والنحاس والرسم على الزجاج والخوص والجوبلان والحصير. وتهدف كل هذه الورش لتعلم أصول وأساسيات هذه الحرف واستثمار الوقت في تنفيذ أعمال فنية مبتكرة من خامات وأدوات بسيطة وغير مكلفة وتصلح لعمل مشروع صغير، وهي بلا شك من ضمن أولويات الهيئة العامة لقصور الثقافة.