تواجه الأممالمتحدة في الآونة الأخيرة نقصا حادا في التمويل اللازم لإيصال مساعدات إنسانية لعدد من الدول، الأمر الذي ألقى بتبعاته المريرة على من يكابدون ظروف الفقر والمرض في هذه الدول. ففي تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم السبت، نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، عن مسئولين بمنظمات إغاثية قولهم إن نقص التمويل اللازم من جانب الأممالمتحدة للدول التي تعاني أزمات حادة خلال الفترة الأخيرة أدى إلى نقص في المساعدات الغذائية المطلوب إيصالها، لكنه يبقى من غير الواضح كم عدد الأشخاص الذين يموتون يوميا في كل من جنوب السودان والصومال ونيجيريا واليمن بسبب نقص التمويل، إلا أن الأممالمتحدة نشرت مؤخرا إحصاءات "قاسية" في هذا الشأن. إذ حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، هذا الشهر من أن طفلا يمنيا يموت كل 10 دقائق جراء أسباب يمكن تفاديها مثل النزاع والجوع والمرض، فيما قالت منظمة الأممالمتحدة للطفولة "اليونيسيف" إن أكثر من 275 ألف طفل في الصومال يواجهون سوء تغذية حادا. وفي جنوب السودان تقول الأممالمتحدة إن 2800 شخص كل يوم يهربون من العنف المتزايد ويقتربون من المجاعة. وقالت "واشنطن بوست" إن جوتيريش أقدم في بداية العام الجاري على أحد أجرأ مطالبات المنظمة الأممية بالحصول على تمويل، حين أعلن أنها بحاجة لمليارات الدولارات لتمويل أعمال إغاثة وإعانة إنسانية، تهدف إلى إنقاذ ما قد يصل إلى 20 مليون شخص من الموت جوعا في جنوب السودان والصومال ونيجيريا واليمن، إلا أن هذا الطلب لم يلق استجابة بعد مرور أكثر من 5 أشهر، حيث لم تحصل الأممالمتحدة سوى على ثلث التمويل المطلوب تقريبا (2.2 مليار دولار من 6.1 مليار)، كما ترجح الصحيفة الأمريكية أن الأمور لن تتحسن كثيرا في هذا الشأن على المدى القريب. من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لمنظمة "العمل ضد الجوع" أندريا تامبوريني "هذا يعني بمنتهى البساطة أن أعدادا كبيرة من الأشخاص، لاسيما الأطفال، سيعانون ويموتون". فيما أشارت "واشنطن بوست" إلى أن نقص التمويل يأتي في وقت متأزم تماما، حيث تقترب بعض المناطق في الدول المتضررة من أن تعاني ما يُطلق عليه "موسم العجاف"، حيث تستنفذ العائلات الفقيرة آخر مخزونها من الحصاد الأخير.