وصف ياسر الحلاق المحلل الإعلامى السورى تصريحات بشار الأسد الرئيس السورى أمس الخميس لأحد المحطات البيلاروسية بأنها تهدف لتشتيت المعارضة والتملص من أى تسوية للأزمة السورية تتعلق برحيله خاصة ما نصت عليه محادثات جنيف التى وصفها بشار بأنها "غير مثمرة" وأنها "مجرد لقاء إعلامى". وأوضح الحلاق فى تصريحات ل"صدى البلد" أن تصريحات الأسد كانت منطقية جدا فيما يتعلق بالضربة الأمريكية لمطار الشعيرات "وإنها كانت خطوة لتقديم أوراق اعتماد من قبل الرئيس دونالد ترامب لمجموعات الضغط فى بلاده" والدليل على ذلك أن الولاياتالمتحدة وإدارة ترامب لم يقدما شيئا للمعارضة أو للشعب السورى بعد هذه الضربة. وأكد المحلل الإعلامى السورى حول تغيير لغة خطاب الأسد وكلامه عن أنه لن يتنازل عن سلطته وأنه لم يتعب بعد نابع من الدعم الذى تقدمه له روسيا وايران نافيا أن تكون تصريحات الأسد بداية لتسوية للأزمة بدون رحيله قائلا: "المجتمع الدولى وبعض القوى الإقليمية لن تترك الأسد فى الحكم بعد كل ما قام به بحق شعبه". وقال الأسد في مقابلة مع قناة "او ان تي" البيلاروسية نشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" نصها مساء الخميس " بالنسبة لجنيف، حتى الآن هو مجرد لقاء إعلامي، لا يوجد أي شيء حقيقي في كل لقاءات جنيف السابقة، ولا 0.1 بالمليون، حتى هذا الرقم غير موجود". وتعقد جولة سادسة من مفاوضات جنيف بين الحكومة والمعارضة السوريتين 16 مايو الجارى برعاية الأممالمتحدة. وانتهت الجولة الخامسة من تلك المفاوضات في نهاية مارس من دون أن يطرأ أي تغيير على مواقف الحكومة والمعارضة. في المقابل، بدا الأسد أكثر إيجابية فيما يتعلق بمحادثات أستانا برعاية روسيا وإيران، حليفتي دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة والتي ركزت في جولاتها الثلاثة بين الحكومة والفصائل المعارضة على وقف إطلاق النار في سوريا. وقال "بالنسبة لأستانا فالوضع مختلف"، مشيرا الى أن تلك المحادثات "بدأت تعطي نتائج من خلال أكثر من محاولة لوقف إطلاق النار، آخرها ما سمي مناطق تخفيف التصعيد أو تخفيف الأعمال القتالية". ووقعت روسيا وإيران وتركيا خلال الجولة الثالثة من لقاءات استانا في الرابع من الشهر الحالي مذكرة تستثني الجهاديين وتقضي بإنشاء "مناطق تخفيف التصعيد" في ثماني محافظات سورية تتواجد فيها الفصائل المعارضة. واعتبر الأسد ان المذكرة "كمبادرة روسية كمبدأ، هي صحيحة، ونحن دعمناها منذ البداية لأن الفكرة صحيحة، يبقى إذا كانت ستعطي نتيجة أم لا، فذلك يعتمد على التطبيق". كا اعتبر الرئيس السوري أن الهدف "هو حماية المدنيين في هذه المناطق بالدرجة الأولى"، مشيرا الى أن "الهدف الثاني هو إعطاء الفرصة لكل من يريد من المسلحين إجراء مصالحة مع الدولة كما حصل في مناطق أخرى، ليكون تخفيف الأعمال القتالية في هذه المناطق فرصة له ليقوم بتسوية وضعه مع الدولة". وأشار الرئيس السورى إلى أن ما حدث ببلدة خان شيخون كان بمثابة غطاء من أجل التدخل العسكري الأمريكي في سورية لأن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، على حد وصف بشار في ورطة داخلية، لديه صراعات داخلية داخل إدارته، ولديه صراعات مع القوى واللوبيات الأخرى الموجودة في الساحة الأميركية ومع الإعلام ومع الشركات الكبرى، فأراد أن يقوم من خلال هذه الخطوة بتقديم أوراق اعتماده لهذه المجموعات.