تقع جزيرة (توتي) عند التقاء النيلين الأبيض والأزرق وتعد جنة خضراء وسط الخرطوم التي تزودها بمعظم خضرواتها، وتحتل الجزيرة موقع فريد يقل مثله في العالم وهي من أبرز الوجهات السياحية في العاصمة المثلثة الخرطوم ومتنفس الأسرة السودانية بجميع أعمارها. وينتمي أغلب سكان الجزيرة إلى قبيلة واحدة وهم يشكلون نسيجا اجتماعيا متشابكا يأخذ طابع الأسرة الواحدة، وبالرغم من موقع جزيرة توتي السياحي والحضاري، إلا أنها ما زالت تأخذ طابع البداوة والريف السوداني. ويوجد بالقرب من الجزيرة البواخر النيلية وقوارب الفلوكة والزوارق والقوارب الشراعية والعبارات والتي تعبر بركابها إلى جزيرة توتي وسط النيل حيث البساتين التقليدية النضرة، فيخرج سائق المركب السوادني ينادي الزائرين أن يأتوا لجولة في مياه النيل في تكلفة تصل ما بين 10 إلى 50 جنيها سودانيا. وقال أحد سائقي المراكب،في تصريح لموفدة وكالة أنباء الشرق الأوسط في الخرطوم،" قبل إنشاء الكبري الذي ربط بين جزيرة توتي والخرطوم لم يكن أحد يهتم بالسياحة عبر المراكب في عرض المياه..إن المواطنين كانوا يكتفون باستغلال مراكب توتي نفسها التي كانت تستخدم كوسائل نقل بين ضفتي النيل الأزرق، ولكن بعد اكتمال الكبري وانطلاق عمل المواصلات في نقل المواطنين بين توتي والخرطوم، كان لابد من إيجاد فرصة عمل جديدة ولهذا جاء فكرة ابتداع السياحة على عرض مياه النيل بعدد قليل من المراكب التي كانت تعمل في نقل الركاب، وبعد فترة لم تطول كثيرا، استهوت الفكرة المواطنين الذين اكتشفوا سحر النيل وجمال المياه وروعة الإبحار عبر المراكب الصغيرة". ويقول آخر" يقوم بعض الزائرين بجولات على مجرى النيل، فمثلا بعضهم يريد أن يشاهد جزيرة توتي من الناحية الشمالية، وآخرون يريدون الوقوف على ملتقى النيلين". وهكذا يقضي المتنزهون يومهم في الجولات المكوكية قبل أن يعودوا في المساء، هؤلاء هم السودانيون، أما الأجانب فيقضون أوقاتًا أطول داخل النيل، لأنهم يريدون أن يلتقطوا صورًا لهم، وهم داخل النيل، وكذلك يريدون مشاهدة المدن الثلاث التي تطل عليه بحري والخرطوم وأم درمان من داخل النيل، بالإضافة إلى أن بعضهم يذهب بعيدا بالنيل شمالا وجنوبا. وتوجد داخل هذه المراكب خدمات المطاعم وكافيهات "الشاي والقهوة"، وهنالك المصورون الفوتوغرافيون الذين يلتقطون الصور التذكارية. ويقضى معظم الشباب والطلاب أوقاتهم داخل هذه الزوارق التي تتوفر بها مقومات البقاء كبائعات الشاي ومحلات بيع المياه الغازية. وذكرت إحدى الزائرات أنها تفضل الذهاب إلى الجزيرة برفقة صديقاتها بعد الدوام في معظم أيام الأسبوع، فهو المفضل لها. وتعد جزيرة (توتي) - التي سماها أهلها "درة النيل" من أقدم الجزر السودانية وأكثرها دفئا وأصالة.