قائد عملية تصفية زعيم الشوقيين: * التنظيمات تختار الشباب أصحاب الظروف الاقتصادية الصعبة * يرسلونهم إلى مناطق الصراعات للتدريب وهناك تجري عملية "غسيل المخ" خبير بشئون الحركات المتطرفة: * التنظيمات تستهدف المراهقين ورواد المواقع الجهادية * المنتديات ومواقع التواصل بداية "اصطياد" الانتحاري أسئلة كثيرة تتوارد إلى الذهن، تعصف بالكثير من المعتقدات الراسخة أو تلك التي لم يأت على ذكرها العقل من الأساس.. "انتحاري يفجر نفسه في كنيسة" نبأ يتناقله الكثيرون سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال حديث ثنائي، نذهب إلى النتائج وقد نتحدث في الدوافع دون أن نبحث فيها، فما الذي يدفع شخصًا لتفجير نفسه في أناس لم يسبق له أن التقاهم أو تحدث معهم، هذا هو مشهد النهاية، وبالتالي هناك بداية، كيف جرى تجنيد الانتحاري وما الذي يحمله على الاقتناع بما يُدس في رأسه من أفكار، وكيف يتم اختيار المنفذين من الأساس، العميد خيرى طلعت، قائد قوات الأمن المركزى بشمال الصعيد سابقًا يحاول فك طلاسم تلك الأسئلة معتمدًا على مخزونه منذ مواجهة "إرهاب التسعينيات" قائلا إن اختيار الشباب للقيام بتنفيذ عمليات انتحارية داخل الكنائس، يتم عن طريق بعض الأشخاص "المزروعين" داخل المساجد الصغيرة، أو الزوايا، الذين يراقبون بدورهم من يترددون على المساجد بشكل كبير ويطيلون التواجد بداخلها ومن هنا تبدأ رحلة "مشروع إرهابي في الطريق". العميد طلعت -الذي قاد قوات الأمن خلال اقتحام قرية كحك وتصفية زعيم تنظيم الشوقيين الإرهابي بالفيوم- أضاف بأن عناصر الجماعات المتطرفة، تبدأ في دراسة شخصية وسلوك شخص معين، وغالبًا يكون اختيارهم للشاب صاحب الظروف الاقتصادية السيئة للغاية، ويكون من أسرة مفككة، وكانت لديه طموحات عالية لم يستطع تحقيقها، ويشعر بالظلم أو القهر من شيء ما، ويريد الانتقام. وتابع: "هنا يبدأ دور عناصر تلك الجماعات بالظهور في حياة هذا الشخص، ومحاولة إغرائه بالسفر خارج البلاد والعمل هناك وتحقيق الذات، وبالفعل تبدأ رحلته ويتم تسفيره إلى دولة بها أزمات وفوضى، كليبيا أو سوريا، وهناك يجرون له عملية "غسيل مخ". وأضاف طلعت: "هذا التدريب يتقاضى عليه المجند راتبا شهريا، ويكون مبلغا عاليا ليدخر جزءًا منه ويرسل لأفراد أسرته في مصر جزءًا آخر، وخلال عملية غسيل المخ، يتم تفسير آيات القرآن الكريم والأحاديث الشريفة بشكل مغلوط"، بحيث تحثه على القتل والإنتقام من المسيحيين وتفجير الكنائس وهكذا حتى تصبح هدفه الأول". وتابع قائد قوات الأمن المركزي بشمال الصعيد سابقًا: "بعد التدريب النفسي يبدأ التدريب العملي والبدني، بحيث يتم تدريبه على الأجهزة القتالية كالحزام الناسف كيف يستخدمه وكيف يضغط على الزر من أجل تفجيره ومتى وكيف يختار الوقت المناسب لذلك والتدريب البدني يبدأ بشكل مصغر بحيث يدرب على كيفية قتل 10 أشخاص بالرصاص مبدئيًا، ومن ثم كيف يتم الدخول للمكان المراد تفجيره واستخدام الحزام الناسف لإيقاع أكبر عدد من القتلى وخلال فترة التدريب يتم تدريس كتب الجماعات التكفيرية للمجند والتي تكون صادرة عن تنظيمات إرهابية وهذا ما يفعله داعش الآن وكذلك بعض الكتب الخاصة بجماعة الإخوان والامتثال بالسمع والطاعة لأولي الأمر من الشيوخ أو كبار الجماعة". أفكار التجنيد لا تتوقف عند "المساجد" فقط بل هناك أساليب أخرى تتطور بتطور الحياة من حولنا، فمع التقدم التكنولوجي الجاري وظهور المواقع الجهادية والتكفيرية ظهرت معها أفكار التجنيد عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومن خلال المنتديات الجهادية التكفيرية يبدأ القائمين عليها مراقبة المتابعين والتعرف على أفكارهم للوصول إلى مدى ملائمة هذا الشخص للعمل معهم. خالد الزعفران، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة، قال إن فكرة تنفيذ العمليات الانتحارية التي يقوم بها بعض الإرهابيين بالقنابل أو ارتداء "الحزام الناسف" تأتي بعد تأهيل الفرد وإشباعه بالفكر الجهادي وأن دخول الجنة أمر مؤكد. وأضاف الزعفراني أن هناك بعض الأشخاص يتم استقطابهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي أو المدونات فيكون الشخص "مجاهدا إلكترونيا" بمفهومهم لأنه يرتاد المنتديات الجهادية، ومن ثم يبدأون في دعوته لأفكارهم التكفيرية حتى الاقتناع. وأوضح الخبير في شئون الجماعات المتطرفة أن الشخص المسئول عن اختيار الإرهابيين يعتمد علي طلاب المدارس، فوق 16 عامًا، لافتًا إلي أن هؤلاء الشباب الصغار يكونون وقتها في سن المراهقة وبالتالي هم أخطر شريحة مستهدفة من جانب الإرهابيين، لأنه يسهل زرع الأفكار المتطرفة بداخلهم والتلاعب بعقولهم. وتابع: "بأن استهداف الأقباط و الكنائس يتم لإحداث الفتنة الطائفية بين المسلمين والأقباط عن طريق تفجير الكنائس والمساجد لعمل حالة احتقان بين المصريين والعبث بمستقبل مصر واستقرارها".