قد يبدأ الأمر بنقاش عابر أو مشاهد مقطع فيديو على الإنترنت، لكنه قد ينتهي بمقتل الشخص الذي خضع للتضليل وغسيل الدماغ، فضلا عن إزهاق أرواح الآخرين. وتمر عملية تجنيد المتطرفين بمراحل طويلة ومعقدة، وتستغرق وقتا حتى تطمئن الجماعات المتطرفة إلى "الوافد الجديد" إليها، هكذا نشرت شبكة سكاي نيوز الاخبارية فى تقرير لها بعنوان "تجنيد الانتحاريين.. سلب العقول فسلب الأرواح". وتختلف الدوافع التي تؤدي بكثيرين إلى السقوط في براثين الجماعات المتطرفة، ولا يمكن حصرها في الدوافع الأيديولوجية، إذ البيئة الفقيرة أرضا خصبة بالنسبة للتجنيد. ورغم أنه لا يوجد نموذج موحد لكيفية تجنيد المتطرفين في الجماعات المسلحة والعمليات الانتحارية، إلا أن هناك قواسم مشتركة في هذه العملية الاختيارية التي تليها مرحلة جمع المعلومات حول هذا الشخص ورصد تحركاته. وخلال وجود المجند مع عناصر التنظيم يخضع لعملية غسل دماغ بالتدريج، تتناول تبرير أعمال التفجيرات التي تطال من ضمن ما تطاله مدارس وأسواق تعج بالمدنيين العزل، وتستمر مراحل التجنيد حتى تكليف المنجد بالتدريب وتنفيذ هجمات قد يكون بعضها بالأسلة وبعضها الآخر بالأحزمة الناسفة أو السيارات المفخخة. وثمة معطيات عدة تجمع منفذي الهجمات الانتحارية، مثل أن غالبيتهم شبان في العشرينيات من أعمارهم، كما توسعت التنظيمات المتطرفة وخصوصا داعش الذي توسعت في استغلال القاصرين في العمليات الانتحارية. وأحصت "سكاي نيوز عربية" عدد الهجمات الانتحارية التي وقعت منذ بداية فبراير الجاري، التي فاق عدد ضحاياها ال 300 في دول شتى. وكانت أكثر الهجمات دموية في الشهر الحالي في العملية التي وقعت في سوريا، وأوقعت أكثر من 180 قتيلا، وتبناها تنظيم داعش المتطرف. وتظهر بيانات برنامج "الإرهاب والأمن" في جامعة شيكاغو الأميركية ارتفاعا متزايدا في عدد العميات الانتحارية في السنوات الماضية، مشيرا إلى أن الهجمات تتركز في قاراتي آسيا وإفريقيا. وأسفرت الهجمات الانتحارية في السنوات الأربعة الأخيرة عن مقتل أكثر من 17 ألف شخص.