قال السفير محمد العرابي، عضو مجلس النواب ووزير الخارجية الأسبق، إن لبنان عانت الفترة الماضية من بعض التوترات الداخلية التي منعتها من التلاحم مع محيطها العربي ولذا جاءت زيارة الرئيس اللبناني العماد ميشال عون إلى القاهرة من أجل العودة مرة أخرى إلى هذا المحيط. وأضاف "العرابي"، خلال مداخلة هاتفية له مع الفقرة الإخبارية للتليفزيون المصري، إن الملف الآخر والذي يعد من أهم أسباب زيارة الرئيس اللبناني التوترات التي تحدث في المنطقة وعدد اللاجئين السوريين على الأراضي اللبنانية، ومن جانب آخر مكافحة الإرهاب والتعاون بين البلدين، موضحًا أن مصر قامت بدور كبير فيما يخص التوافق بين البلدين. وكان محطته الثالثة خارج البلاد، حطت الطائرة الرئاسية اللبنانية بمطار القاهرة فى زيارة خاصة للرئيس اللبنانى ميشال عون لمصر لبحث سبل التعاون بين البلدين، وهى الزيارة التى نظر إليها الخبراء والمتابعون بالكثير من الأمل نحو اعتبارها خطوة لإعادة ترميم العلاقات العربية المتصدعة وزيادة التعاون بين مصر ولبنان فى مختلف المجالات، خاصة التجارة والاستثمار وتبادل السلع. الرئيس اللبنانى ميشال عون التقى خلال زيارته لمصر الرئيس عبد الفتاح السيسي، واستعرضا أبرز الملفات المهمة التي تؤرق المنطقة العربية مؤخرا، وبحث سبل حلها، فضلًا عن إعلان كل من الرئيسين تقديم التعاون الكامل في جميع الأصعدة، لمواجهة التحديات وتأكيدًا على العروبة بين البلدين. وقال الكاتب الصحفي اللبناني، فادي عاكوم، إن القمة المصرية اللبنانية التي عُقدت اليوم، الاثنين، تناولت الملفات المتوقعة والتي تهم المنطقة العربية حاليًا من أزمات، مشيرًا إلى أن الرابح من التقارب المصري اللبناني "بيروت"، وذلك لوضع مصر بالمنطقة العربية. وأضاف "عاكوم"، في تصريح ل"صدى البلد": "مصر ساهمت بشكل كبير في تخطي الشعب اللبناني أزمته في ظل مرور عامين دون رئيس، الأمر الذي يعطي مصر دورا دبلوماسيا كبيرا بالشرق الأوسط". من جانبها، قالت جيلان جبر، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن هناك رؤية موحدة ومشتركة بين مصر ولبنان، وأبرزها القضية السورية وبحث سبل حلها، مشيرة إلى أن لبنان دولة تدرك حجم مصر وترغب بالتعاون معها على جميع الأصعدة. وأوضحت "جبر"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الدعم المتبادل بين البلدين يعكس كم العروبة بين هاتين الدولتين، وأهميتهمها لبعضهما البعض، في ظل الجرائم التي تعرض البلدان لها. وتابعت: "الدور المصري الذي وقع مؤخرا في لبنان والتحركات المصرية من أجل التوصل مع الطوائف اللبنانية لاختيار رئيس بالإجماع عليه دور هام لن تنساه لبنان، ولهذا تريد التعاون مع مصر". وقال ماهر مقلد، مدير تحرير الأهرام والمتخصص فى الشأن اللبنانى، إن زيارة الرئيس اللبنانى لمصر تكتسب أهمية كبيرة، خاصة أنها الزيارة الثالثة الخارجية عقب توليه الحكم، وعقب زيارته السعودية ثم قطر، ويذهب غدا لزيارة المملكة الأردنية الهاشمية لبحث سبل التعاون بين البلدان العربية وترميم العلاقات العربية التى تدهورت خلال العامين السابقين اللذين شهدا خلو الكرسى الرئاسى اللبنانى من رئيس يحكم البلاد. وأضاف مقلد ل"صدى البلد"، أنه توجد بين لبنان ومصر علاقات تاريخية، وأن مصر لها دور مؤثر جدا على المستوى الاجتماعى والسياسي والاقتصادى اللبنانى على مدار السنوات الماضية، وقيام مصر بدعم لبنان خلال فترة الفراغ الرئاسى التى شهدتها لمدة عامين دون التدخل فى الشان الداخلى اللبنانى. وأوضح مدير تحرير الأهرام أن لبنان عانى على مدى عامين ونصف العام من حالة فراغ كرسى الرئيس، بعد فشل التيارات والفرقاء فى انتخاب رئيس عقب الرئيس السابق ميشال سليمان، مؤكدا أن مصر تتابع دون أن تتدخل وتقف على مسافة واحدة بين الفرقاء اللبنانيين. وأكد مقلد أن أهم الملفات التى سيتم بحثها بين الرئيسين المصرى واللبنانى، يأتى فى مقدمتها تدعيم العلاقات الثنائية وزيادة حجم التبادل التجارى بين البلدين، وكذلك عودة العلاقات الدبلوماسية البنانية العربية من جديد بشكل سليم عقب زعزعتها خلال الفترة الماضية. وقال: "سيكون ملف الأزمة السورية محل اهتمام الرئيسين، وعرض فكرة تسوية الأزمة السورية، والخروج من هذا المأزق الكبير الذى تشهده سوريا، بجانب مشكلة النازحين السوريين فى لبنان الذين تعدى عددهم أكثر من مليون ونصف المليون نازح"، معتبرا أن لبنان من أكثر المتضررين من الأزمة السورية وتمثل عبئا اقتصاديا كبيرا عليه لمجاورة الحدود اللبنانية السورية، وكذلك تسهيل عودة النازحين السوريين لبلادهم فى الأماكن الآمنة. وأضاف أنه ستتم مناقشة التحضير للقمة العربية المبلة التى ستعقدها فى أواخر شهر مارس المقبل فى المملكة العربية الأردنية، بعد غياب رئاسى لبنانى عن الدورات فى العامين الماضيين، وتمثل الحضور فقط فى وفد برئاسة رئيس مجلس الوزراء اللبنانى. وأكد أن زيارة ميشال عون" لمصر لها دلالات أخرى، منها الدور التاريخى لمصر كدولة عربية مهمة يجب أن تكون أولى المحطات الخارجية لزيارتها، قبل زيارة إيران فى الفترة المقبلة، وتأكيد على عروبة لبنان وعودة قوية العلاقات بين الدول العربية كلها، ويؤكد أنه جاء رئيسا لكل لبنان وليس فصيلا معينا. وأوضح مدير تحرير الأهرام إن لبنان عانى كثيرا خلال العامين الماضيين من تذبذب فى العلاقات العربية ومنع بعض الدول العربية رعاياها من السفر إلى لبنان، بسبب الأحداث التى كان يمر بها لبنان من صراعات بين الفرقاء به. وأكد أن الرئيس اللبنانى سيقوم خلال زيارته لمصر بإجراء مباحثات مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وسيزور جامعة الدول العربية بيت الأمة العربية، وسيعقد لقاءً مع الجالية اللبنانية فى مصر.