قال الكاتب المصري أحمد الزناتي إن كتابة روايته (البساط الفيروزي: في ذكر ما جرى ليونس السمان) الفائزة بجائزة الشارقة للإبداع العربي استغرقت منه نحو أربع سنوات قضى منها سنتين في البحث والسفر. وفاز الزناتي (38 عاما) يوم الأربعاء الماضي بالمركز الأول في فرع الرواية الذي شاركت في المنافسة عليه 75 رواية من مختلف الدول العربية. وقال الزناتي في مقابلة مع رويترز "كان العمل من أجل المتعة الشخصية.. متعة البحث والمعرفة والاكتشاف. بدأت الرواية منذ أربع سنوات وقضيت قرابة سنتين في البحث والتفتيش في التراث الصوفي والعرفاني القديم والأساطير الفارسية والغربية." وأضاف "كنت أفتش عن ‘بطل أسطوري‘ يتشابه مصيره مع مصير بطل الرواية كما خططت له. سافرت وراء مخطوطات نادرة تتصل بموضوع الرواية. ذهبت إلى بيروت واسطنبول واستغرقت عملية الكتابة سنتين تقريبا ما بين حذف وإضافة وتنقيح." وتابع قائلا "بدت لي الرواية لا نهائية وكان علي في لحظة معينة الانتهاء منها وإلا ستقضي علي لأنها شغلت كل تفكيري." وتتناول رواية (البساط الفيروزي: في ذكر ما جرى ليونس السمان) رحلة يونس سعيد أبو الخير الذي يسافر إلى النمسا للدراسة بعد وفاة أمه حيث يعثر هناك على مخطوط قديم بمحض الصدفة ويقوده السير وراء المخطوط إلى مفاجأة. وقال الزناتي الذي درس الأدب الألماني والإنجليزي قبل التحول إلى دراسة إدارة الأعمال التي نال فيها درجة الماجستير إن جائزة الشارقة للإبداع العربي هي أول جائزة يفوز بها رغم انغماسه في الكتابة منذ الصغر. وقال "بدأت الكتابة في مرحلة مبكرة.. كنت أكتب قصصا خيالية حول مغامراتي أنا وأخي في غرف المنزل أو على بسطة السلم ونحن نلعب. طالما تأثرت بجزيرة الكنز لروبرت لويس ستيفنسون ومغامرات أليس في بلاد العجائب وأردت تقليدها." وأضاف "أنا مولع بالأساطير والميثولوجيا بوجه خاص. تأثرت كثيرا بالكاتب الإيطالي أومبرتو إكو وقرأت جميع أعماله رغم تعقيد بنائها وطولها الشديد. بورخيس الأرجنتيني أثر في كثيرا والياباني ياسوناري كاواباتا." ويتخذ الزناتي من إحياء الأساطير الشرقية والعربية مشروعا أدبيا ويقول إنه يحاول من خلال أعماله بث الروح فيها بما يتواكب مع روح العصر. "الحقيقة أن تراثنا العربي والشرقي حافل بموضوعات و‘موتيفات‘ ثرية يمكنها أن تصنع أدبا حقيقيا." وللزناتي مجموعتان قصصيتان ورواية قيد النشر. وعن مدى تأثير فوزه بجائزة الشارقة للإبداع العربي قال الزناتي إن الجوائز مهمة إلا أنها ليست المعيار الأوحد لتقييم العمل الإبداعي. "الجوائز مهمة للكتاب غير المعروفين لأنها وسيلة تعارف جيدة بين الكاتب والقراء كما أنها تحفز الكتاب على المزيد من بذل الجهد." وأضاف "لكنها ليست المعيار الأوحد. انظر مثلا إلى جوائز نوبل.. شيء مضحك. أومبرتو إكو لم ينل نوبل ولا (ميلان) كونديرا ولا بول أوستر ولا حتى بورخيس في زمانه. على العموم كلمة ثناء من قارئ متذوق محب بالدنيا ومن فيها." وتبلغ قيمة الجائزة الأولى في مسابقة الشارقة للإبداع العربي ستة آلاف دولار مقدمة من دائرة الثقافة والإعلام بحكومة الشارقة للإصدار الأول للكاتب أو الكاتبة والأعمال التي لم يسبق نشرها في كتاب. وبخلاف الجائزة المالية تتكفل دائرة الثقافة والإعلام في الشارقة بطباعة جميع الأعمال الفائزة في المسابقة إضافة إلى دعوة الفائزين للمشاركة في ورشة إبداعية علمية.