حذر المحلل السياسي البريطاني باتريك كوكبورن في مقال نشرته صحيفة الإندبندنت البريطانية اليوم، من أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد يشن حربا على إيران في غضون عام أو عامين، وهو ما سيؤدي إلى التخفيف من الضغوط التي يتعرض لها تنظيم داعش الإرهابي في سورياوالعراق. وأضاف كوكبورن أن ترامب ربما يحاول أن يظهر من خلال التورط في حرب إيران، أنه أكثر تشددا من سلفه باراك أوباما. وبالرغم من النزعة الانعزالية التي تتسم بها أفكار ترامب تجاه العالم الخارجي، إلا أن طبيعة اختيار الرئيس الأمريكي للمناصب الكبرى في إدارته تؤكد أنه يسعى إلى التورط في دور بالغة الخطورة في الشرق الأوسط. ويشير كوكبورن إلى أن شعار حملة ترامب الانتخابية بمحاولة جعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، يعني أن تتجه الولاياتالمتحدة إلى تقزيم أي أدوار إقليمية للدول المعادية للولايات المتحدة، بالإضافة إلى العمل على عرقلة التوصل إلى أي حلول وسط مع الدول المنافسة في العالم. وتعددت المرات التي تدخلت فيها القوى الغربية في الشرق الأوسط خلال القرن العشرين والسنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين، ولكن النتائج المترتبة على التدخل في الشرق الأوسط، لم تكن إيجابية دائما، بسبب المبالغة في تقدير فعالية القوة المسلحة للغرب، مع التهوين من قوة وإصرار الخصوم على التصدي والمقاومة. ويرصد الكاتب العديد من مظاهر إخفاق الغرب في الشرق الأوسط، فقد خسر توني بلير رئيس وزراء بريطانيا مستقبله السياسي بعد تورطه في العدوان على العراق عام إلى جانب الولاياتالمتحدة 2003. أيضا ارتكب رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل غلطة تاريخية قاتلة، بعد أن شن حملة على تركيا عام 2015، ولكن انتهت الحملة بهزيمة قاسية للقوات البريطانية على يد المقاومة التركية، وخسر الإنجليز عشرات الألوف من القتلى في غاليبولي التركية، وهو ما تكرر عام 1922، أيضا فقد رئيس الوزراء البريطاني أنتوني إيدن موقعه بعد أن فشل في الإطاحة بالنظام المصري إبان العدوان الثلاثي على مصر عام 1956.