جريمة قتل بشعة دارت أحداثها بالحى الهادئ بمنطقة المقطم بطلها طالب قرر الانتقام من والده الضحية رجل الأعمال، وسط برودة الجو وظلام الليل قرر الابن التخلص من والده إلى الأبد. تفاصيل تلك الجريمة يرويها أحمد الابن الأصغر للمجنى عليه وقال: "أثناء حضورى أحد الدروس الخصوصية داخل شقتنا قبل صلاة المغرب، سمعت صوت استغاثة صادرة من أمام باب الشقة، من "شعبان" حارس والدى وسائقه، وعلى الفور هرولت إلى خارج الغرفة التى كنت بها لأرى ماذا يحدث". يستكمل الطفل حديثه قائلا: "رأيت شخصا ملثما يرتدى بنطلونا أسود وجاكيت أسود منفوخ، وملثم بشال أبيض فى أسود مثل الشال الفلسطينى، وقام بدفع الباب فى وجه أمى، ودخل مهرولا لغرفة النوم التى بها والدى، فقابله فى منتصف الطرقة أمام غرفته". يلتفت أحمد حوله بعينيه كأنه يترقب وصول أحد الأشخاص له ويستكمل قائلا: "فى تلك اللحظة التى وجد والدى أمامه قفز عليه بالسكين وطعنه 3 طعنات فى رقبته، ومثلهم فى ذراعه ومثلهم أسفل الحزام، فيسقط غارقا فى دمائه يستنجد بمن حوله، وأثناء ذلك هرولت للمطبخ لأحضر سكينا للدفاع عن أسرتى ولكننى لم أجده داخل الشقة وفر هاربا". ويعود للحديث مرة أخرى عن الواقعة مراجعا الأحداث التى وقعت بها فيقول: "عندما دفع المتهم والدتى، فعلت مثل أى سيدة فقامت بإدخال شقيقى الأصغر فارس 4 سنوات وشقيقتى الكبرى سلمى 14 سنة، إلى داخل غرفة أخرى لحمايتهم من المتهم الذى فتك بوالدى وحارسه". وبعد هروب المتهم من الشقة استخرج سائق والدى "شعبان" السلاح من شنطة المجنى عليه وخرج للبلكونة وأطلق أعيرة نارية على سيارة المتهمين قبل أن تهرب من مكان الواقعة. صراخ وعويل أمى مازال رنانا فى أذنى طالبة الاستغاثة من السكان المجاورين، لإنقاذ والدى الغارق فى دمائه محاولا النهوض ولكنه لم يستطع وسقط أرضا مرة أخرى، وطلبت والدتى من شعبان حمله ونقله فى السيارة للمستشفى فى محاولة لإنقاذه، ولكنه أخبرها بأنه اتصل بالإسعاف وسوف تحضر حالا ومازال بالإمكان إنقاذه. هرولت لخارج الشقة لطلب الاستغاثة من قبل أى شخص أراه، وصعد للشقة أكثر من 10 أشخاص ولكنهم لم يتحركوا، وظلوا ينظرون لجثمان والدى حتى أتت الإسعاف ونقلته للمستشفى فى المقطم. يستكمل نجل المجنى عليه قائلا: "ذهبت لبيت عمى المجاور ولكنى لم أجده لكى يقوم بإنقاذ والدى، ووجدت زوجته التى حضرت معى لشقتنا، وحضر رجال المباحث والشرطة وامتلأ المكان بهم وقاموا باستجواب أى شخص متواجد فى الشارع عن الواقعة". يصمت الطفل برهة من الوقت ويقول: "عند ذهابنا للمستشفى حضر أخى من والدى "عبدالله" المتهم بسيارته، أخر شخص لمعرفة ماذا حدث، وتبين بعد ذلك أن سبب تأخره هو تغيير ملابسه الملطخة بدماء والده، ولم يظهر عليه أى علامات الحزن أو الأسى، وظل يسأل كيف حدث ذلك، دون أى ملامح من الحزن عليه". يستكمل الطفل قائلا: "شقيقى قام بأخذ كل متعلقات والدى من تليفونات وكل شىء عقب وفاته، وأن المباحث اكتشفت أنه هو الجانى وذلك بتتبع هاتفه المحمول بتواجده فى نطاق الشقة فى ساعة وقوع الجريمة، وكذلك صديقيه، وعندما واجهته أنكر ذلك وبالضغط على أصدقائه اعترفوا عليه بأنه هو منفذ الجريمة، وقام بإقناع أصدقائه بالحضور معه وتنفيذ الجريمة مقابل مبالغ مالية مجزية لهم، لما يمتلكه والدى من أموال كثيرة على حد قول المتهم". وعن حياة المتهم مع والده يقول شقيقه: "كان يحضر عندنا للشقة كل يوم خميس وجمعة ثم يغادر لمنزل والدته، وكان يعامله والدى بكل حب وحنان وعطف لأنه نجله الأكبر، ولا يبخل عليه بشىء ويدفع له مصاريف الجامعة ومصاريفه الشخصية كل شهر دون انقطاع، وسيارة له للذهاب بها للمعهد الذى يدرس فيه لكى لا يتحمل عناء المواصلات مطلقا، ولكنى لا أعلم كيف فعل هو تلك الجريمة المشئومة مدمرا حياة أسرة بكاملها دون النظر لما سوف يحدث فى المستقبل". ويستكمل نجل المجنى عليه قائلا: "لم أكن أتوقع أن يحدث ذلك مطلقا من شقيقى تجاه والدى الذى يشهد له الكل بحسن السير والسلوك، فى كل مكان، ولم يبخل على أحد بشىء من أموال أو عطف أو مساعدة مادية أو معنوية". وطالب نجل المجنى عليه بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم للقصاص بما فعل تجاه أعز شخص له، وحتى يكون عبرة لكل من تسول له نفسه بالتفكير فى تلك الأفعال بعد ذلك. وكان المتهم ذكر فى التحقيقات معه قائلا: «انفصل عن أمي، وتركنا نصارع الحياة»، موضحا أن الخلافات بدأت منذ عدة سنوات بين والدته وأبيه، حتى انتهي الأمر بانفصالهما، وبعد علمي بثرائه قررت التخلص منه وسرقته. وأدلى الطالب المتهم بقتل والده باعترافات مثيرة خلال جلسة التحقيق معه حيث قام بتمثيل جريمته أمام رجال الأمن والنيابة العامة، وقرر أنه توجد خلافات مع والده نظرا لأنه كان متزوجا من والدته وانفصلا بالطلاق منذ عدة سنوات فخطط للتخلص منه وسرقته بالاشتراك مع صديق له. وقال إنه استعان بصديق له، وقاما بالتخطيط لتنفيذ الجريمة، حيث أحضر صديقه مفكا وسلاحا أبيض "مطواة" وشالين حتى نخفي معالم وجوهنا، وقمنا بالاتفاق مع سائق علي توصيلنا مقابل 150 جنيها، حيث قمنا بإيهامه أننا في طريقنا لإنهاء خصومة بسبب الخلافات المالية. وأكمل: "كانت المفاجأة في مكان الواقعة، عندما رأيته قادما ومعه الخفير، حيث كنا ننتظره بالقرب من مكان الواقعة عازمين النية علي التخلص منه، فانتظرنا حتي قام بالدخول إلي الشقة، ثم قمنا بالصعود إلي السكن وقيدنا حركة الخفير، وقمنا بإصابته بجرح ذبحي بالرقبة والتعدي عليه بالمفك محدثين ما به من إصابات. وداخل العقار، قامت زوجة أبي بفتح باب الشقة، وقمت بالتوجه إلي مكانه، وطعنه بعدة طعنات بالسلاح الأبيض حتي فارق الحياة، وانتظر صديقي بالخارج مقيدا الخفير لمنعه من التحرك، وعقب انتهاء الخطة قمنا بالفرار عن طريق السيارة، وتوجهنا إلي سكن صديقي، ونظفنا ملابسنا الملوثة بالدماء واستبدلناها بملابس أخرى ودفعنا مبلغ 150 جنيها للسائق مقابل التوصيل، حتي ألقي القبض علينا. وكان اللواء عادل الزنكلونى مدير شرطة النجدة قد تلقى إخطارا بسماع صوت طلق ناري بأحد العقارات بالمقطم، وعلى الفور انتقل المقدم أحمد إبراهيم رئيس مباحث قسم المقطم وتم التقابل مع ربة منزل التى قررت بأنه عقب وصول زوجها صاحب مصنع تنامي إلي سمعها صوت طرق على باب المسكن. وباستبيان الأمر فوجئت بإصابة الخفير المرافق لزوجها وقيام شخص ملثم بالدلوف لمسكنها والدخول لغرفة نومها والتعدي على زوجها بسلاح أبيض محدثا إصابته بعدة طعنات أودت بحياته في الحال وعقب ذلك فرا المتهمان هاربين وكانت في انتظارهما سيارة. تم وضع خطة بحث أشرف على تنفيذها اللواء أحمد الألفى مدير المباحث الجنائية بالقاهرة وتم التوصل إلي أن وراء ارتكاب الواقعة نجل المتوفى من زوجته الأولي و2 آخرين. وتم بإرشاده ضبط الملابس التي كان يرتديها وقت ارتكاب الواقعة، وعدد 2 شال المستخدمين فى إخفاء معالم وجهيهما بمسكن المتهم الثاني.