13 عاما من أجل الوصول الى الحقيقة المتقنة، وتوثيق ما خفي للعيان عن أسرار "هيكل"، وتدوين ما تراءى للأستاذ من وجهات حول ما حدث وما يحدث، في كتاب "هيكل.. الوصايا الأخيرة". وبينما كان محمد حسين هيكل صعب المنال لترفعه عن الظهور المتكرر في آخر أيامه، كان على الجانب القريب منه الأمين على وصاياه، الكاتب الصحفي بالأهرام أنور عبد اللطيف. "يارب المعلومات والأسرار والاعترافات التى ضمها هذا الكتاب تكون سببًا فى إزاحة ساتر من الغموض وكشف جانب من الحقيقة" .. هكذا تمنى الكاتب الذي لم يتعجل الوصول، بقدر إمعانه في التمحيص والتدقيق لأمانة العرض والتوثيق. أستاذية هيكل، بالكاد تستدعي 13 عاما من البحث في أوراقه، واستلهام رؤاه، وتجميع وجهاته، من إجل استخلاص ما أمكن من وصاياه "المفلترة بعناية" لتقديمها لنا كجيل جديد من الصحفيين يبحث عن منفذ لنسائم الصحافة الوجيهة في زمن تبعثرت فيه المُسَلمات وتشابكت مع الثوابت المحدثات. الصحفي الشاب أحمد الهواري، أحد المطلعين على تفاصيل التجربة، قال "كنت من بين قليلين ممن شرفهم أستاذنا أنور عبد اللطيف ، بقراءة هذه الرائعة في مراحلها الأولى.. كتاب "هيكل.. الوصايا الأخيرة".. وهو كتاب عظيم المبنى والمعنى والقيمة.. تجربة ذاتية غاية في الثراء لتلميذ الأستاذ النجيب ورفيق أيامه الأخيرة.. يمضي فيه الحكي البديع سلسا بوقائع إنسانية فريدة تروى لأول مرة.. لا مجال فيها لرياء لا ينفع الراحلين.. بل إعلاء نادر لقيمة الأستاذية وفضل المعلم. وتابع: الكتاب الأول الذي يصحبك مع كل صفحة بأسئلة ملحة لا تغادر؟ كيف لم يسبق هذا الإبداع لصاحبه إبداع؟ .. وأى إكبار لأمانة الرأي كبل أستاذنا عن كتابة عشرات الكتب فيما سبق؟ .. وكيف يحظى بحق قدره بين مئات الآلاف من العناوين الواهية والأغلفة الخاوية والأوراق الذاوية والصفحات المليئة الخالية؟. وتعد تجربة الكاتب "أنور عبد اللطيف"، المحاولة الفريدة لنقل رؤية هيكل لنهضة مصر، وفى القلب منها تطوير الصحافة المصرية والخروج من المأزق الذى ظلت تعانى منه فترات طويلة. والكتاب جديد فى موضوعه لأنه ينقل رؤية الأستاذ هيكل ووصاياه دون أن يكتبها الأستاذ بنفسه لكنها شهادة عن قرب، يرى الكاتب ان من الأمانة ان ننقلها الى القارئ خاصة وان كاتبها كان قريبا من عقل وقلب الأستاذ خلال السنوات العشر الأخيرة، وكان يرى ان مصر لن تكتمل نهضتها ما لم تتعاف الصحافة المصرية من كبوتها واننا فى حاجة إلى ثورة جديدة فى العمل الصحفى ومن مسئولية الأهرام قيادتها. وهي تلك الحالة التى ظل مهموما بها الاستاذ هيكل فى جلساته الخاصة حين كان يهرع إليه قادة الرأى فى الصحف والمهمومون بالعمل النقابى والشباب من الجماعات الصحفية. قيمة الكتاب الجديد الذى كتبه أنور عبد اللطيف أنه نقل هذه الشهادات بأمانة وفق رؤيته الخاصة وعلى مسئوليته فى كتاب وثائقى عن رحلة علاقته بالأستاذ هيكل فى تسع محطات هامة كان من أبرز عناوينها بعد محطة البداية التي طالب فيها الاستاذ باعتبار ثورات مصر ثورة واحدة حتى محطة النهاية التى كانت آخر محطة له مع الأستاذ فى ديسمبر 2015 حين رحل عن دنيانا الى دار العودة من عالم الأزمات والاضطرابات الى عالم من نور. ومن عناوين هذه المحطات التى تحوى معلومات مثيرة وجديدة لم تظهر فى كتاب من قبل عن الأستاذ هيكل: وضحك الأستاذ وضحكت، دراما الانصراف الأخير، مبنى الأهرام.. دراسة في عبقرية المكان، رئيسًان للجمهورية يتنافسان على كرسي هيكل من الهجوم إلى الدفاع ، جلالة الملك يقود طائرة مدير التحرير، أسرار الانصراف، ثلاثة أسئلة وثلاث إجابات، انتحار المعنى، رحلة بصحبة الأستاذ على «فرسة النبي» عبر 35 مليون سنة، مصر التي تركها على الحيطان، تحدث الأستاذ حين صمت الآخرون، من لم يقرأ التاريخ يسقط في الامتحان، دولة العواجيز، اسمك إيه يا نقيب الصحفيين؟ ، الوصايا العشر الأخيرة، بالإضافة إلى مجموعة صور خاصة من قصر برقاش حيث كان مقر الاستاذ هيكل.