توفيت اليوم برونهيلدي بومسل، المعروفة إعلاميا ب"مساعدة الشيطان"، عن عمر 106 أعوام، والتي بدأت حياتها في العمل عام 1942 مع "جوبلز" وزير الدعاية السياسية مع الزعيم النازي "ادولف هتلر"، حيث كانت المساعدة الأولى له. و"بومسل" هو صاحب الدعاية القذرة حول العالم التي كانت تروج للنازية، بالرغم من المذابح البشعة في معسكرات "الهولوكوست"، واختفت "بومسل" تمامًا عن الأنظار، بعد انتحار رئيسها وقتله لأطفاله الستة فى قبو "هتلر" تحت الأرض عام 1942. ولم تظهر تمامًا سوى في عام 2011 في حوار صحفي مع جريدة ألمانية، لتعود إليها الأضواء كواحدة من أعضاء الدائرة النازية المقربة لهتلر، وماتت نائمة فى فراشها بمنزلها غى العاصمة الألمانية "ميونخ". وبعد التأكد من وفاتها أعلن المخرج الوثائقي "كريستيان كرونز" القائم على إخراج فيلم وثائقي يتناول حياتها الوفاة رسميًا، بالرغم من محادثته لها في عيد ميلادها الموافق 11 يناير الجاري وكانت بحالة جيدة تمامًا. بعدما ولدت فى عام 1911، وتركت المدرسة فى عام 1926 وذهبت للعمل فى المصانع اليهودية، وبعدما ضرب الكساد العظيم ألمانيا بسبب صعود النازيين للحكم، أصبحت عاطلة عن العمل قبل حصولها على وظيفة سكرتيرة للصناعى الكبير الدكتور "هوجو جولدبرج". ورحل "جولدبرج" مثل باقي اليهود من ألمانيا بعد حصول "هتلر" على السلطة في عام 1933، وهنا بدأت "بومسل" فى العمل مع المؤلف "بلي وولف" والذى كان على علاقة وثيقة بالحزب النازي. فاستغلت "برونهيلدي" تلك العلاقات الوطيدة، لتحصل على وظيفة باحدى محطات الإذاعة الألمانية، وانضمت إلى الحزب النازي بعدها، وأثناء ذلك كان "جوبلز" يقضي الكثير من وقته في محطة الإذاعة يخطب فى الناس باستمرار وبحثهم على النازية، وهنا عرضت عليه أن تكون مساعدته. وأسردت أنها استغلت علاقتها بالرجل الثانى الأقوى فى النظام النازى وتقفز على الفرصة التى لن تتكرر لها مرة أخري، وأصرت على أنها لم تكن على علم بإبادة ملايين اليهود في معسكرات الموت في ألمانيا والنمسا وبولندا، حتى بعد الحرب بعد مراسلات سرية بينها وبين "جوبلز". وتحدثت "بومسل" فى الفيلم الوثائقي عن مدة 3 سنوات كاملة قضتها بالقرب من الرجل المسؤول عن الدعاية ونشر ايدولوجية هتلر النازية عبر الصحف وموجات الراديو من خلال دول العالم، وقالت "وقالت: "لا أرى نفسي مذنبة، واذا كان هناك نية لإلقاء اللوم، فالأحق بذلك هو الشعب الألمانى بما فيهم أنا الذى أتاح الحرية المطلقة للحكومة". وأضافت أنها كانت متواجدة مع "هتلر" في ملجأ الفوهرر فى أول يوم من شهر مايو عام 1945، حينما قرر الإنتحار بتعاطي مادة السيانيد السامة، بعد محاصرة الجيش الأحمر له. وأكملت أنها تلقت تعليمات بالحفاظ على أكبر كمية من الكحول وتوفيرها للقادة النازيين ليكونا تحت تأثير التخدير من صدمة الهزيمة النكراء على يد السوفييت. وألقت قوات الإتحاد السوفييتي القبض عليها وحكم عليها بالسجن لمدة 5 سنوات، والغريب والمثير للدهشة، أنه بعد إطلاق سراحها من السجن في عام 1950، عادت إلى العمل في مجال البث في ألمانياالغربية الديمقراطية حتى تقاعدها في نهاية المطاف في عام 1971.