قاسم الخطيب: وقف إطلاق النار «الحسنة الوحيدة» لمباحثات «أستانة» أنور المشرف: بشار الجعفري ممثلا ل«الأسد» ومحمد علوش ل«المعارضة المسلحة» في "أستانة" مختار غباشي : مباحثات أستانة تنقل «الأزمة السورية» إلى المعسكر الشرقي .. وبقاء الأسد إشكالية عثرات كثيرة محتمل ان يواجهها مؤتمر "أستانة" لحل الأزمة السورية في كازاخستان 23 يناير الجاري، كان اخرها رفض إيران مشاركة أمريكا في المباحثات ومن قبلها تبادل الإتهامات بين طهران وأنقرة بدعم الفصائل المسلحة لخرق وقف إطلاق النار على أرض سوريا. وعلى أرض كازاخستان يلتقي ممثل النظام السوري بشار الجعفري مع ممثل المعارضة المسلحة محمد علوش وجهًا لوجه فيما تشارك روسياوإيرانوتركيا كرعاة للمباحثات التي تهدف في المقام الأول لدعم قرار وقف إطلاق النار في سوريا. المعارض السوري قاسم الخطيب، عضو الأمانة العامة لتيار الغد السورى، قال إن "الحسنة الوحيدة" التي ستأتي من مؤتمر أستانا المقرر عقده بعد غد الاثنين في كازاخستان، هي "وقف إطلاق النار"، وما غير ذلك عبارة عن "طبخة سم" تقدم للشعب السوري" معربًا عن تمسك المعارضة بنتائج اتفاقيات جنيف. وأضاف "الخطيب" في تصريح ل"صدى البلد" أن المعارضة السورية –السياسية- غير مدعوة في مؤتمر "أستانا" واقتصرت الدعوة فقط على النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة التي وافقت على قرار وقف إطلاق النار عقب مؤتمر موسكو الذي جمع روسياوتركياوإيران في ديسمبر الماضي. وأوضح القيادي بتيار الغد السوري المعارض أن عدم مشاركة الدول العربية أمر مقلق للشعب السوري متسائلًا: "من سيتحدث باسم السوريين هل تركيا أم إيران ولماذا يغيب العرب". وأشار الخطيب إلى علاقات مصر القوية مع روسياوأمريكا وأنها تمثل "الخزان البشري" للأمة العربية وكذلك عمق العلاقات بين مصر وسوريا يحتم وجود مصر في مباحثات أستانة. من جانبه قال أنور المشرف، الكاتب والمحلل السياسي السوري: إن المشاركة في "مؤتمر أستانة" حول الأزمة السورية -المقرر عقده بعد غد 23 يناير بكازاخستان- ستكون مقتصرة على الأطراف المسلحة والنظام فقط، وتمثيل الأطراف سيكون عسكريا صرفا. وأضاف "المشرف" في تصريح ل"صدى البلد" أن المشاركين الأساسيين في المؤتمر هم ممثل عن النظام السوري وهو بشار الجعفري ممثل سوريا في الأممالمتحدة، وممثل عن الجماعات المسلحة وهو محمد علوش القيادي ب"جيش الإسلام" كبير مفاوضي المعارضة السورية، إلى جانب روسياوتركياوإيران الذين يرعون الاتفاق، إلى جانب حضور مصر "التي وافقت على الدعوة الموجهة إليها" فيما جرى توجيه الدعوة إلى كل من السعودية وأمريكا، اللتين لم تردا على الدعوة بالقبول أو الرفض حتى الآن. وأكد "المشرف" أن الهدف الرئيسي من المؤتمر هو إرساء قرار وقف إطلاق النار، دون التطرق إلى مناقشة مصير الأسد أو إجراء انتخابات رئاسية أو تشكيل حكومة وحدة وطنية. وتابع: "اجتماع الأطراف المعنية بالأزمة السورية في الأستانة يأتي لإرساء قواعد وقف إطلاق النار وتطبيق الهدنة وإلزام الأطراف بها، مع طرح آليات لمراقبة التوصيات وآليات التنفيذ متمثلة في إرسال مراقبين من الدول المشاركة إلى سوريا للوقوف على مدى التزام الأطراف بقرار وقف إطلاق النار وإعلان الطرف الذي يخرق الهدنة أمام المجتمع الدولي لإحراجه والدول الداعمة له؛ فالطرف الذي يخرج عن الاتفاق سيكون موقفه حرجًا أمام المجتمع الدولي وسيفتضح أمره أنه لا ينوي إقرار السلام بسوريا وأنه ضد الحل السياسي". وفيما يتعلق بنجاح المؤتمر ونسبة فشله، أكد السياسي السوري، أن كل المؤشرات والدلائل تؤكد نجاح المؤتمر، فالطرفان السوريان "النظام والمعارضة" منهكان من الصراع ويسعيان جديًّا نحو إقرار السلام، مضيفا: "كل الشعب السوري الذي ذاق ويلات الحرب على مدار 6 سنوات ينادي بوقف إطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات لإقرار السلام". وأشار السياسي السوري إلى أن الخوف من خرق توصيات المؤتمر سيكون مصدره الدول الخارجية خصوصا تركياوإيران، وهذا الاحتمال ضعيف خصوصا بعد التغير الجذري في الموقف التركي من إقرار مصير الأسد، حيث خرج مسئول تركي ليؤكد إيمان تركيا بأن الأسد جزء من الحل السوري. وقال الدكتور مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن دعوة روسيا للميليشيات السورية المسلحة لحضور "مؤتمر أستانة" لم تشمل تنظيم داعش وجيش الفتح، فيما رفض تنظيم أحرار الشام الحضور -وهو كتلة مؤثرة في الصراع السوري-. وأضاف "غباشي" في تصريح ل"صدى البلد" أن الدول المحركة للأزمة السورية -روسياوتركياوإيران- يعني نقل الأزمة السورية من المعسكر الغربي إلى المعسكر الشرقي، وأصبحت روسيا اللاعب الرئيسي في الساحة السورية بعد ما اختارت أمريكا الخروج الآمن من ساحة الصراع. وأوضح أن بقاء الأسد في منصبه يمثل الإشكالية الرئيسية بين الدول الثلاث الراعية لمباحثات استانا، فتركيا ترى الأسد جزءا من المرحلة الانتقالية الأولى فقط، في ظل إصرار روسياوإيران على بقاء الأسد كمحرك أساسي في المشهد السياسي والصراع السوري ، لافتا إلى أن المشاركة العربية في "مؤتمر أستانة" غير مؤكدة حتى الآن، وهو ما قد يؤثر على النتائج المرجوة منه. وفيما يتعلق بنتائج المباحثات ، أشار المحلل السياسي إلى أن الدول الراعية ل "أستانة" تحدثت عن ضمانات يجب أن تقر في المؤتمر وهي ضمانة تنفيذ ما تثمر عنه المباحثات، وآليات وقف إطلاق النار، والضمانة الخاصة ببقاء الأسد من رحيله –وهي بيد روسياوإيران- وكيفية خروج الجماعات المسلحة من المشهد وتتنازلها عن السلاح، إلى جانب ضمانة أخرى مهمة -ربما لن تناقش بشكل رسمي- تتعلق بالتغير "الديموجرافي" في سوريا بعدما هجر السكان معظم المدن السورية التي باتت تحت سيطرة روسيا أو الجماعات المسلحة.