-القاهرةوالرياض تقرران حل خلافاتهما -رئيس مركز الخليج للدراسات: العاهل السعودي يزور القاهرة قريبا -مصطفى الفقي يوضح مطالب القاهرة من الرياض لإنهاء الخلاف -محمد كمال: الأزمة السورية لن تقف عائقا في حل الخلاف بين القاهرةوالرياض بوادر انفراجة باتت قريبة لإنهاء الخلاف بين القاهرةوالرياض وعودة العلاقات بين البلدين لسابق عهدها بعد أن سادها التوتر منذ أكثر من 3 أشهر، وتحديدا عقب عدم تصويت القاهرة لصالح مشروع قرار فرنسي يطالب بوقف الغارات على مدينة حلب السورية، بالإضافة إلى وقف شركة أرامكو السعودية مد مصر بالنفط وزيارة وفد سعودي لسد النهضة الإثيوبي .. إلخ. وأكد العديد من المتابعين للخلاف أن العلاقة بين القاهرةوالرياض قائمة على الاحترام والود، وأن هناك مشاورات على أعلى مستوى لإعادتها لطبيعتها وتوقع بعضهم قيام الملك سلمان بزيارة للقاهرة قريبا لاحتواء الموقف، كما تطرق البعض الآخر لمطالب كلا الطرفين من بعضهما لإنهاء هذا الخلاف. -عودة الإمداد بالنفط: أكد الدكتور عمر الحسن، رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية بلندن، أن الرياض تريد للقاهرة كل الخير، ولا يمكن أن تقبل الإضرار بمصالحها، مشددًا على أن كل عربى يعتز بمصر ومهما حدث خلافا معها لن يصل لدرجة القطيعة، ودائما ما يكون استقرارها وتقدمها على رأس أولويات العرب وتحديدًا دول الخليج. وأضاف "الحسن"، في تصريحات ل"صدى البلد"، أن الرياض تريد من القاهرة أن تدعمها سياسيًا ومعنويًا دون أن يضر ذلك بمصالحها، أما القاهرة فتريد دعمًا اقتصاديًا لعبور أزمتها، مؤكدًا أن دول الخليج لديها القدرة على تقديم هذا النوع من الدعم بل وأكثر، مشددًا على أن السعودية ومصر يعتبران قاطرتا العمل العربى المشترك، ولا يمكن لأحد أن يوقع بينهما. ولفت إلى أن هناك مصالحة سعودية مصرية يتم الآن الترتيب لها من خلال الزيارات المتبادلة بعد توتر نشب نتيجة للخلاف فى وجهات النظر السياسية، مؤكدًا أن الإعلام كان له الدور الأكبر فى توسيع هوة الخلاف بين البلدين؛ لتبنيه وجهات نظر بعيدة عن الصواب، وعدم ترك الفرصة للمعنيين بالأمر لتوضيحه، مضيفًا أن انتقاد الرياض للقاهرة بسبب عدم تصويتها لصالح مشروع قرار فرنسى لوقف الغارات على حلب فى أكتوبر الماضي لم يكن موفقًا وكان من الممكن تلاشيه. وشدد على أنه لا يمكن لأحد بالرياض أو القاهرة أن يفرض كلمته على الآخر لكن هناك مصالح يجب احترامها، لافتًا إلى أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة قريبًا ستنهي هذا الخلاف، وتصفى الأجواء وتعيدها لسابق عهدها، لافتًا فى نفس الوقت إلى أن الرياض ستعيد تزويد القاهرة بما تحتاجه من نفط قريبا. وأوضح رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية، أنه لا خلاف بين الرياضوالقاهرة بشأن الأزمة السورية، فالقاهرة لها مطلق الحرية بما تقوم به من تصرفات وما تراه مناسبًا للأمن القومي العربي، وما تراه مناسبًا لمصالحها لكن مع الأخذ في الاعتبار عدم الإضرار بمصالح الرياض. ولام "الحسن" على وسائل الإعلام لاتهامها الرياض الإضرار بمصالح القاهرة عقب زيارة مستشار الملك سلمان والوفد المرافق له سد النهضة الأثيوبى، مؤكدا أن الأماكن التى يتم زيارتها تحدد من قبل البلد المضيف، وهذا معروف لدى جميع السفراء العاملين بهذه البلد، وكان على الإعلام المصرى أن يسأل سفير بلاده بأثيوبيا؟ ولفت "الحسن" إلى التقارب المصرى العراقى وما أطلقه عدد من المسئولين العراقيين من أن هذا التقارب يأتى على حساب دول الخليج التى تعتبر القاهرة حامى ودرع لها، وما نتج عنه من تأثير كبير فى زيادة التوتر بين الرياضوالقاهرة خاصة وأن العراق حليف قوى لإيران العدو الأول لدول الخليج. ونفى رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن يكون اللغط المثار حول جزيرتى "تيران وصنافير" ونقل تبعتيهم للرياض سببا لحدوث خلاف بين البلدين لافتا إلى أن القاهرة تركت أمر الجزيرتين فى يد البرلمان ولن يشغل بال الرياض ما سيتخذه البرلمان من قرار لأن المصلحة العربية أهم وأكبر. - عدم التدخل في شئوننا: من جانبه قال الدكتور مصطفى الفقي، المفكر السياسي، إن عودة العلاقات بين القاهرةوالرياض مشروطة بعدد من القرارات التى على الأخيرة مراعاتها وأهمها أن يسود الاحترام بين البلدين وألا تتدخل المملكة فى شئون مصر الداخلية، وأن تراعى الظروف، التى تمر بها سواء كانت اقتصادية أو غيرها. وطالب الفقي، فى تصريحات ل"صدى البلد" الرياض بالتوقف عن ما وصفه بالتصرفات الاستفزازية للشارع المصرى، ومنها قيام مستشار الملك سلمان ووفد مرافق له بزيارة سد النهضة الإثيوبية وهم يعلمون مدى حساسية هذه القضية بالنسبة للمصريين، مضيفا أن الرياض مطالبة أيضا بعودة إمداد القاهرة بالنفط وفقا للاتفاقيات الموقعة بين البلدين. وأشار المفكر السياسى إلى أن القاهرة مطالبة بأن تمضي فى تعهداتها والتزاماتها تجاه أمن الخليج، مشددا على أن كل طرف سواء الرياض أو القاهرة عليه الاعتراف بأن نسبة الاتفاق فيما بينهما حيال بعض القضايا التي تتعلق بمنطقة الشرق الأوسط لن تصل لنسبة 100 %. - سوريا ليس لها علاقة بحل الخلاف: أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن المصالحة بين القاهرةوالرياض لن تتم إلا من خلال القنوات الدبلوماسية وبعيدا عن التراشق الإعلامي. وأضاف "كمال" في تصريحات ل"صدى البلد" أن كلا الطرفين يحتاجان للجلوس سويا وغلق الأبواب عليهما وفى هدوء تام يفصح كلا منهما عما فى جعبته، ويشرح وجهة نظره وعلى الطرف الآخر تقبل هذه الوجهة أيا كانت سواء كانت تتعلق بقضايا المنطقة أو ببعض القرارات الاقتصادية التى تم اتخاذها من قبل أحد الأطراف. وأكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة أن الخلاف بين البلدين حول بعض القضايا السياسية ومنها الأزمة السورية سوف يتم تلاشيه خاصة أن الدول العربية لم تعد اللاعب الرئيسي في هذه الأزمة ولن يكون لها دور خاصة بعد التوافق الأمريكي الروسي حول الأزمة والذى قد يصل لذروته بوصول دونالد ترامب للبيت الأبيض 20 يناير الجاري. يذكر أن هناك أنباءً متداولة بقوة عن قرب إنهاء الخلاف بين القاهرةوالرياض عقب عدد من الزيارات التى قام بها مسئولون كبار بالبلدين لتقريب وجهات النظر.