أكد الدكتور عمر الحسن، رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية بلندن، أن الرياض تريد للقاهرة كل الخير، ولا يمكن أن تقبل الإضرار بمصالحها، مشددًا على أن كل عربى يعتز بمصر ومهما حدث خلاف معها لن يصل لدرجة القطيعة، ودائما ما يكون استقرارها وتقدمها على رأس أولويات العرب وتحديدًا دول الخليج. وأضاف "الحسن"، فى تصريحات ل"صدى البلد"، أن الرياض تريد من القاهرة أن تدعمها سياسيًا ومعنويًا دون أن يضر ذلك بمصالحها، أما القاهرة فتريد دعمًا اقتصاديًا لعبور أزمتها، مؤكدًا أن دول الخليج لديها القدرة على تقديم هذا النوع من الدعم بل وأكثر، مشددًا على أن السعودية ومصر يعتبران قاطرتا العمل العربى المشترك، ولا يمكن لأحد أن يوقع بينهما. ولفت إلى أن هناك مصالحة سعودية مصرية يتم الآن الترتيب لها من خلال الزيارات المتبادلة بعد توتر نشب نتيجة للخلاف فى وجهات النظر السياسية، مؤكدًا أن الإعلام كان له الدور الأكبر فى توسيع هوة الخلاف بين البلدين؛ لتبنيه وجهات نظر بعيدة عن الصواب، وعدم ترك الفرصة للمعنيين بالأمر لتوضيحه، مضيفًا أن انتقاد الرياض للقاهرة بسبب عدم تصويتها لصالح مشروع قرار فرنسى لوقف الغارات على حلب فى اكتوبر الماضى لم يكن موفقًا وكان من الممكن تلاشيه. وشدد على أنه لا يمكن لأحد بالرياض أو القاهرة أن يفرض كلمته على الآخر لكن هناك مصالح يجب احترامها، لافتًا إلى أن زيارة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز للقاهرة قريبًا ستنهى هذا الخلاف، وستصفى الأجواء وتعيدها لسابق عهدها، لافتًا فى نفس الوقت إلى أن الرياض ستعيد تزويد القاهرة بما تحتاجه من نفط قريبا. وأوضح رئيس مركز الخليج للدراسات الإستراتيجية، أنه لا خلاف بين الرياضوالقاهرة بشأن الأزمة السورية، فالقاهرة لها مطلق الحرية بما تقوم به من تصرفات وما تراه مناسبًا للأمن القومى العربى، وما تراه مناسبًا لمصالحها لكن مع الأخذ في الاعتبار عدم الإضرار بمصالح الرياض. ولام الحسن على وسائل الإعلام لاتهامها الرياض الإضرار بمصالح القاهرة عقب زيارة مستشار الملك سلمان والوفد المرافق له سد النهضة الأثيوبى، مؤكدا أن الأماكن التى يتم زيارتها تحدد من قبل البلد المضيف، وهذا معروف لدى جميع السفراء العاملين بهذه البلد، وكان على الإعلام المصرى أن يسأل سفير بلاده بأثيوبيا؟ ولفت "الحسن" إلى التقارب المصرى العراقى وما أطلقه عدد من المسئولين العراقيين من أن هذا التقارب يأتى على حساب دول الخليج التى تعتبر القاهرة حامى ودرع لها، وما نتج عنه من تأثير كبير فى زيادة التوتر بين الرياضوالقاهرة خاصة وأن العراق حليف قوى لإيران العدو الأول لدول الخليج. ونفى رئيس مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية أن يكون اللغط المثار حول جزيرتى "تيران وصنافير" ونقل تبعتيهم للرياض سببا لحدوث خلاف بين البلدين لافتا إلى أن القاهرة تركت أمر الجزيرتين فى يد البرلمان ولن يشغل بال الرياض ما سيتخذه البرلمان من قرار لأن المصلحة العربية أهم وأكبر.