* التنظيم بدأ العام بقرار تجميد الأموال واختتمه باستقالة قياداته * محمود عزت يفرض سيطرته على التنظيم واستقالات بالجملة من الشباب * 2016 سنة "سودة" على الإخوان انقسامات.. صراعات.. استقالات.. قتل وإرهاب.. كلها مصطلحات تعبر عن حال جماعة الإخوان الإرهابية في 2016 والتي بدأت خلافاتها مع 2015 بأزمات وصراعات عنيفة بين جبهة محمود عزت، نائب المرشد، ومن خلفه صقور الجماعة محمود حسين وإبراهيم منير وجبهة محمد كمال، الذي قتل بعد ذلك في مواجهات مع الداخلية، ومن خلفه محمد منتصر (الاسم الحركى للمتحدث باسم الجماعة)، وأحمد عبد الرحمن وعمرو دراج وآخرون. وعلى الرغم من توقع العديد من قيادات الجماعة بنهاية الخلاف، إلا أنه استمر وتصاعد ووصل إلى المكاتب الإدارية، حيث تصارعت الجبهتان وانقسمت المكاتب بين مؤيد لمحمود عزت ورافض له وسط محاولات كل الطرفين السيطرة التي آلت في النهاية لمحمود عزت. ويستعرض "صدى البلد" أبرز الأحداث التي شكلت ضربة قوية للإخوان في 2016. في البداية، وجهت الدولة ضربة عنيفة لجماعة الإخوان الإرهابية بإعلانها التحفظ على أموال 14 مؤسسة تابعة للإخوان، بينها مدارس ومستشفيات وشركات صرافة، وهو ما شكل أزمة كبيرة في التمويل لدى التنظيم، خاصة أن الكثير من هذه الشركات تورطت بشكل مباشر في دعم نشاطات الجماعة الإرهابية. ورغم القرارات المهمة التي ضربت الجماعة، إلا أن الصراع بين القيادات بقي المسيطر على التنظيم، وهو ما دفع يوسف القرضاوى لإطلاق مبادرة في نهاية شهر يناير اقترح فيها 5 خطوات لحل أزمة جماعة الإخوان المسلمين في مصر، وأعلنت القيادة الشبابية قبول المبادرة، إلا أنها فشلت بسبب رفض محمود عزت المبادرة بشكل كامل، رافضًا تدخل يوسف القرضاوي في الأزمة، بل اتهمته جبهته بأنه يقف وراء محاولة الانقلاب على عزت ويدعم مجموعة محمد كمال. وعاد من جديد نائب المرشد محمود عزت في 15 فبراير ليعلن تشكيل لجنة إدارية جديدة للإخوان ويطيح بمحمد كمال وجبهته خارج الإخوان ويحيله للتحقيق ويعزل محمد منتصر من منصبه كمتحدث باسم تنظيم الإخوان، وهو ما دفع 14 عضوًا بمجلس شورى الإخوان - مكتب تركيا- لاتهام جبهة محمود عزت بالخداع والالتفاف على قرارات صادرة بعد أخذ الشورى عليها. وشهد 28 مارس اشتباكات بين أعضاء جماعة الإخوان جبهة محمود عزت ومحمد كمال بعد نشوب مشاجرة تدخل على أثرها الأمن التركى بسبب رغبة إخوان تركيا في إجراء انتخابات للإطاحة بجهة محمود عزت. وشهد يوم 2 أبريل عودة نائب المرشد من جديد محمود عزت ليعلن انعقاد مجلس الشورى العام للجماعة، وانتخاب لجنة لتسيير الأعمال وبعد شد وجذب وصراع خرج محمد كمال ليعلن في 10 مايو استقالته من جميع المناصب الإدارية وإعلانه عدم الترشح لأي منصب في المستقبل ليتزايد الصراع داخل الإخوان ويعلن من جديد محمود عزت تجميد عضوية عمرو دراج ويحيى حامد وعدد من القيادات في الجماعة، وهو ما دفع القيادة الشبابية لتوجيه اتهام لعزت باستخدام الأموال وقطعها عن الأسر لتركيع المعارضين له.
ظلت الصراعات داخل الإخوان على حالها قبل أن يطالب الشيخ محمد ولد الدود الشنقيطي، القيادي الإخواني رئيس مركز تكوين العلماء في موريتانيا، بإقالة محمود عزت من الجماعة أو تفويض صلاحياته لإبراهيم منير، وهو ما رفضته الجماعة لتعلن بقاء نائبي المرشد وتعيين إبراهيم منير نائبًا له. وجاءت أكبر ضربات للإخوان فى 2016 بإعلان وزارة الداخلية تصفية الدكتور محمد كمال، منافس محمود عزت على قيادة الإخوان، بعد الاشتباك مع قوات الأمن أثناء القبض عليه، حيث تولى إدارة وتنظيم العمليات النوعية (التنظيم الخاص داخل الإخوان). ظلت الأوضاع هادئة داخل الجماعة إلى أن جاء إعلان فوز دونالد ترامب على هيلاري كلينتون، وهو ما شكل صدمة للجماعة بخسارة أبرز الداعمين لها طوال العشر سنوات الماضية، كما أن ترامب سيعمل على تصنيف الإخوان جماعة إرهابية كما قال. ظل الصمت داخل الإخوان قبل أن ينفجر البركان في 19 ديسمبر لتبدأ محطة جديدة من محطات الانقسام داخل الجماعة، بإعلان القيادة الشبابية انعقاد مجلس شورى الجماعة في القاهرة، والفصل بينها وبين مكتب الإرشاد. عاد بعدها محمد منتصر ليعلن استقالته من الجماعة ومن بعده عمرو دراج الذي أعلن استقالته واعتزاله العمل السياسي.