شهد عام 2016، الذي شارف على الانتهاء، صراعات غير مسبوقة داخل جماعة "الإخوان المسلمين"، بعد أن تصاعدت وتيرة الاستقالات والانشقاقات، الجماعة لا سيما بعد تقديم العديد من القيادات استقالتهم، بعد أن أعلن التنظيم تغيير مسمى "مكتب الإرشاد" إلى "المكتب العام لجماعة الإخوان"، واختيار مجلس شورى جديد للتنظيم. استقالات وشهدت الجماعة صراعًا حادًا بين جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد المعروفة باسم "العواجيز"، وجبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد، والمعروفة باسم "جبهة الشباب" من أجل السيطرة على التنظيم. وأعلنت "الجبهة الشبابية" منذ أيام عن تشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلاً عن مكتب الإرشاد الحالي، لتعلن رسميًا الإطاحة بمحمود عزت من منصب القائم بأعمال المرشد وفقًا لبيان صادر عن جماعة. ضربت الاستقالات الجماعة، بسبب تغييرات المكاتب الإدارية وإجراء الانتخابات، وخاصة بعد أن أعلنت اللجنة الإدارية العليا للجماعة التابعة لجبهة محمد كمال - الذى أعلنت وزارة الداخلية قتله فى أكتوبر الماضى – استقالتها، وتلاها تقديم المكتب التنفيذى داخل مصر، والمكتب الإدارى للجماعة فى الخارج الذى يترأسه أحمد عبد الرحمن استقالتهما. وبلغ الصراع أوجه بالإطاحة بمحمود عزت من منصب القائم بأعمال المرشد، وتشكيل مكتب إرشاد مؤقت بدلاً من مكتب الإرشاد الحالى حيث جاء فى البيان الذى صدر عن الجماعة فى 20 من الشهر الحالى: "مجلس الشورى العام ينتخب مكتب إرشاد مؤقت، برئيس من الداخل وتشكيل أعضاء من الداخل والخارج". وأضافت: "رئيس المكتب العام المنتخب حصل فى جولة الإعادة على 70٪ من الأصوات، والمكتب العام للإخوان يتشكل من 11 عضوًا، ولا تزال هناك ثلاث مقاعد شاغرة، ومقعدين للقطاعين اللذين لم ينهيا الانتخابات القاعدية، ومقعد للإخوان المصريين بالخارج". ليس هذا فحسب، فقد أعلن المتحدث الإعلامى لجماعة الإخوان محمد منتصر منذ أيام استقالته من منصبه، وبالتزامن مع ذلك أعلن عمرو دراج رئيس المكتب السياسى للإخوان، اعتزاله العمل السياسى العام بحسب بيان أصدره. ضعف التظاهرات بالمقارنة بالتظاهرات التى كانت تنظمها جماعة الإخوان المسلمين إبان عزل الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى، والوقت الحاضر حيث شهد العام الحالى اختفاء المظاهرات والمسيرات التى كانت تنظمها الجماعة ونشبت الخلافات داخل الجماعة بسبب هذا الاختفاء الظاهر للعيان، ففى الوقت الذى حمل ضعف المسيرات لغياب القيادات فى الخارج، أو تواجدهم فى السجون، اعتبر آخرون أن السبب يرجع إلى فساد القيادات التاريخية للجماعة. ونشر عز الدين دويدار، المخرج والناشط الإخوانى، صورًا لبعض المسيرات الإخوان فى المعادى عقب عزل الرئيس محمد مرسى مباشرة فى عام 2013 متسائلًا عن أسباب اختفاء تلك المظاهرات الآن، وعدم وجود أى مسيرات للجماعة. وعلق عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك"، قائلاً: "المعادى من 3 سنين كان بتطلع منها مسيرات فين المعادى دلوقتى؟ الحشود دى ما اختفتش لكن ثقتهم فى قيادة الإخوان إللى اختفت". الاغتيالات تم تصفية بعض قيادات "الإخوان"، وأبرزهم اغتيال القيادى البارز وعضو مكتب الإرشاد محمد كمال، الذى يتزعم ما يعرف بجبهة القيادة الشبابية التى تتصارع على قيادة الجماعة مع ما يعرف بجبهة القائم بأعمال المرشد محمود عزت وياسر شحاتة، وهو قيادى آخر فى الجماعة يبلغ 47 عامًا. كما أعلنت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، بالتعاون مع الأمن الوطنى والعمليات الخاصة منذ أسابيع عن مقتل القيادى الإخوانى مصطفى سيد الغزالى والشهير بعبد الله عزام فى مطاردة أمنية مع قوات الشرطة بأحد المنازل تحت الإنشاء بمنطقة أبو زعبل بالخانكة. حصر الأموال تعرض العديد من قيادات وأعضاء الجماعة فى الفترة الأخيرة للمنع من التصرف فى كل ممتلكاتهم العقارية والمنقولة والسائلة، ومنعهم من التصرف فى كل حساباتهم المصرفية أو الودائع أو الخزائن أو السندات أو أذون الخزانة المسجلة بأسمائهم طرف أى من البنوك الخاضعة لرقابة البنك المركزى المصرى. فقد قررت لجنة التحفظ وإدارة أموال الجماعة، برئاسة المستشار الدكتور محمد ياسر أبو الفتوح، وكذلك 5 شركات مملوكة لقيادات إخوانية وهى شركات: "الصديق للمقاولات والاستثمار العقارى، والوفاء للمقاولات والاستثمار العقاري، ومصر جروب للاستيراد والتصدير والتوكيلات التجارية، وبروفيشنال للاستيراد والتصدير والتوكيلات التجارية ومجموعة أفاق". وقال سامح عيد القيادى السابق بجماعة الإخوان، إن "عام 2016 شهد صراعات داخل الجماعة، وخاصة فيما يخص الصراع التنظيمى بين جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد المعروفة باسم "العواجيز" وجبهة محمد كمال عضو مكتب الإرشاد والمعروفة باسم جبهة الشباب من أجل السيطرة على التنظيم". وأضاف عيد ل"المصريون"، أن "ما يحدث دليل على زيادة الشرخ داخل الجماعة الذى أصبح من الصعب التئامه فى الفترة الراهنة، خاصة وأن جبهة محمد كمال، المعروفة باسم جبهة الشباب ترى أن سبب ما آلت إليه الجماعة هو تمسك جبهة محمود عزت القائم بأعمال المرشد المعروفة باسم "العواجيز" بالأفكار العقيمة". وتابع: "التنظيم العالمى للإخوان يستطيع وبسهولة أن يسيطر على كل ما وصلت إليه الجماعة، خاصة أن الذين يتبنون العنف فى الجماعة عبارة عن مجموعات نوعية ليس لها وجود كبير على أرض الواقع وهو ما يجعل الانشقاقات تتضاءل مع مرور الوقت كما حدث من قبل".