سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تباين الآراء في الأوساط السياسية حول مقترح «ترامب» بإقامة منطقة آمنة في سوريا.. المشاط: فرصة لتشكيل بؤر إرهابية.. الشهابي: يصعب تنفيذه.. تيسير النجار: يعكس رغبة واشنطن في استعادة نفوذها أمام موسكو
* تباين الآراء في الأوساط السياسية حول مقترح "ترامب" بإقامة منطقة آمنة في سوريا * المشاط: غطاء لحماية الإرهاب * الشهابي: يؤدي لتشكيل بؤر إرهابية تباينت الآراء في الأوساط السياسية حول تصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن الأوضاع في سوريا ومقترحه بإقامة منطقة آمنة في سوريا بدعم أموال الخليج بتمويل الخليج لمساعدة المدنيين. يقول الدكتور عبد المنعم المشاط، خبير العلاقات الدولية والأمن القومي وخبير بالشأن الأمريكي، إن ترامب يهدف إلى إنشاء أماكن لا تستطيع سوريا أو روسيا مهاجمتها لترتكز فيها القوى الإرهابية المتمثلة في جبهة النصرة والجيش الحر وعناصر داعش، لافتًا إلى أنها تعطي الفرصة لممارسة الأعمال الإرهابية ضد النظام السوري. وأوضح "المشاط"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن دعوة ترامب تتوافق مع الرؤى الفرنسية والخليجية بخلق مناطق آمنة، والتي ستحول المعركة من حلب بعد تحريرها على يد الجيش الروسي لمنطقة إدلب وتدمر وبعض المناطق الأخرى، مشيرًا إلى أنها محاولة لحماية القوى الإرهابية والتي تسعى لتجزئة سوريا. ولفت خبير العلاقات الدولية إلى أن ترامب لن يستطيع تنفيذ ذلك مطلقا لأن مجلس الأمن لن يصدق على هذا القرار الذي ستستخدم ضده روسيا والصين حق الفيتو. وأضاف "المشاط"، أنه لابد من عدم الربط بين أموال السعودية الموجودة لدي أمريكا وبين القضية السورية بحسب قانون جاستا، والتي لا تتعدى 7500مليار، مؤكدًا أن هذا لم يتم إلا من خلال استصدار قرار من مجلس الأمن وهذا صعب للغاية. حفظ ماء الوجه أمام الروس من جانبه، قال تيسير النجار، المحلل السياسي السوري، إن دعوة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب حول إنشاء مناطق آمنة داخل سوريا بدعم بتمويل خليجي تعد أمرا ليس بجديد، لافتًا إلى أن تركيا نفذت عدة مناطق آمنة من قبل على الحدود السورية وكردستان. وأضاف "النجار"، في تصريح خاص ل"صدى البلد"، أن أمريكا تريد استعادة مكانتها وكرامتها أمام روسيا من خلال الأراضي السورية، مشيرًا إلى أن أمريكا تستطيع تنفيذ هذا بضغطها على روسيا باستخدام الورقة الأوكرانية منعا لاستخدام موسكو حق "الفيتو" في مجلس الأمن. وأشار المحلل السياسي السوري، إلى أن قانون "جاستا" لا يسمح بالاستعانة بأموال السعودية، مؤكدا أنه سيتم تجميدها لصالح التعويضات للمواطنين الأمريكان. يخلق إرهابا أكثر عداءً في السياق ذاته، قال الدكتور إبراهيم الشهابي، مدير مركز الجيل للدراسات السياسية، إن دعوة دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي المنتخب، لإنشاء مناطق آمنة داخل سوريا بتمويل خليجي، ليست جديدة وتتفق مع الرؤى الأوروبية الخليجية في إقامة مناطق لإيواء المتضررين من الحرب، لافتًا إلى أن الدعوة تكشف عن تكهنات السياسة الأمريكية أمام توجهات روسيا داخل سوريا. وأوضح "الشهابي"، في تصريح ل"صدى البلد"، أن الأمر صعب تنفيذه على أرض الواقع في ظل وجود أطراف غير واضحة داخل الصراع على الأراضي السورية من ميليشيات متعددة والجيش العربي السوري، مشيرًا إلى أنه في حال تنفيذ هذا سيشكل ملجأ كبيرا لبؤر إرهابية أكثر عداءً من الفصائل الداعشية. ونوه بأن الولاياتالمتحدة لا تمتلك القدرة على السيطرة على أموال الخليج والذي يعد جزءا من الصراع، مشيرا إلى أن الدول الأوروبية سترحب بالدعوة لأنها تخفف حركة اللاجئين الفارين إليها، ولا توجد موانع أمام تحقيقها من قبل روسيا مادامت لا تتعارض مع الأهداف الروسية.