* مياه الصرف الصحى تختلط بمياه الرى.. والفلاحون يستغيثون * أهالٍ بالمنوفية: الأمراض أصابت الجميع والدولة فى غياب * أصحاب الجرارات: نتعرض للحبس وغرامات 1200 جنيه والدولة تلاحقنا وسنلجأ للإضراب * مسئولو الري بالمنوفية: محاضر مستمرة لأصحاب جرارات الكسح وحملات يومية لإنقاذ الترع مشهد أصبح مألوفًا بمحافظة المنوفية، سيارات كسح "الصرف الصحى" تنتشر على الترع والمصارف لإفراغ حمولتها من المياه غير الصالحة، ما يؤثر بالسلب على صحة المواطنين الذين يستغيثون بالمسئولين لحمايتهم، خاصة أن بعض هذه المصارف يروى منها الفلاحون أراضيهم الزراعية. في قرية كفور الرمل بمدينة قويسنا، تنتشر سيارات الكسح على المصرف الزراعى وتلقى مخلفاتها به، هكذا يقول رامى الدوبلى، من أهالى القرية، مؤكدا أن أصحاب الجرارات يرمون الصرف الصحى بمصرف القرية نهارا دون خوف من أحد. وأضاف أن مئات الأفدنة تجاور المصرف وتعتمد عليه فى رى أراضيها، مشيرا إلى أن كل منزل بالقرية لديه مريض بالفشل الكلوي والكبد نتيجة اختلاط مياه الصرف الصحى بمياه الرى. وفى مدينة بركة السبع، استغاث أحمد سعيد، فلاح، من قيام أصحاب "جرارات الكسح" فى رمى الصرف الصحى بالترع التى يعتمدون عليها فى ري محاصيلهم، ما يؤدى إلى انتشار التلوث والأمراض الكثيرة، خاصة بين الأطفال. بينما قال محمد عيسى إنهم مهددون بالأمراض بسبب تلوث الأراضى بمياه "المجارى" دون اهتمام من المسئولين، كما أنهم يتكبدون دفع أموال لسيارات الكسح، والتى تلقى مخلفاتها وسط الزراعات والمصارف الزراعية. وأضاف: "بندفع فلوس علشان يجيلنا المرض"، وكل ذلك على مرأى ومسمع من جميع المسئولين، مشيرا إلى أن الأسوأ فى ذلك أن عربات الكسح الخاصة بمجالس المدن تلقي المخلفات في ذات الترع جنبا إلى جنب مع أصحاب جرارات الكسح الخاصة، ما يسبب كارثة صحية وبيئية غير مسبوقة. وأوضح أن المصارف الزراعية أصبحت تلقب بمصارف الموت، حيث يصاب الملايين بالأمراض المستعصية والخطيرة فى ظل حالة من اللامبالاة من المسئولين. على الجانب الآخر، أكد أيمن هاشم، صاحب جرار للكسح، أنهم لا يجدون مكانا للصرف سوى الترع والمصارف، حيث لا توفر الدولة أماكن لهم، وقال إن الدولة تلاحقهم بمحاضر وأحكام تصل إلى الحبس وغرامة تصل إلى 1250 جنيها بعدما كانت لا تتعدى المائة جنيه. وقال إبراهيم سلامة، من أصحاب الجرارات، إن عليهم أعباءً إضافية ولا يجدون غير هذه المهنة، حيث تكلف "النقلة" الواحدة 25 جنيها، مؤكدا أن غلاء الأسعار طال الجميع. فى سياق متصل، طالب أصحاب الجرارات، الدولة بتوفير أماكن بديلة للترع والمصارف وعدم تحميلهم أعباءً إضافية بالغرامة والملاحقة الأمنية، حيث اضطروا إلى العمل ليلا للهروب من ملاحقات المسئولين لهم، مهددين بالإضراب وترك هذه المهنة فى حالة استمرار فرض الغرامات الكثيرة عليهم. وأكد هشام بيومى، رئيس مدينة بركة السبع، أنه يتم تحرير محاضر بيئية ومن شرطة المسطحات لأصحاب جرارات الكسح المخالفين الذين يلقون بحمولتهم فى مياه الترع والمصارف. وقال "بيومي" إنه عقد اجتماعا مع أصحاب الجرارات لتوفيق أوضاعهم، وطالبهم بإفراغ حمولتهم فى مطابق للصرف الصحى التى أنشأتها الدولة، مؤكدا أن الكثير من القرى بالمدينة لم يدخلها الصرف الصحى حتى الآن وتلجا إلى أصحاب الجرارات حتى لا تتأثر منازلهم بالصرف الصحى. وقال المهندس عبد الرحمن البانوبى، مدير عام الرى بالمنوفية، إن هناك حملات مستمرة لضبط أصحاب الجرارات الذين يلقون بالصرف الصحى بالترع والمصارف، ويتم تحرير محاضر لهم وتحويلها للنيابة العامة. وأضاف "البانوبي" أن جميع مراكز المحافظة متضررة من إلقاء الصرف الصحى بالترع، خاصة بالقرى التى تخلو من الصرف الصحى، وعدم توصيله لمنازلهم. وأوضح، أن أصحاب الجرارات يلجأون لليل لإلقاء حمولتهم، مناشدا المواطنين الإبلاغ عمن يقومون بإلقاء الصرف الصحى بالترع والمصارف.