فى الوقت التى تبذل فيه الدولة جهودها لاستصلاح أراض جديدة للحد من الفجوة الغذائية، يهدد العطش 10آلاف فدان بالبوار بقرى الروضة والشهيد فكرى وأبومشهور وكفر مفتاح وميت غزال بالاضافة الى ثلاث مدن أخرى تابعة لمحافظة الغربية، بسبب احتباس المياه فى بداية ترعة ديا الكوم ببركة السبع حيث تخترق الترعة هذه القرى بطول 13 كيلو مترا وجاء احتباس مياه الترعة عند قرية الروضة بسبب جزء بسيط تم تغطيته بطريقة غير مطابقة للمواصفات الهندسية، ويتفاقم التأثير السلبى لهذه التغطية مع ضعف تدفق المياه من بحر شبين الكوم المغزى لترعة ديا الكوم عند مدينة بركة السبع وقيام الاهالى بإلقاء القمامة ومخلفات كسح خزانات الصرف الصحى بها مما أدى الى زحف الثعابين والفئران لمنازل المواطنين. الاهالى أستغاثوا كثيرا بالمسئولين لكن يبدو ان هذه القرى سقطت سهوا من حساباتهم. يؤكد الدكتور محمد سعيد ادريس أستاذ العلوم السياسية ومستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية (ابن قرية الروضة) أن هذه المشكلة مزمنة واصبحت تهدد الاراضى الزراعية التى تبلغ مساحتها اكثر من 10 آلاف فدان مهددة بالبوار بسبب عدم وصول المياه لنهايات الترع، مشيرا الى أن المشكلة تتلخص فى احتباس مياه ترعة ديا الكوم عند قرية الروضة بسبب الجزء الصغير الذى جرى تغطيته على هذه الترعة بطريقة عشوائية. ويضيف شريف الخطيب أمين الفلاحين بقرية الروضة ان الترعة تحولت الى مقلب للقمامة ومستنقع لالقاء مخلفات الصرف الصحى حيث لاتوجد حتى الآن شبكة للصرف الصحى خاصة فى قريتى الروضة والشهيد فكرى الأمر الذى حول الترعة من مصدر للحياة الى سبب للامراض الفتاكة. من جانبه أكد المهندس عبدالرحمن البانوبى مدير عام رى المنوفية أنه منذ عام تقريبا تم بالفعل عمل فتحات والكشف على التغطية وتنظيفها بالكامل وتطهير الترعة وتركيب شبك معدنى لعدم دخول المخلفات ومنذ هذا التاريخ لم تحدث أى مشكلة خصوصا فى موسم الصيف الذى مر بسلام وتم توفير المياه للاراضي، مشيرا إلى انه جار عمل الصيانة والتنظيف دوريا بمعدل مرة كل شهرين، ولكن للاسف كل هذه الجهود تذهب أدراج الرياح بسبب عدم توافر الوسيلة المناسبة لتجميع تلال القمامة من القرى المحيطة بالترعة من جرارات الوحدة المحلية لنقل المخلفات والاستفادة منها بالإضافة الى عدم توافر صناديق القمامة لالقاء المخلفات بها يؤدى ذلك الى قيام الاهالى بالقائها فى الترعة أو بجوارها وعدم وصول المياه لنهايات الترع وحرمان آلاف الافدنة من الرى والاعتماد على الآبار الارتوازية فى الري.