أكد الدكتور أيمن سمير، المتخصص بالعلاقات الدولية، أن بريطانيا ودول الخليج كل منهما يبحث عن بغيته في التعاون مع الآخر، فالمملكة المتحدة تريد تعويض خروجها المفاجئ من الاتحاد الأوروبي، ودول الخليج تبحث عن غطاء دفاعي تعويضا عن الفراغ الذي ستتركه الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد خروجها من منطقة الشرق الأوسط. وقال "سمير" في تصريح ل"صدى البلد": إن بريطانيا لديها تحديات كبيرة نتيجة خروجها المفاجئ من الاتحاد الأوروبي تحاول مواجهتها عن طريق تشكيل تحالفات وتكتلات خارجية وتدعيم العلاقات الخارجية مع دول العالم، كما سبق في زيارتها للهند، وهذا يتضح من وعد تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا بجعل "لندن" عاصمة للاستثمارات الإسلامية، وتقصد الاستثمارات الخليجية، كما أن الخليج لديه احتياجات أمنية في ظل انحصار الدور الأمريكي في المنطقة وتزايد النفوذ الإيراني. وأوضح أنه من المقرر أن تقوم دول حلف الناتو بتعويض الدور الأمريكي بعد خروجها عسكريا من الشرق الأوسط، فهناك 28 ألف و500 جندي متواجدين في القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن تحل الدول في الحلف الأطلنطي محل أمريكا، كما أنه مع زيادة أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة تحتاج دول الخليج إلى مظلة دفاعية، وهذا يقف وراء إعلان رئيسة وزراء بريطانيا أنها ستستثمر 3 مليارات جنيه إسترليني في زيادة الدفاعات الأمنية لدول الخليج بمعدل مليون جنيه سنويا، وهذا سيوفر جزئيا التواجد الأمريكي. وتابع أن البيان الختامي لقمة الخليج ال37 التي عقدت بالبحرين يؤكد على أن بريطانيا ستتخذ دورا محوريا في المنطقة تعويضا عن الوجود الأمريكي. وأكد المتخصص بالعلاقات الدولية أنه من المتوقع أن المملكة المتحدة البريطانية لن تستطيع سد حاجة الخليج الأمنية وتواجد قواتها في الشرق الأوسط لن يعوض التواجد الأمريكي، وشراكتها الاقتصادية مع دول الخليج لن تعينها على مواجهة تحديات الخروج من الاتحاد الأوروبي بالصورة المطلوبة، ولكن كلاهما يحتاج إلى تكثيف علاقاته الخارجية والوصول إلى مزيج من القوة بشكل يصل إلى حد الشراكات الاقتصادية والعسكرية. وكانت القمة الخليجية ال37 اختمت أعمالها في البحرين، وقد استنكر البيان الختامي للقمة ما سماه التدخل الإيراني في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، فيما اتفقت دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة على التعاون في مختلف المجالات. فيما قالت تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية: إن مخاطر الأمن تزداد في الدول العربية والغربية على السواء، مؤكدة أنه لا بد من العمل معًا من أجل تقويض المخاطر الأمنية والإرهابية، قائلة: "سنساعد الخليج على التصدي لعدوان إيران"، مشددة على أن أمن الخليج هو أمن بريطانيا أيضًا، كما أعلنت أنه سيتم استثمار 3 مليارات جنيه إسترليني في تعزيز الأمن الدفاعي الخليجي، متعهدة بأن تجعل "لندن" عاصمة للاستثمارات الإسلامية.