«قمة خليجية بثوب بريطاني».. تريزا ماي في البحرين.. وخبراء: تستعيد تواجدها في الخليج وأمن دول التعاون يتطلب تفعيل اتفاقيات الدفاع بين الطرفين

خبراء عن قمة الخليج وحضور رئيسة وزراء بريطانيا لها:
بريطانيا تستعيد تواجدها بالخليج بعد التحرر من قيود الاتحاد الأوروبي
خبير بالشأن العربي يوضح أسباب حضور رئيسة وزراء بريطانيا للقمة الخليجية
دبلوماسي: حضور تريزا ماي قمة البحرين لتقوية روابط الأمن
"قمة خليجية بثوب بريطاني" اليوم تشهد المنامة عاصمة البحرين قمة مجلس التعاون الخليجي ال37 والتي تعد بشكل مغاير للدورات السابقة وذلك بحضور رئيسة وزراء بريطانيا "تريزا ماي"، التي جاءت بدعوة رسمية ملك البحرين، فما دلالات حضور مسئول سياسي بريطاني لقمة مجلس التعاون؟؟ فالخبراء يجيبون من خلال التحقيق التالي...
"استعادة الدور البريطاني"
في البداية، أكد الدكتور محمود الطرشوبي خبير العلاقات الدولية، أن قمة مجلس التعاون الخليجى المنعقدة اليوم بالبحرين تعقد في ثوب جديد بحضور تريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا، لافتًا إلى أنها أول قمة تشهد وجود سياسي بريطاني.
وأوضح "الطرشوبي"، أن دلالة حضور ماي القمة استعادة دور بريطانيا من جديد داخل دول الخليج بعدما تحررت من قيود الاتحاد الأوروبي وتضاؤل دورها داخل الخليج من قبل، مشيرا إلى أن بريطانيا لها فضل كبير في نشأة الممالك الخليجية وأن هناك معاهدة دفاع مشترك منذ أوائل السبعينيات تربط كل من الإمارات البحرين الكويت وقطر ببريطانيا.
وأشار خبير العلاقات الدولية إلى أن القمة ستناقش العديد من الملفات الهامة وأبرزهم ملف أسعار البترول ولاسيما بعد اتفاقية أوبك والتي خفضت من إنتاج البترول وعجز الموازنة بالكويت والسعودية، إضافة إلى أن ملف اليمين، الذي تطرحه السعودية بقوة وتوضيح دور كل من الكويت والإمارات والسعودية وقطر في الملف السوري، مؤكدا أن الصراع الخليجي الإيراني سيتصدر قائمة التحديات.
وأضاف أن رئيسة وزراء بريطانيا ترغب في عقد لقاءات مع الملك سلمان لما تتمتع به السعودية من نفوذ داخل منطقة الخليج ولإحياء وتنشيط الدور البريطاني مع المملكة السعودية.
"ضرورة ملحة لاستراتيجيات جديدة"
ومن جانبه، أكد الدكتور يسري العزباوي، الخبير بالشأن العربي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن حضور رئيسة وزراء بريطانيا تريزا ماي للدورة ال37 لمجلس التعاون الخليجي بالبحرين، يأتي لتفعيل اتفاقيات التعاون بين بريطانيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وقال "العزباوي": بريطانيا لديها تحالف استراتيجي تاريخي مع دول مجلس التعاون الخليجي، ومع الأحداث الأخيرة من زيادة النفوذ الإيراني في المنطقة ووصول دونالد ترامب لرئاسة الولايات المتحدة الأمريكية أصبح تفعيل تلك الاتفاقيات ضرورة ملحة لموازنة نفوذ القوى العظمى في المنطقة.
وأضاف أن بريطانيا تلعب دورا في إرساء الأمن الداخلي والخارجي لدول التعاون الخليجي، خصوصا في ظل توسع النفوذ الإيراني ووصول الجمهوري دونالد ترامب، الذي يتبنى سياسات متشددة ضد دول الخليج، لرئاسة أمريكا.
"تغيير محوري تشهده قمة مجلس التعاون"
وفي السياق ذاته، قال السفير رخا أحمد حسن، عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن القمة الخليجية المنعقدة اليوم بالبحرين بمشاركة رئيسة وزراء بريطانيا تعد تغييرا محوريا وذات دلالات قوية جدا، لافتًا إلى أن بريطانيا تحاول إحياء دورها من جديد مع دول الخليج.
وأوضح "حسن"، أن أمن الدول الخليجية مرتبط بأمن بريطانيا، مشيراَ إلى أن بريطانيا شريك أساسي واستراتيجي للولايات المتحدة وتشكل قوة لردع إيران.
وأشار عضو المجلس المصري للشئون الخارجية إلى أن السعودية كدولة محورية في مجلس التعاون الخليجي ستحظى بجانب كبير من المباحثات مع تريزا ماي.