قامت كاميرا موقع صدى البلد بجولة في متحف النسيج المصري بشارع المعز والذي يرأسه الدكتور ممدوح عثمان مدير عام المتحف،وخلال جولتنا اكتشفنا حقائق مثيرة عن الملابس الفرعونية،حيث كان الإنسان المصري القديم يعتني بنظافة ثيابه البيضاء المصنوعة من الكتان والذي كان رمزا للطهارة والنظافة. وكانت هذه الثياب ترسل إلي أماكن التنظيف التي يقوم عليها عمال مهرة مدربين علي القيام بالعمل علي أكمل وجه،كما كان الأفراد من الشعب الذين أرسلوا في مهام خاصة في المناطق الصحراوية يحرصون علي إرسال مراكز تنظيف الملابس التي أنشأتها الدولة في وادي النيل. وحتي لا تختلط الثياب ببعضها البعض يقوم كل شخص بكتابة إسمه علي حرف الثوب أو وضع علامة مميزة،وتتم عملية التنظيف بأن يتم غمس الثوب في الماء أولا ثم يدعك جيدا بمادة تسمي"النترون"التي تحتوي علي نوع من الأملاح إكتشفها المصريون القدماء في المناطق الصحراوية،وتحتوي علي مواد كربونات الصوديوم،ثم يوضع الثوب علي صخرة ويتم الطرق عليه بمطرقة خشبية،وبعد ذلك يشطف الثوب بالماء ويعصر ويترك لكي يجف تحت أشعة الشمس الدافئة في مصر. المتحف يضم 11 قاعة للنسيج من العصور المختلفة،وخلال جولتنا في الدور الأول وجدنا أول 3 قاعات لنسيج الحضارة المصرية القديمة،حيث استخدمت المنسوجات من قبل قدماء المصريين في مراحل حياتهم المختلفة،ولعبت دورا مهما في الطقوس الدينية بالمعابد,كما استخدمت في الممارسات الجنائزية وعملية التحنيط،وقد برع المصريون القدماء في صناعة الغزل والنسيج،وقد أدرجت بعض النصوص المتعلقة بصناعة الغزل والنسيج أيضا على جدران المعابد أو مكتوبة على ورق البردي. وإتسمت الملابس التي كان يرتديها المصريون القدماء بالبساطة وعدم الكلفة في خطوطها وتطريزها،علي أن خطوط الأزياء في تلك الحقب تطورت تطورا ملحوظا خلال ألاف السنين،وبالنسبة للأزياء النسائية فقد إنقسمت إلي 3 أنواع رئيسية،أولها ذلك الثوب الذي تلفه المرأة حول جسدها ومصنوع من قطعى قماش واحدة ويزينه شريط أو إثنين عند الكتف،أما النوع الآخر يتمثل أيضا في ثوبواسع ذو ثنيات طويلة تلفه المرأة حول جسدها وذو فتحة صدرية علي شكل رقم سبعة،كما كان هناك نوعين من هذا الثوب،فالبعض منها له أكمام وكان يتم تفصيله طبقا لمقاس المرأة،والبعض الأخر من النساء كن يفضلن هذا الثوب بدون أكمام. ويتمثل النوع الثالث لأزياء المرأة المصرية القديمة في ذلك الثوب المطرز بحبات تشبه حبات المسبحة تتخذ أشكالا هندسية بديعة،أما النساء من الطبقة العاملة فقد كن يرتدين جونللة"تنورة"بسيطة مع ترك منطقة الصدر عارية،أما الرجال فقد كانوا يرتدون تنورة قصيرة تمتد أسفل الركبة أحيانا وتثبت عند منطقة الوسط بوشاح يشبه الحزام،وبالنسبة للعمال فقد كانت أرديتهم عبارة عن قطعة واحدة من القماش تلف حول الوسط،وفي الشتاء كان المصري القديم يحرص علي ارتداء العباءات أو رداء يشبه الشال حتي يقي جسمه من البرد الشديد وكنوع من الزينة في نفس الوقت،أما أغطية الرأس فقد كانت تتمثل في منديل بسيط يثبت بشريط أو خيط. وقد شاهدنا في جولتنا قطع نسيج كثيرة أكدت بما لا يدع مجالا للشك أنه كان لفن وصناعة النسيج شأنا كبيرا في حياة القدماء المصريين،وليس أدل علي ذلك من إلحاق الورش التي تقوم علي هذه الصناعة بالمعابد الكبري،كما حرصت الأسر الملكية علي وجود ورش خاصة بها في قصورها،وقلدها في ذلك النبلاء وعلية القوم حينما ألحقوا هذه الورش بقصورهم وجلبوا لها الصناع المهرة من أماكن شتي،كما كانت الأردية المصنوعة من الكتان هي الأكثر شعبية وشهرة وإنعكس ذلك علي نبات الكتان الذي أصبح ذو قيمة عالية. كما عرف الإنسان المصري القديم في عصور ما قبل الأسرات"3100-5000 ق.م"الملابس المغزولة من الصوف،أما تلك الملابس المصنوعة من القطن فقد بدأ المصري القديم إرتدائها في القرن الأول بعد الميلاد خلال الحقبة اليونانية والرومانية،وبالرغم من نجاح علماء الأثار ومتخصصيها في إكتشاف العديد من خيوط الغزل الأخري التي إستخدمها المصري القديم في صناعة النسيج،إلا أننا ما زلنا نعرف القليل عن فن وأساليب الصناعة المصرية القديمة في هذا المجال.