فى البداية كان سبيلا ثم أصبح مدرسة ليكون فى النهاية حاميا للتراث والتاريخ..إنه متحف النسيج فى شارع المعز الذى يعد الأول فى الشرق الأوسط والثالث على مستوى العالم، افتتح للمرة الأولى فبراير 2010 بعد ترميمه..المتحف بدأت حكايته عام 1828 م حينما بنى محمد على باشا سبيلا ومع مرور الزمن أصبح أثرا، وتحول فى إحدى الفترات لمدرسة النحاسين الأميرية التى كان الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من أشهر الدارسين فيها فى الفترة (1925- 1928). وخلال جولة ل«روز اليوسف» اليومية فى المتحف الذى يتولاه الدكتور ممدوح عثمان مدير عام المتحف، اكتشفنا حقائق مثيرة عن الملابس الفرعونية، حيث كان الإنسان المصرى القديم يعتنى بنظافة ثيابه البيضاء المصنوعة من الكتان والذى كان رمزا للطهارة والنظافة، لذلك كانت هذه الثياب ترسل إلى أماكن التنظيف التى يقوم عليها عمال مهرة مدربون على القيام بالعمل على أكمل وجه، كما كان الأفراد من الشعب الذين أرسلوا فى مهام خاصة فى المناطق الصحراوية يحرصون على إرسال مراكز تنظيف الملابس التى أنشأتها الدولة فى وادى النيل. وحتى لا تختلط الثياب ببعضها البعض يقوم كل شخص بكتابة اسمه على حرف الثوب أو وضع علامة مميزة،وتتم عملية التنظيف بأن يتم غمس الثوب فى الماء أولا ثم يدعك جيدا بمادة تسمى «النترون» التى تحتوى على نوع من الأملاح اكتشفها المصريون القدماء فى المناطق الصحراوية، وتحتوى على مواد كربونات الصوديوم،ثم يوضع الثوب على صخرة ويتم الطرق عليه بمطرقة خشبية، وبعد ذلك يشطف الثوب بالماء ويعصر ويترك لكى يجف تحت أشعة الشمس الدافئة فى مصر. المتحف يضم 11 قاعة للنسيج من العصور المختلفة، وخلال جولتنا فى الدور الأول وجدنا أول 3 قاعات لنسيج الحضارة المصرية القديمة، حيث استخدمت المنسوجات من قبل قدماء المصريين فى مراحل حياتهم المختلفة، ولعبت دورا مهما فى الطقوس الدينية بالمعابد، كما استخدمت فى الممارسات الجنائزية وعملية التحنيط،وقد برع المصريون القدماء فى صناعة الغزل والنسيج، وقد أدرج بعض النصوص المتعلقة بصناعة الغزل والنسيج أيضًا على جدران المعابد أو مكتوبة على ورق البردى. اتسمت الملابس التى كان يرتديها المصريون القدماء بالبساطة وعدم الكلفة فى خطوطها وتطريزها،على أن خطوط الأزياء فى تلك الحقب تطورت تطورًا ملحوظًا خلال آلاف السنين، وبالنسبة للأزياء النسائية فقد انقسمت إلى 3 أنواع رئيسية، أولها ذلك الثوب الذى تلفه المرأة حول جسدها ومصنوع من قطعى قماش واحدة ويزينه شريط أو اثنان عند الكتف، أما النوع الآخر يتمثل أيضا فى ثوب واسع ذى ثنيات طويلة تلفه المرأة حول جسدها وذى فتحة صدرية على شكل رقم سبعة، كما كان هناك نوعان من هذا الثوب، فالبعض منها له أكمام وكان يتم تفصيله طبقا لمقاس المرأة، والبعض الآخر من النساء كن يفضلن هذا الثوب بدون أكمام. ويتمثل النوع الثالث لأزياء المرأة المصرية القديمة فى ذلك الثوب المطرز بحبات تشبه حبات المسبحة تتخذ أشكالا هندسية بديعة، أما النساء من الطبقة العاملة.