قالت المعارضة السورية إنها أسقطت طائرة هليكوبتر تابعة للجيش في دمشق يوم الاثنين وإن 60 قتيلا على الأقل سقطوا في اول هجوم لطائرة مقاتلة على أهداف على أطراف العاصمة. وعاد مركز القتال فيما يبدو الى أطراف العاصمة بعد أسابيع من تركز المعارك على مدينة حلب الشمالية. وقال نشطاء إن هجمات شنتها طائرة مقاتلة سورية على ضواح شرقيةبدمشق قتلت ما لا يقل عن 60 شخصا يوم الاثنين. واضافوا أن الهجمات استهدفت ضاحية زملكا وضاحية سقبا الأبعد إلى الشرق حيث هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر وسيطروا على عدة حواجز طرق للجيش في وقت سابق يوم الاثنين. وقال نشط من زملكا عرف نفسه باسم مستعار هو أسامة الدمشقي خشية تعرضه للانتقام "سجل القتلى الستون في زملكا وهناك كثير من القتلى أيضا في سقبا لكن لا يمكن تأكيد أعدادهم." واضاف "أغلب القتلى كانوا مدنيين والجيش السوري الحر هاجم حواجز الطرق ثم غادر." وقال الدمشقي إن تلك كانت أول هجمات جوية تشنها طائرات مقاتلة على دمشق. جاء ذلك بعد يوم من اتهام المعارضة لقوات الاسد وميليشيا الشبيحة الموالية له بقتل مئات الاشخاص في مذبحة ببلدة داريا المجاورة. وادان الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون مذبحة داريا ووصفها بأنها "جريمة مروعة ووحشية" ينبغي إجراء تحقيق فوري ومستقل بشأنها. واتهمت المعارضة السورية قوات الأسد أمس الأحد بقتل المئات في داريا التي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها من المعارضين المسلحين. وأكد التلفزيون الرسمي تحطم طائرة هليكوبتر في العاصمة السورية لكنه لم يكشف تفاصيل. وقال نشطاء معارضون إن مقاتلي المعارضة أسقطوها. وأظهر تسجيل مصور نشرته المعارضة طائرة اشتعلت فيها النيران وهي تسقط فوق منطقة سكنية مما أدى الى تصاعد عامود من الدخان الاسود. وقال شهود عيان ان قصفا مكثفا للجيش أعقاب إسقاط الطائرة. وقال ناشط في المنطقة ذكر ان اسمه أبو بكر تحدث الى رويترز من مكان قريب من الموقع الذي سقطت فه الطائرة بضاحية جوبر "كانت (الطائرة الهليكوبتر) تحلق فوق المنطقة الشرقية من المدينة وتطلق نيرانها طوال الصباح. حاول مقاتلو المعارضة اصابتها لمدة ساعة تقريبا وفي نهاية الامر فعلوا ذلك." وظهرت بالتسجيل المصور اصوات تكبير احتفالا بسقوط الطائرة. وعلى الرغم من أن قادة المعارضة طلبوا من حلفاء أجانب صواريخ مضادة للطائرات لا ترغب الدول الغربية في إمدادها بهذه الاسلحة خوفا من سقوطها في أياد معادية. ولم تظهر دلائل على استخدام المقاتلين في دمشق اي صواريخ. وذكر النشطاء إن 11 قتيلا سقطوا في هجمات الجيش على ضاحية جوبر. وقال نشطاء إن خمسة من القتلى في جوبر اعتقلوا في شارع داير جدية وأعدموا دون محاكمة على أيدي قوات الأمن وقتل الآخرون عندما اصيبت منازلهم في الهجمات. وتمنع السلطات السورية دخول أغلب وسائل الإعلام الأجنبية وهو ما يتعذر معه التحقق من روايات النشطاء والسكان. وتقصف الطائرات الهليكوبتر العسكرية بالصواريخ وتمشط الضواحي المزدحمة على الاطراف الشرقية في المدينة منذ يوم الأحد. وقال ناشط بالمعارضة يدعى سمير الشامي من المنطقة "صوت اطلاق النار وانفجار قذائف المورتر لم يتوقف. أرى الدخان يتصاعد في كل مكان." وأظهرت لقطات بثها نشطاء بالمعارضة جثث 20 شخصا مسجاة على الارض في مسجد بينهم ثلاثة أطفال. وكان نشطاء معارضون قالوا يوم الأحد انه تم العثور على جثث نحو 320 شخصا بينهم نساء واطفال في منازل وأقبية في بلدة داريا جنوب غربي دمشق. وأضافوا أن أغلبهم "أعدموا". وبث نشطاء عدة تسجيلات مصورة على الانترنت تظهر فيها صفوف من الجثث الملطخة بالدماء ملفوفة بملاءات. وبدا ان معظم القتلى من الشبان لكن تسجيلا مصورا واحدا على الاقل اظهر عدة اطفال قتلوا نتيجة اصابتهم بأعيرة نارية في رؤوسهم على ما يبدو. وكانت جثة احد الاطفال غارقة في الدماء. وفي الاممالمتحدة طالب بان بإجراء تحقيق بشأن التقاير عن مذبحة في داريا. وقال مارتن نسيركي المتحدث باسم الامين العام "الأمين العام مصدوم بالتأكيد لتلك التقارير ويدين بشدة هذه الجريمة المروعة والوحشية... ينبغي التحقيق في هذا فورا بشكل مستقل ونزيه." واتهم محققو الاممالمتحدة طرفي الصراع في سوريا بارتكاب جرائم حرب لكنهم قالوا ان اللوم يقع على القوات الحكومية والميليشيات الموالية للحكومة اكثر مما يقع على المعارضة المسلحة. وقالت لجان التنسيق المحلية وهي شبكة نشطاء سورية إن عدد القتلى الذين سقطوا في داريا رفع العدد اليومي للقتلى يوم السبت إلى 440 قتيلا وهو واحد من اعلى أعداد القتلى في يوم واحد منذ اندلاع الانتفاضة. وداريا بلدة سنية شهدت ثلاثة ايام من القصف العنيف قبل ان تقتحمها القوات الحكومية يوم الجمعة. وقالت الوكالة العربية السورية الرسمية للانباء "قامت قواتنا المسلحة الباسلة بتطهير داريا من بقايا الجماعات الارهابية المسلحة التي ارتكبت الجرائم ضد ابناء البلدة وبثت الرعب فيهم ودمرت وخربت الممتلكات العامة والخاصة." وفي باريس حذر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند الاسد يوم الاثنين من ان استخدام الاسلحة الكيماوية سيكون مبررا مشروعا لتدخل عسكري. ووجهت الولاياتالمتحدة وبريطانيا تحذيرات مماثلة. وقال أولوند في خطابه السنوي بشأن السياسة الخارجية امام سفراء فرنسا "سنظل مع شركائنا متأهبين فيما يتعلق بمنع استخدام الاسلحة الكيماوية الذي سيكون بالنسبة إلى المجتمع الدولي سببا مشروعا للتدخل المباشر." وتندلع اشتباكات في انحاء سوريا مع زيادة سقوط القتلى والجرحى خاصة في حلب ويخوض المعارضون حرب استنزاف فيما يبدو. وتقول الاممالمتحدة إن اكثر من 18 الف شخص قتلوا في الصراع. وفي تركيا دعا وزير الخارجية أحمد داود اوغلو يوم الاثنين الدول الأخرى إلى تقديم مزيد من المساعدة مع تزايد أزمة اللاجئين السوريين وقال إن أنقرة ستطالب بهذا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن سوريا في وقت لاحق هذا الأسبوع. وقفز عدد اللاجئين السوريين في تركيا إلى نحو الضعف خلال الشهرين الماضيين ليتجاوز 80 ألفا وبدأت تركيا هذا الاسبوع حجز آلاف الأشخاص عند الحدود مؤقتا بينما سارعت لإنشاء ملاجيء. وقال داود اوغلو "نحن من ناحية ومن أجل أخوتنا مع السوريين نريد القيام بواجبنا الانساني لكن هناك حملا ثقيلا سببته الأعداد. يجب أن يتحمل المجتمع الدولي هذا العبء معنا."