سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الموت الغامض لمسئولين ليبيين وغربيين في أوروبا.. آخرهم وزير النفط في عهد القذافي شكري غانم.. شبكة اختلاسات واسعة يديرها ساركوزي ومسئولون أوروبيون.. والقنصل الأمريكي ورئيس توتال بين الضحايا
ساركوزي عمد للتخلص من القذافي وليس اعتقاله حيا العثور على جثة وزير النفط ورئيس الوزراء الليبي السابق غريقا في فيينا شبكات غسيل أموال واسعة تورط العديد من المسئولين الأوروبيين ومنهم ساركوزي القنصل الأمريكي في بنغازي كريستوفر ستيفنز من بين ضحايا الشبكة تستعد فرنسا للبدء في حملات انتخابية رئاسية جديدة، يشارك فيها العديد من الشخصيات، وعلى رأسها، الرئيس السابق نيكولا ساركوزي. منذ بضعة أيام، تحدث رجل الأعمال الليبي والذي كان مقربا من العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي، زياد تقي الدين بأن الاستخبارات الليبية سلمت ساركوزي ملايين طائلة من أجل مساعدته على النجاح في انتخابات 2007، موضحا أنه سلم بيديه 5 مليون يورو من أصل 70 مليون دفعتهم ليبيا لساركوزي خلال عام 2007. تفتح هذه التصريحات من جديد الباب حول تلقي ساركوزي أموالا طائلة من القذافي في الانتخابات، قبل أن يقود ساركوزي فيما بعد حملة دولية للإطاحة وتصفية القذافي في عام 2011. على الرغم من أن فرنساوبريطانيا نجحت في عام 2011 في القضاء على العقيد الليبي وتصعيد نظام جديد موالي للغرب، إلا أن الأعوام الماضية شهدت العديد من التصفيات لأشخاص كانت محيطة بالعقيد الليبي الراحل، في ظل ظروف غامضة، الأمر الذي يكشف أما ضلوع ساركوزي ومخابرات أوروبية وراء هذه الاغتيالات المتسلسلة أو شبكات غسيل أموال غامضة كانت تضم مسئولين غربيين ومن بينهم ساركوزي والقذافي ومحيطين بهما. ونحاول في هذا التقرير فك خيوط التصفية التي حدثت لشخصيات ليبية وأوروبية كانت مقربة من القذافي. تصفية العقيد الليبي كان مقصودا من فرنسا في 20 أكتوبر الماضي، كشفت صحيفة "جون افريك" الفرنسية عن تفاصيل جديدة تخص مقتل العقيد الليبي في 2011، موضحة أن الناتو عثر على العقيد الليبي حي، وبدلا من نقله لمحاكمته قام بتسليمه إلى متمردين نكلوا به حتى الموت. وبحسب الصحيفة في تحقيق استقصائي غير مسبوق عن القذافي، فإن الهدف الذي عملت القوات الأمريكية والبريطانية في ليبيا، لم يتوقف فقط على تدمير جيشه وسلاح دباباته الضاربة، ولكن بالقضاء على القذافي نفسه وتصفيته، وهو ما كشفه أيضا التحقيق الذي أجراه البرلمان البريطاني، والذي أكد تقديم سيف القذافي طلب لبريطانيا بضمان تنازل والده عن الحكم مقابل الحماية، إلا أن بريطانيا رفضت. تصفية وزير النفط الليبي السابق في عام 2012، عثرت السلطات النرويجية على جثة لشخص في نهر الدانوب، وبالبحث في متعلقاته الشخصية، تبين أنه وزير النفط السابق في عهد القذافي، شكري غانم، كما عثر معه على دفتر صغير تبين أنه يحمل أرقاما تشير إلى الدفعات المالية التي دفعتها ليبيا لحملة نيكولا ساركوزي الرئاسية. في 27 من سبتمبر الماضي، تحدث موقع "ميديابارت" الفرنسي لأول مرة عن هذا الدفتر الذي وجد مع شكري غانم الذي قتل في ظروف غامضة، موضحا أن السلطات النرويجية سلمت هذا الدفتر إلى المكتب المركزي لمكافحة الفساد والمخالفات المالية والضريبية. مقتل شكري غانم ورئيس شركة توتال الفرنسية ويأتي وفاة غانم في سلسلة من الوفيات الغامضة التي تطالت اصدقاء وشركاء في العمليات المالية له. ومنذ انكشاف أمر "دفتره"، فإنه يتراءى أن شكري غانم، كان في قلب شبكة واسعة للفساد ولاختلاس الأموال العامة الليبية تشمل عددًا من دول أوروبا. وعدا صداقاته السياسية، فإنه يُعتقد أن وزير النفط الليبي السابق كان يدير عددًا من شبكات الأموال القذرة التي يمكن أن تكون قد أحاطت بعمليات توقيع عقود مربحة جدًّا مع ليبيا في عهد معمر القذافي. وعلى سبيل المثال، في العام 2008،، تفاوضت شركة " توتال"، بمساعدة الوسيط، زياد تقي الدين، مع شكري غانم حول مشروع لم يتم تنفيذه للتنقيب عن الغاز، ويرد فيه إسم شركة مسجّلة في فادوز بدوقية "ليخنشتاين"، وكانت تسعى لشراء حقوق التنقيب في حقل باكمله، مقابل عدة ملايين من اليورو. وحسب الوثائق التي نشرها موقع "ميديا بارت، فإن المفاوضات كانت بإشراف رئيس شركو "توتال"، كريستوف دو مارجوري، الذي قُتِلَ في حادث تعرَضت له طائرته في موسكو في نهاية 2014. ساركوزي والقذافي ومسئولون آخرون ضمن شبكة مالية سرية وبحسب تقرير لمجلة "لوبوان" الفرنسية في عام 2015، فإن شكري غانم تعرف على معمر القذافي حينما كان يعمل في فيينا بصفته مدير أبحاث منظمة "أوبيك" في عام 1993 وكان القذافي، بحاجة إلى شخص يملك علاقات واسعة لاسيما وأن العقيد الليبي كان منبوذا دوليا بسبب مواقفه، كما أنه كان يريد الحصول على فيزا للدراسة لأبنه سيف الإسلام خارج بلاده. وبالفعل ساعد غانم القذافي على ذلك، وطلب من زعيم الحزب الليبرالي في النمسا، يورج هايدر، بأن يسعى لتأمين الفيزا المطلوبة، وهو ما نجح فيه، واعتبرها القذافي خدمة لا تنسى. وفي العام 2001، استدعاه القذافي إلى طرابلس، وعيّنه وزيرًا للإقتصاد. وتولى رئاسة حكومة ليبيا بين 2003 و2006، قبل تعيينه مديرًا عامًا لشركة النفط الوطنية الليبية، ما سمح له أن يضع يده على الذهب الأسود الذي تنتجه ليبيا. وبحسب المجلة، فإنه خلال الثورة الليبية، فر غانم مستغلا جواز سفره الإيطالي من ليبيا إلى النمسا وأقام فيها، وخلال العامين التاليين التقى بالعديد من المسئولين الليبيين والفرنسيين، من بينهم، بشير صالح، المدير السابق لمكتب القذافي، وكذلك دومينيك دي فيلبان، رئيس الوزراء الفرنسي السابق، وألكسندر جوهر، الوسيط الفرنسي الذي ورد اسمه في عدد من الفضائح السياسية والمالية، وبعد أقل من سنة وجدت جثة شكري غانم في أحدى تفرعات نهر الدانوب في فيينا. بعد موته، قامت الخادمة الفيليبينية بإفراغ شقته من كل ما فيها واختفت بدون أثر. وبعد أشهر، خلِص المحققون إلى أن شكري غانم مات غريقًا بعد ان تعرّض لنوبة قلبية وهو يسير قرب النهر. ولكن رسائل أرسلها مستشارو هيلاري كلينتون وديبلوماسيون أميركيون، وكشف عنها موقع "ويكيليكس"، ونشرتها الصحف النمساوية خلال الصيف الماضي، تكذّب خلاصة التحقيق الرسمي. واستندت هذه الإيميلات إلى مصادر ليبية مقيمة في أوروبا وإلى معلومات أجهزة استخبارات وأجهزة أمن أوروبية غريبة، تكشف أن الشرطة النمساوية وكذلك الانتربول يعتبران الموت المفاجئ للوزير الليبي السابق مريبا جدا. وفي نفس السياق، فقد كشفت معلومات أن غانم باع نفطًا خامًا ليبيًا بأسعار تقلّ عن أسعار السوق، وأن المشترين وضعوا فارق الأسعار في حسابات مصرفية لا تعود لشركة النفط الوطنية الليبية. ويعني ذلك أن شكري غانم كان يختلس أموال الريع النفطي الليبي إما لصالحه الشخصي أو لصالح أشخاص آخرين. مقتل كريستوفر ستيفنز.. القنصل الأمريكي يرى الكثيرون أن القنصل الأمريكي في بنغازي توفى بسبب الهجوم الذي شنه متطرفون على مقر القنصلية في عام 2012، لكن المعلومات التي تنقلها الإيميلات توضح أن القنصل كان على علم بشبكة الأموال الضخمة التي تضم شركات نفط روسية وصينية وأووربية. وأوضحت المجلة أنه قبل مقتل كريستوفر ستيفنز في بنغازي، بعث إلى كلينتون رسالة أوضح فيها أن مقتل شكري غانم تم اسكاته إما من جانب أعضاء من نظام القذافي أو من جانب مافيات أجنبية، موضحا أن غانم كان لديه حسابات مصرفية في فرنسا وسويسرا وإيطاليا.ولم تمر أيام قليلة على إرسال هذا الميل حتى قتل السفير الأمريكي. شركات غسيل أموال تورط ساركوزي ومسئولين أوروبيين توضح المجلة أن العديد من الدول الأوروبية رفضت خلال الأعوام الأخيرة فتح أي تحقيقات ضد هذه الشبكات التي تطال مسئولين اوروبيين كبار ومن بينهم الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي قاموا باختلاسات ضخمة للأموال الليبية في عهد القذافي والفترة التالية، كما يتم تجاهل تصريحات زياد تقي الدين عن حصول ساركوزي عن أموال من قبل النظام الليبي. ومن بين هذه الشبكات، شركة "يارا" التي تلاحقها السلطات النرويجية بعد أن كشفت أن الشركة قدمت رشاوي وأموال ضخمة لمسئولين في نظام القذافي مقابل تسهيلات واعمال نفطية على الأراضي اللليبية. ووجّه المدعون في أوسلو اتهامات لأربعة مسؤولين تنفيذيين في شركة "يارا" بالسماح أو غض الطرف عن مبالغ كبيرة تم دفعها إلى ليبيين، بينهم ابن وزير النفط في عهد القذافي.