* عانى في طفولته من الفقر والحرمان ما جعله يترك المدرسة بعد 3 سنوات لإعالة أسرته مع والده * بدايته كانت فى عمر 7 سنوات حينما فاز بالمرتبة الأولى ضمن 40 متسابقا * أغنية "عالوما".. هي نقطة انطلاقته الفعلية في عالم الفن * لحن له كبار الملحنين أمثال عبد الوهاب فريد الأطرش والأخوان رحباني اليوم تطل علينا ذكرى ميلاد صوت الجبل الصوت الصافي، قديس الطرب، مطرب الأرز، عملاق لبنان، الفنان الراحل وديع الصافي الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1921. عانى من طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، فقد كان عدد إخوته 8 إخوة، ما جعله يترك الدراسة بعد 3 سنوات فقط لكي يساعد والده في إعالة العائلة. عملاق لبنان كانت بدايته في سن السابعة من عمره، ففي عام 1928 اشترك في إحدى المسابقات التي نظمتها إذاعة الشرق الأدنى ببيروت، ليفوز بالمرتبة الأولى لحنا وغناءً وعزفا ضمن 40 متسابقا، وكان من أعضاء لجنة الاختبار كل من ميشيل خياط وسليم الحلو اللذان اختارا له اسم وديع الصافي نظرا لصفاء صوته، حيث اعتبرت إذاعة الشرق الأدنى بمثابة معهد الموسيقى الذي تتلمذ فيه الصافي على يد ميشيل خياط وسليم الحلو. قديس الطرب استعان في بداية مشواره بالشاعر اللبناني أحمد السيعلي الذي كان له دور كبير في بلورة الأغنية الصافية وجعلها تتخذ تلك المكانة من الشهرة والانتشار، حتى كانت أغنية "طل الصباح" عام 1940 من أوائل الأغاني التي تغنى بها وديع الصافي. أغنية "عالوما" اعتبرت نقطة فارقة في مشواره الفني، فقد ذاع صيته بعد غنائها وأصبحت "التحية" التي يلقيها اللبنانيون على بعضهم البعض، والتي نقلت الأغنية العربية إلى الغناء والتبسط بالكلمة البسيطة الدارجة المنتشرة بين عامة الشعب. صوت الجبل أصبح من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي كله، فقد كان له الدور الرائد في ترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد حتى أصبح مدرسة منفردة مميزة في الغناء والتلحين والعزف. ذاع صيته في المنطقة العربية كلها وأصبح الصافي هو الحصان الرابح لدى كبار الملحنين، فقد لحن له موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وفريد الأطرش والأخوان رحباني، مع أنه كان يفضل دائما أن يلحن هو لنفسه لأنه كان الأدرى بصوته وبطبقاته، حتى اكتملت موهبته وأصبح من أهم معالم الفن العربي في العالم أجمع. في عام 1990، خضع الصافي لإجراء عملية القلب المفتوح، ولكنه لم يغب عن الساحة الفنية، فقد استمر في التألق والإبداع وهو في الثمانين من عمره، إلى أن تعرض لوعكة صحية خلال تواجده بمنزل ابنه طوني، حيث شعر بهبوط حاد في الدورة الدموية نقل على أثرها في المستشفى، ولم تفلح جهود الأطباء في إسعافه، فقد تفاقمت أمراض الشيخوخة وتداعت أعراضها ليرحل وديع الصافي وتقام له جنازة رسمية وشعبية حضرها حشد كبير من الشخصيات الفنية والسياسية والاجتماعية في بيروت، ويحمل الجثمان على الأكف ويطوفون به شوارع بيروت على أنغام أغنية "طلوا حبابنا طلوا" التي كتبها ولحنها له سابقا الإخوان رحباني وسط الزغاريد ونثر الورود وعلى قرع الموسيقى والطبول، ليسكت الصوت الصافي ويتوارى صوت الجبل.