تحل اليوم الذكري الاولي لوفاة صوت الجبل 'وديع الصافي'، وديع الصافي مطرب وملحن لبناني ويعتبر من عمالقة الطرب في لبنان والعالم العربي. كان له الدور الرائد بترسيخ قواعد الغناء اللبناني وفنه، وفي نشر الأغنية اللبنانية في أكثر من بلد.أصبح مدرسة في الغناء والتلحين، ليس في لبنان فقط، بل في العالم العربي أيضًا. واقترن اسمه بلبنان، وبجباله التي لم يقارعها سوي صوته الذي صوّر شموخها وعنفوانها. عاش وديع الصافي طفولة متواضعة يغلب عليها طابع الفقر والحرمان، في عام 1930، نزحت عائلته إلي بيروت ودخل وديع الصافي مدرسة دير المخلص الكاثوليكية، فكان الماروني الوحيد في جوقتها والمنشد الأوّل فيها. وبعدها بثلاث سنوات، إضطر للتوقّف عن الدراسة، لأن جو الموسيقي هو الذي كان يطغي علي حياته من جهة، ولكي يساعد والده من جهة أخري في إعالة العائلة. كانت انطلاقته الفنية بعام 1938، حين فاز بالمرتبة الأولي لحنًا وغناء وعزفًا، من بين أربعين متباريًا، في مباراة للإذاعة اللبنانية، ايام الانتداب الفرنسي، في أغنية 'يا مرسل النغم الحنون' للشاعر المجهول آنذاك 'الأب نعمة اللّه حبيقة'. وكانت اللجنة الفاحصة مؤلّفة من ميشال خياط، سليم الحلو، ألبير ديب ومحيي الدين سلام، الذين اتفقوا علي اختيار اسم 'وديع الصافي' كاسم فني له، نظرًا لصفاء صوته. فكانت اذاعة الشرق الادني، بمثابة معهد موسيقي تتلّمذ وديع فيه علي يد ميشال خياط وسليم الحلو، الذين كان لهما الأثر الكبير في تكوين شخصيّته الفنية. بدأت مسيرته الفنية بشق طريق للأغنية اللبنانية، التي كانت ترتسم ملامحها مع بعض المحاولات الخجولة قبل الصافي، عن طريق إبراز هويتها وتركيزها علي مواضيع لبنانية وحياتية ومعيشية. ولعب الشاعر أسعد السبعلي دورًا مهمًّا في تبلّور الأغنية الصافيّة. فكانت البداية مع 'طل الصباح وتكتك العصفور' سنة 1940. غنّي للعديد من الشعراء، خاصّة اسعد السبعلي وماروان كرم، وللعديد من الملحنين أشهرهم فيلمون وهبي، وعفيف راضوان، ومحمد عبد الوهاب، وفريد الاطرش ، ورياد البندك، ولكنّه كان يفضّل أن يلحّن أغانيه بنفسه لأنّه كان الأدري بصوته، ولأنّه كان يُدخل المواويل في أغانيه، حتّي أصبح مدرسة يُحتذي بها. غنّي الآلاف من الأغاني والقصائد، ولحّن منها العدد الكبير. خسرت الأوساط اللبنانية والعربية عملاق الغناء الجبلي، المطرب والملحن وديع الصافي في 11 اكتوبر 2013 عن عمر يناهز 92 عاماً قضي أكثر من نصفها في الغناء، فتوفي في أحد مستشفيات لبنان بعد صراع طويل مع المرض.