شاركت غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيس المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب اليوم الاثنين بعمان في افتتاح أعمال ورشة عمل حول (الفقر متعدد الأبعاد في المنطقة العربية) والتي تنظمها وزارة التنمية الاجتماعية الأردنية بالتعاون مع إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية بجامعة الدول العربية وتستمر لمدة أربعة أيام ؛ بمشاركة عدد من الخبراء والمتخصصين من مختلف الدول الأعضاء بالمجلس والهيئات الدولية المعنية. وأكدت والي - في كلمتها خلال افتتاح الورشة - على أن الورشة التي تعد الثالثة من نوعها والتي ينظمها مجلس وزراء الشئون الاجتماعية العرب تمثل أهمية خاصة لكونها تعقد في فترة حرجة يمر بها العديد من دول المنطقة والتي تتطلب مقاربات جديدة تأخذ بعين الاعتبار تلك التطورات.. داعية الخبراء المشاركين في الورشة إلى إيجاد المؤشرات الوطنية المناسبة المبنية على المعايير الدولية، ولاسيما بالنسبة لهذه الأوضاع الخاصة. وأشارت إلى أن التزام القادة العرب في سبتمبر 2015 بتنفيذ خطة التنمية المستدامة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ، والتي تتمحور حول القضاء على الفقر بمختلف أبعاده ، يعد توجيها لكافة الجهات الحكومية وغير الحكومية لتكثيف العمل للقضاء على الفقر بمختلف أبعاده .. لافتة إلى أن هذا الملف يمثل هدفا رئيسيا لعمل وزارات التنمية والشئون الاجتماعية خاصة وأنها من ضمن الوزارات التي تتعامل مباشرة مع المواطن وعلى دراية بأوضاعه الاجتماعية. و شددت على ضرورة دعم المبادرات الوطنية المهمة ذات الصلة ببيانات دقيقة وبمؤشرات تمكن من القياس الدقيق لمدى نجاعها وتحقيقها لأهدافها المرجوة..معربة عن ثقتها في أن تجارب الدول الأعضاء التي ستعرض بالورشة ستمثل نماذج مهمة للاستفادة منها وتطبيقها في الدول الأخرى وفق احتياجاتها وأوضاعها وإمكانياتها. ومن جانبه.. قال المهندس وجيه عزايزة وزير التنمية الاجتماعية الأردني - في كلمته - إن الفقر باختلاف مسمياته يعد أحد التحديات التنموية التي تواجه دول العالم قاطبة على اختلاف معدلات نموها الاقتصادية .. موضحا أن القضاء على الفقر بحلول عام 2030 يتطلب استعدادا خاصا على مستوى التخطيط والتنفيذ والمراقبة عبر إجراء الدراسات الدورية لتقييمه ووضع خطة بين المؤسسات المعنية لمكافأتها على حال نجاحها ومساءلتها في حال إخفاقها فضلا عن مراقبة وتقييم عملية القضاء على الفقر من خلال المؤشرات الصحيحة للأداء ومصادر التحقق الموضوعية والمراصد المستقلة. وأشار عزايزة إلى أن التعامل مع الفقر يتطلب التأكد من اشتمال المناخ التنموي العام على محفزات للقضاء على الفقر مثل المعدلات المرتفعة من النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والحكومة وغيرها والوقوف على اتجاهات التنمية البشرية ذات الأبعاد الصحية والتعليمية وتحليل العوامل المختلفة المؤلفة لبيئة المؤسسات المعنية بتعزيز الإنتاجية والحد من الفقر وبناء خطط واستراتيجيات لدعمها فضلا عن تشكيل فرق من المتخصصين لتوصيف الفقر وتفسيره وضبطه والتنبؤ بمساره. وبدوره .. أكد الدكتور بدرالدين علالي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشئون الاجتماعية بجامعة الدول العربية، - في كلمته - على أن ملف الفقر يمثل بمختلف أبعاده أولوية متقدمة في عمل الجامعة العربية خاصة في القطاع الاجتماعي، مشيرا إلى أن الورشة اليوم تستهدف بالأساس إثقال المسئولين في الدول الأعضاء بالخبرات الحديثة بما يمكنهم من رسم خريطة الفقر وإعداد القواعد اللازمة التي تمكن متخذي القرار من رسم السياسات المبنية على تحليلات دقيقة، بما يعظم الاستفادة من تلك السياسات وانعكاسها بصورة مباشرة على المواطن العربي.. ودمج الفئات الضعيفة في المجتمع والإسهام في القضاء على ظاهرة الإرهاب التي تستهدف تلك الفئات وتستغلها لحاجتهم في عملياتهم اللاإنسانية. وتشهد ورشة العمل على مدى أيام انعقادها استعراض الخبراء والمتخصين وممثلي وكالات الأممالمتحدة المتخصصة لخبراتهم ووضع خطط عمل مشتركة تمكن من تعزيز قدرات الدول الأعضاء للقضاء على الفقر بمختلف أبعاده وتعزيز التعاون القائم مع منظومة العمل العربي المشترك..كما شهدت الجلسة الافتتاحية للورشة نقاشا حول التقرير العربي للفقر والذي اشتركت في إعداده منظمتا اليونيسيف والإسكوا.